– [email protected] تباطوء المحكمه الجنائيه وتراخيها وعدم جديتها فى اتخاذ قرارات عمليه تؤدى لأعتقال المتهمين بجرائم حرب وجرائم اباده وجرائم ضد الأنسانيه بصور عاجله ومحاكمتهم، تسبب فى الأضرار بكثير من مصالح الدول والشعوب. فانفصال الجنوب العزيز فى السودان ساهمت فيه المحكمه الجنائيه بتباطؤها وعدم اتخاذها لقرارات سريعه تؤدى فى النهايه لتوقيف البشير ومجموعته التى قتلت اهل دارفور وأغتصبت نساءهم بالألاف فى اى دوله تنتمى للمجتمع الدولى وموقعه على مواثيق الأممالمتحده، والا اعتبرت رافضه للتعاون مع الشرعيه الدوليه وللقيم الأنسانيه، وتصبح تلك الدوله مهدده بعقوبات اقتصاديه وجنائيه، والدول والأنظمه المحترمه نفسها مطالبه بالتعاون مع تلك المحكمه لا أن تساند المجرمين والقتله وتساعدهم فى مواصلة البطش بشعوبهم وتدمير اقتصاد اوطانهم. والمتهم الطليق اخطر من الشرير غير الملاحق!! واعتقال البشير يعنى انهيار نظام (الأنقاذ) القمعى الأستبدادى الشمولى الفاسد بكامله .. فاللأسف ونحن فى القرن الحادى والعشرين لا زال فى بعض الدول شخص الرئيس يعنى النظام ويعنى الدوله، ومن حق ذلك الرئيس (الأله) وحده أن يتحدث وأن يخطب وأن يقرر وأن يكذب وأن ينافق وأن يؤم الناس فى صلاة الجمعه! وأعتقال البشير اى انهيار النظام .. يعنى أن يتجه السودان للدوله (الأنسانيه) المدنيه الفدراليه الديمقراطيه المحترمه، التى تبعد الدين عن السياسه .. ويعنى دستور جديد ينص على كل ما تقدم .. ويعنى أن ينحاز مواطن الجنوب للوحده لا للأنفصال الذى اجبر عليه بعد أن وصل البشير للحكم عن طريق انتخابات مزوره ومفبركه ومزيفة لأرادة المواطن السودانى، وهذا ما قلناه يوم ان كان (سوار الذهب) الذى اجهض الأنتفاضه يقود حمله دعمت فوز البشير برئاسة الجمهوريه! انه شئ مستفز للغايه أن يشاهد المواطن السودانى على القناة التلفزيونيه الحكوميه متهم مثل (أحمد هارون) تطلب المحكمه الجنائيه توقيفه واعتقاله ، وهو يتحدث للمواطنين ناصحا وموجها ويداه ملطخه بدماء اهله فى دارفور. لقد جاء الوقت الذى يعلن فيه الأعلاميين والصحفيين السودانيين مواقفهم واضحه هل هم مع الشعب السودانى وخياراته، أم مع النظام ومصالحهم الشخصيه، دون مرواغة أو مداراة ، حتى لا يسقط النظام فى الغد ولا بد أن يسقط، فيخرج القابضون على العصا من الوسط - كما حدث فى مصر - ويدعون بانهم كانوا ينصحون النظام وينتقدونه بالصوره التى نعرفها والتى تجمل وجه النظام وتعطى انطباع بأنه يتيح قدر ومساحه من الحريات. لو تعاملت المحكمه الجنائيه بجديه مع المتهمين فى السودان وفى مقدمتهم رئيس المؤتمر الوطنى (البشير)، لما فقد شعب مصر أكثر من 300 شهيد من خيرة ابنائه ولما فقدت البحرين عدد من الشهداء ولما فقدت اليمن وليبيا ذلك العدد الكبير من الشهداء ولا زالوا يفقدون. فتوقيف المتهمين سوف يردع اى باطش ويمنعه من مواصلة قتل الشرفاء. كلى ثقة فى ان التغيير قادم فى السودان، والعاقل هو من اتعظ بغيره، والتغييرسوف تحدث الشعوب وحدها، ومثلما يلجأ الحكام الطغاة الديكتاتوريين الشموليين الى الدين عند الزنقه والفشل والتردى الأقتصادى، فأنهم يلجاءون كذلك الى تهم معلبه ومحفوظه وهى التدخل الأجنبى والمرتزقه، حينما يشعرون بدنو سقوط انظمتهم. ولذلك فتعولينا كله على شباب السودان ورهاننا عليه وحده، لكن تدخل المحكمه الجنائيه يقلل من الخسائر والأرواح التى يفقدها الوطن دون مبرر. ومن هنا ادعو جميع المناضلين الشرفاء من ابناء السودان رجالا ونساء، للكف عن توجيه الأتهامات السخيفه لبعضهم البعض والا تختزل قضية الوطن كلها فى اجزاء منه نعترف بأنها الأكثر تهميشا، لكن السودان كله مهمش فى زمن (الأنقاذ) الكئيب ، ويعانى من الفقر ومن صعوبة الحياة حتى فى قلب الخرطوم، ولا يعيش فى بحبوبه ورغد من العيش الا المستفيدين من هذا النظام ومن هذا الحزب (الكرتونى) المسمى بالمؤتمر الوطنى الذى لا وجود له فى وجدان الشعب السودانى وسوف يدركون هذا يوم سقوطه القريب بأذن الله. والشعوب اصبحت حاجتها للحريه وللكرامه وللعدل والديمقراطيه أكثر من حاجتها (للخبز) ولولا ذلك لما ثار شعب ليبيا والبحرين. آخر كلام:- واصل (البشير) فى اغتصاب الحكم لمدة واحد وعشرين سنه، فلم يجنى السودان منه غير القتل والدمار فى الجنوب ودارفور، وغير تشريد الشرفاء واضطهاد النساء واذلالهن وختم تلك الفتره بانفصال الجنوب العزيز، ويريد أن يبقى لأربع سنوات أخرى مستندا على نتيجة انتخابات مزوره ومفبركه، لا أدرى ماذا ينوى أن يفعل فيها وماذا سوف يحقق للسودان .. نقول له يجب ان يكون الرحيل (ناو) وعاجلا، لك وللنظام الفاسد بكامله.