شهب ونيازك قول النصيحة كمال كرار . اختفت بعد إنقلاب الكيزان في 1989 حاجات كتيرة من ضمنها العلاج المجاني والتعليم البدون قروش كما اختفت صناعة النسيج والبروش . . وممن اختفوا " وآمل أن تكون بخير " الفنانة الشهيرة في ذلك الوقت زينب الحويرص وأغنيتها المشهودة " قول النصيحة " . . ولو صدح بها نجوم الغد أو فنانو الشباب اليوم لاحتكرت هذه الأغنية الساحة الفنية إلي وقت طويل ، ولكن مشكلة الفن السوداني في النظام الطالباني . . في العهود الشمولية لا يقول المسؤولون النصيحة لأنهم تفتيحة ، فالنصيحة التي قالها ضباط الجيش للمخلوع نميري في 1982 تسببت في " رفدهم " من الخدمة . . ونصيحة اللاحقين أمام " هناي " عجلت بكشف الإحالة للصالح " العام " ، وقال السدنة بعدها كل حاجة تمام . . من ضمن من لم يقولوا النصيحة وزير الدولة للطاقة صاحب التصريحات اليومية عن الاكتشافات البترولية المنتظرة في الشمال ، بينما الواقع يقول أن آبار البترول بهجليج مصيرها النضوب خلال ثلاثة أعوام وأن باقي السودان الشمالي ما فيه " الحبة " . . ولو قيلت هذه النصيحة لمجلس الوزراء من قبل ، كان سيهتم بالزراعة والصناعة ويترك الخصخصة والبتاعة . . ولو قال وزير المالية في معرض النصيحة إن الأمن والدفاع يستهلك " نص " الميزانية ، وأن هذا الوضع يؤدي للفيس بوك والنيولوك والزنقة زنقة في بنغازي أو تبوك ، لكان النظام قد صرف علي الجامعات والمستشفيات ومدارس البنين والبنات . . وممن تفادوا قول النصيحة وزراء ومستشارون في تاريخ بعيد عندما خاف أحدهم من " الملك " صاحب الفيل الذي برطع في حواشات " الرعية " فقال له تلك القولة المشهورة ( الفيل عاوز فيلة ) . . وأضف لقائمة الذين لا يقولون النصيحة ولا الحقيقة بعض نواب البرلمان " المضروب " الذين صفقوا لوزير المالية بعد زيادة السكر والبنزين . . وفي نفس القائمة مستشارون لا يستشيرهم السدنة ولا يحزنون ، وإتحاد عمال يبارك التشريد والفصل إلي يوم يبعثون . . وحكام ولايات وتنابلة وتنابلات كل همهم " السفسفة " علي حساب الفقراء والمساكين وناس المعاشات . . ومدراء بنوك " يبرشتون " المرابحات والمضاربات ويستمتعون بالمال الخبيث ولو كان من عائدات المخدرات . . ربما فات أوان قول النصيحة علي " الإنقاذيين " وهم الذين سيتبينون النصح ضحي الغد ، عندما تحمل الجماهير اللافتات والنيم . . من يسرق طويلاً ياكل نيم ، أو " جراية " في سجن قديم . وانت عارف إنو " عارف " في المطار راجياهو ريم . الميدان