ماذا لو إختلي الرئيس بنفسه أسبوعاً !! جعفر عبد المطلب [email protected] مهلاً السادة أعضاء المؤتمر الوطني وكوادره وأنصاره ، رويدا لاتنتشو لأن الرئيس قرر عدم الترشح ! من قال لكم أن عدم ترشيح الرئيس البشير لولاية جديدة هو ضمن مطالب أهل السودان ! الثورة تشتعل في محيطنا ونحن ننتظر اربع سنوات عجاف أخري ! عفواً وسائل إعلام السلطة المرئية والمسموعة والمقروءة ، قبل ان تصموا آذاننا تطبيلاً لمسرحية \"عدم الترشيح \" هذه ، التي أريد بها صرف الناس عما يجري من حولنا وسيجري عندنا أيضا ، بحكم حتمية التغيير وارادة الشعوب وسنة السيرورة والصيرورة كما يقول بها التاريخ القديم والحديث والمعاصر الذي تجري أحداثه أمامنا طازجة. نحن من الأجيال المحظوظة التي اكرمها الله بالمديد من العمر لتعيش وتري كيف يتهاوي الطغاة في محيطنا العربي الواحد تلو الآخر بعد يأس جسم علي طول علي منذ أن ولدنا وحتي بلغنا من العمر ما بلغنا .. علي الحزب الحاكم ان يتحلي ولو لمرة واحدة بفضيلة الشجاعة وينبذ رذيلة إقصاء الآخر ، هذا الإقصاء الذي حبلت من رحمه \" نيفاشا \" وولدت سودانا شائها مقطوع الأوصال ، ما بقي منه غير الثلثين ! إذا استمرت سياسة الإقصاء هذه وغالبا ستستمر ، سيذهب الثلث الثاني وهكذا دوليك . هذه المرحلة الدقيقة والحرجة التي يعبرها الوطن حاليا، تحتاج اليوم قبل الغد الي إرادة أهل السودان الجمعية ، الي كلمة سواء، الي كافة الأحزاب في الحكومة والمعارضة ، الي منظمات المجتمع المدني ، الي الحركة الطلابية والنقابية والطرق الصوفية وغيرها .من أجل دستور تعلو فيه هامة ا لمواطنة ويرتفع سقفها فوق الدين واللون والعرق والقبيلة والجغرافية . يكرس الدولة المدنية دون مواربة أوتدليس ، يستفتي حوله أهل السودان قاطبة دون تمييز لحزب معارض أو حركة متمردة أو اي فئه من الناس . لاينبغي للسيد الرئيس البشير ولا أعضاء حزبه أن يتصرفوا وكأن السودان هذا الوطن القارة ملكاً لهم فحسب لمجرد انهم يملكون السلطة الجائرة وغير الشرعية، هذا السلوك الإستعدائي والمستفز لبقية أهل السودان من شأنه ِ أن يؤجج نار الفتنة ويعجل بالثورة وهي علي مرمي حجر منا ! . أناشد الرئيس البشير أن يكف اليوم وليس غدا عن خطاباته العنترية والتي ينفرد فيها تارة بتحديد هوية السودان بالعربية المسلمة ، مقصيا قبائل السودان الأخري علي كثرتها وتعددها وتنوعها ، وتارة اخري يحدد دستور السودان الجديد الذي يكرس الدولة الدينية دون الرجوع لأهل السودان ! وهذا أمر دونه خرط القتاد . علي السيد الرئيس أن يختلي بفسه لمدة أسبوع فقط بعيدا عن مستشاريه ووزرائه من أعضاء الحزب الحاكم وأصدقائه من رجال الأعمال المرتبطين بالسلطة والمتنفذين فيها وحتي بمعزل عن أهل بيته ، فليذهب الي \" اركويت \" مثلا شريطة ان توفر له كل القنوات الفضائية ( الجزيرو-العربية- البي بي سي - وغيرها )فقط يمعن المشاهدة ويتعمق في التامل بعيدا عن الزبانية . فينظر لحسني مبارك الذي ما كان يعرف ما يدور حوله ، وهاهو القذافي يصاب بلوثة جنون عارمة وهو يكابر ويستنكر ويشتم ويسحق ويقتل في شعبه ! أين زين العابدين بن علي ينازع بين الموت والحياة لا تنفعه الأموال ولا القصور ولا كل عرض زائل استولي عليه من شعبه دون وجه حق ! هاهو علي عبد الله صالح يتصرف تصرف القذافي يصر مكابرا من اجل البقاء في السلطة كأنما اليمن \" الشقي \" تحول بقدرته الي مزرعة خاصة به ! ! لاتستمع الي نافع وغير نافع عندما يقولوا لك ان السودان غير تلك البلاد ! هذا قول باطل . السودان هو تونس ومصر واليمن والأردن والجزائر ، فيه من القهر والقمع والظلم والفساد ما فيها ، تلك القواسم المشتركة التي وحدت الشعوب العربية وأججت الثورة وجعلتها تنطلق من عقالها بعد أن بلغ السيل الزبا . إن تكوين مفضوضية لمحاربة الفساد هذا ذر للرماد في العيون .الفساد يجري في خلايا الدولة وعروقها لا يزول الا بزوالها . إذن واضح مما ذكرنا أن عدم ترشح الرئيس البشير ليس من ضمن مطالب أهل السودان الذين ينشدون التغيير السلمي بعيدا عن العنف وإراقة الدماء ، لأن أهل السودان هم أصحاب ميراث راق وعريق في الثورات من أجل إستعادة الكرامة والإرادة المغتصبة ، ما تزال اكتوبر وأبريل تشكلان علامتان مضيئتان في تاريخ السودان ومثله في وجدان اهله.