العصب السابع النهايات المخزية..!! شمائل النور أعتى أفلام السينما الأمريكية لا أظنها جسَّدت نهايةً لبطل كما حدث في الواقع المصري فكيفما اختلفنا في الطريقة التي تعامل بها مبارك تجاه الثورة إلا أن النهاية التي خلد إليها حسني مبارك كم هي مثيرة جداً للشفقة والرحمة.. الشفقة على رئيس حكم لثلاثين سنة بكل غرور وعنجهية الديكتاتوريين ونجح بامتياز في أن يضع الشعب تحته صامتاً لا يتحرك مغلوباً على أمره لكنه عجز تماماً في أن يختار لنفسه نهاية تناسب الثلاثين عاماً فقد أنهى مبارك فترته بصورة لا تليق حتى بلصٍّ مجرم.. كثيرون من الذين دعموا الثورة المصرية لم يريدوا لمبارك هذه النهاية منزوعة الكرامة.. فمثلما هو رئيس الدولة كان ينبغي أن تكون نهايته بصورة كريمة لكنه العناد والعمى وكذلك لا ننسى دائماً أن لله في خلقه شؤون. وكما انتظر العالم خطاب مبارك الأول بعد أن اشتعلت مصر، ذلك الخطاب الذي ضاعف قوة الثورة من شدة بروده وخروجه عن القضية الأساسية وكأن مبارك كان في غيبوبة.. فقد انتظر العالم أول من أمس خطاباً لنجل القذافي سيف الإسلام، هذا السيف تحدث وكأن ليبيا ملك له ولبقية أسرته.. نجل الرئيس الليبي يخاطب الشعب.. ودون أية صفة رسمية غير أنه نجل الرئيس هل من مهزلة وقلة احترام أكثر من هذا.؟ وبكل صلف أبناء الرؤساء يحذر سيف الإسلام ويهدد وكان الشعب يعمل عنده.؟ لكنها النهايات تتشابه بصورة ملهمة فقط باختلاف الأبطال ذلك لأن المخرج واحد ورؤيته واحدة ورسالته واحدة.. فيا سبحان الله.. فقد كان خطاب مبارك بعيداً كل البعد عن الوضع في الشارع وتوقع العالم أن يكون مضمون الخطاب هو التنحي ولا أقل من ذلك إلا أن مبارك فاجأ العالم بعدم رغبته في الترشح لدورة رئاسية جديدة، وألهمت هذه الفكرة الرئيس اليمني فأعلن مباشرة عدم رغبته في الترشح ثانية، فمثلما تفاجأ العالم بخطاب مبارك المدهش يتفاجأ ثانية بخطاب نجل الليبي مفاجأة حد الذهول، فبعد أن بلغ عدد القتلى أكثر من 200 راحت دماؤهم في سبيل الحق المشروع وتضاعفت أعداد الجرحى، خرج سيف الإسلام ليحذر ويهدد.. وعلى كل الأحوال فإن الشعب الليبي قد أراد ولابد أن تنتهي امبراطورية القذافي وبنفس الطريقة التي انتهى بها الفرعون، وقبله التونسي بن علي الذي فر عن أرضه دون أن يحمل حتى حقيبة ملابسه، وظل معلقاً في السماء حتى عطف عليه السعودي، وسوف يتواصل سيناريو النهايات المخزية إلى عموم المنطقة. هكذا يبدو أن نهايات الرؤساء بائسة وذليلة لدرجة تغمض منها العيون فتراهم ينظرون ويعجزون عن أن يختاروا لأنفسهم نهايات مشرفة ولائقة رغم ما ارتكبوه بحق الأوطان والشعوب.. إلى كل الرؤساء الذين تتشابه امبراطورايتهم، حاولو أن تصنعوا لمعاليكم نهاية لائقة، فمهما فعلتم من جُرم فإننا نحزن أيضاً لمثل هذه النهايات التي لا تستوعبها أفلام السينما، ونتمنى لكم حسن الخاتمة. التيار