بالامس كان اجتماع الجالية السودانية لانتخاب اللجنة التنفيذية الجديدة للجالية السودانية بلندن وانحرف النقاش في بعض مراحله الى علاقة الجالية بالسفارة على خلفية زيارة السفير السوداني السيد (عمر صديق ) للجنة السابقة وقد اثار هذا هرجا ومرجا ونقاشا اخذ وقتا طويلا وقام من خطب خطبا ثورية ضد النظام وطالب احدهم بالتحقيق في هذا الامر ومن الذي قدم له الدعوة وانبرى آخر بأن الجالية السودانية ببريطانيا لا ينبغي لها التعامل مع السفارة السودانية لآن السواد الاعظم من المقيمين ببريطانيا هم على خلاف مع الحكومة السودانية وكانت هي السبب المباشر في هجرة السودانين بسياساتها القمعية والحزبية وحكمها الشمولي الصفوي ناسين او متناسيين ان الجالية هي ليس حزب سياسي له برنامج سياسي لا زالة االحزب الحاكم في السودان او رفع راية المعارضة او شعارات تنادي بفكر حزبي وكان مسار النقاش من البعض الا تكون هناك علاقة بين السفارة السودانية والجالية وقد كان هذا سببا لنقاش طويل تم فيه الخلط بين الجالية كجسم بخدم المواطن السوداني بصفة عامة ايا كان لونه السياسي او كحزب تكون له مواقف من الحكومة السودانية ولي في ذلك كلمة لابد ان اقولها بتجرد وشفافية .. نحن كجالية سودانية في بريطانيا او في اي دولة غربية او عربية او افريقية لايجب الخلط بين خدمات الجالية السودانية للمواطن والمواقف السياسية الحزبية الصارخة , وهذا في اعتقادي امر مهم جدا حتى لا نسيس المنظمات الخدمية ونرفع راية العداء لاي جهة كانت مهما كان اختلافنا معها كما يجب ان تكون خدماتنا للمواطن السوداني بتجرد ونزاهة والا نتخذ موقفا من السفارات السودانية بالخارج طالما نحن جالية تخدم المواطن وليس حزب سياسي يتطرف في علاقاته مع السفارة او الحكومة .. للمعارضة منابرها واحزابها ومجلاتها واصداراتها المتنوعة و ليس مكانها الجالية التي يجب ان تكون متجردة في خدمتها للمواطن المقيم او عابر السبيل اذا ما احتاج لخدماتها كما اننا لا نرضي ان تخترق الحكومة الجاليات او تحاول الالتفاف عليها ايضا يجب الا يكون لنما موقف من داخل الجاليات او نرفض اي علاقة معها ربما تفيد خدمة المواطن وفي الاول والاخير ان السفارة هي يجب ان تخدم الشعب السوداني وترعى مصالحة وتسهل علية كل ما يحتاجه ايا كان انتماء المواطن حتى ولو كان على عداء سافر مع الحكومة فأنه في الاول والاخير مواطنا سودانيا خدمة السفارة له فرض عين وليس منحة او جميلا يقدم له .. والجالية كجسم خدمي يجب الا تسيس ويجب الا تقحم نفسها في اي معارضة وان تقف على مسافة واحده بين كل السودانيين معارضة وغير معارضة وان تقدم خدماتها لكل مواطن سوداني يحتاج الي هذه الخدمة ايا كان لونه السياسي واصبح مقيما في بريطانيا فهو لا شك كمواطن سوداني يجب على الجالية ان تكون لها مشؤولية تجاهه اذا ما احتاج الى خدماتها .. بكل تأكيد ما طرحتة الان يمثل وجهة نظرين مختلفتين الاولى وانا ممن يؤيد تحييد الجاليات والثانية هي مقاطعة الجاليات في دول المهجر وخاصة الغرب للسفارات السودانية ورفض اي تعامل معها وفي اعتقادي أن وجهة النظر الاخيرة حتما لها اسبابها التي افقدت المواطن الثقة في السفارة وفي موظفي السفارة بأعتبارهم جزء من النظام وهذه الصورة يصعب جدا محوها من العقول لئن مقار السفارات هي ايضا مركز معلومات وتجسس على المعارضين للنظام فأصبحوا الناس ينظرون الى السفارة كما ينظرون الى جهاز امن الدولة وهذه من الاخطاء التي ارتكبتها الحكومة على مر السنوات التي حكمت فيه السودان قسرا ولانها تفتقد الشرعية الجماهيرية الا ممن هو مؤتمر وطني او جبهة اسلامية بالمفهوم العام فركنت الى تعيين كل الكوادر الحزبية اوالتي توالي الحكومة في جميع السفارات واصبح هناك اناس ليس لهم علاقة بالدبلوماسية ولا هم من السلك الدبلوماسي يعينون سفراء او يعينون موظفين في السفارة ومؤهلهم الوحيد هو الانتماء الحزبي واصبحت السفارة جزء من النظام والذي هو في نظر المواطنين نظام قمعي بل هي تمثل النظام ولا تمثل الشعب السوداني ولذلك احتدم الخلاف في وجهات النظر والسبب بكل تأكيد هو سياسة الولاء قبل الكفاءة .. والسؤال هو متى يشعر المواطن أن السفارة تمثله ولا تمثل النظام وهذا يقودنا الى ان المواطن لا يشعر ان النظام يمثله سيف الاقرع - لندن