[email protected] أكدت مصادر وثيقة الصلة بالأرصاد الجوي أن رياح التغيير التي أطاحت بالنظام الديكتاتوري في تونس ومصر ستتجه في غضون أسابيع قليله ، بسرعة البرق ، تجاه جنوبالوادي العظيم حيث يسيطر أسوأ نظام ديكتاتوري عرفه تاريخ السودان الحديث على مقاليد الحكم في الخرطوم لأكثر من عقدين من الزمان ... فالسودان وبقية دول الجوار ليس دونها وهذه الرياح حجاب...فأمواج المد الثوري الشبابي لن تتكسر في شواطئ تونس ومصر فحسب بل ستمتد كالسنامي لاجتثاث بؤر الفساد في طرابلسوالخرطوم وصنعاء... شيئنا أم أبينا لأن العوامل التي ألهبت مشاعر شباب الثورة في تونس ومصر تمثل قاسم مشترك لجميع شعوب الدول العربية التي قاست الأمرين من أنظمتها الاستبدادية التي تحكمها بالقبضة الحديدية لعشرات السنين... فعلى سبيل المثال لا الحصر إن الأنظمة التي تحكم هذه الأقطار جميعها أنظمة غير شرعية ولا تستمد سلطاتها من مرجعية قانونية صحيحة وفقاً للشريعة الإسلامية ، والأعراف ، والقوانين الدولية. هذا بالإضافة إلى إنها أنظمة تفتقر إلى حكم الشورى والتداول السلمي للسلطة الذي يعتمد على قاعدة جماهيرية واسعة... وشاورهم في الأمر ..وأمرهم شورى بينهم..ولست عليهم بمسيطر.. وبدلاً أن تلجأ هذه الأنظمة إلى تطبيق قواعد الحكم الشرعي في الإسلام الذي يطبق مبادئ الحرية والعدالة ، وأن الحكم كله لله... لجأت إلى تطبيق أنظمة الحكم الديكتاتوري التي تنفذ شرائع الغاب لقمع وإرهاب شعوبها المغلوبة على أمرها ، فملأت السجون بالمعتقلين السياسيين ، واستخدمت جميع أساليب البطش والتعذيب للتنكيل بخصومها السياسيين وتصفيتهم جسدياً إذا تطلب الأمر ذلك... ففي عام 1996م صفى نظام القذافي الفاشي 1200 سجين سياسي في مذبحة سجن أبو سليم.. وعندما وصل صدام حسين الى السلطة في العراق أعدم كل من شك في ولائه أو في منافسته له على السلطة. وعندما أطاحت جبهة الإنقاذ بالنظام الديموقراطي الشرعي في السودان في عام 1989م لم تكتفي بتصفية الحسابات ، وملء المعتقلات بالمعارضين السياسيين ، ومصادرة الحريات وتكميم أفواه الصحفيين ، وتسريح آلاف الموظفين من وظائفهم بحجة الصالح العام بل لجأت إلى أساليب التعذيب الوحشية في بيوت الأشباح والتصفيات الجسدية في أروقة أجهزة الأمن القمعية... بل ذهبت أبعد من ذلك عندما ارتكبت مذبحة لم يشهد لها التاريخ مثيل ، حتى في محاكم التفتيش أو محاكم نومبرج الشهيرة ، عندما قامت بتصفية ثماني وعشرين ضابطاً بحجة مشاركتهم في انقلاب عسكري للإطاحة بحكومة الإنقاذ في عام 1990م. ونحن نتحدث عن جرائم جبهة الإنقاذ التي لا تحصى ولا تعد لا بد أن نلفت نظر القارئ الكريم إلى أن الجرائم التي ارتكبتها الجبهة في حق أهلنا في دارفور تعتبر جرائم حرب ، وجرائم ضد الإنسانية بموجب الأعراف ، والأحكام الشرعية ، والقوانين الدولية. وقد أكدت محاكمات نومبرج أن الواجب الأخلاقي يحتم على الجنود عدم تنفيذ الأوامر والقوانين غير الإنسانية خاصةً إذا أمروا بأطلاق النار على المتظاهرين أو إعدام المدنيين العزل كما حدث في إقليم كوسوفو ، وفي ثورة تونس ، ومصر، وما يحدث الآن في ثورة ليبيا وما سيحدث في ثورة شباب السودان كأنهم لم يقروا التاريخ ولم يسمعوا بسقوط الأنظمة النازية ، والفاشية.. أين ذهبت دول المنظمات السرية؟ أين هتلر؟ أين موسيليني؟ أين الجنرال فرانكوا ؟ أين الجنرال منغستو؟ أين الجنرال بونشيه؟ أين صدام حسين؟ أين المشير جعفر نميري؟ أين بن على؟ أين حسني مبارك؟ أين الجبابرة الأولى؟ لقد ذهبوا جميعاً إلى مذبلة التاريخ... لا أريد الإسهاب أكثر من ذلك على الرغم من أن الحديث ذو شجون عندما نتحدث عن تساقط هذه الأقنعة الزائفة التي أصبحت ممارساتها الدموية مكشوفة لجميع شعوب العالم الحر... من منا لا يعلم ما يدور في أروقة أجهزة الأمن الفاشية في مصر ، وتونس ، والسودان ، والعراق ؟... ولو اتسع المجال لذكرت مئات الأمثلة الموثقة بالصوت والصورة التي تدين هذه الأنظمة الجبانة التي لا تستطيع مواجهة معارضيها إلا باستخدام الأسلحة الفتاكة وأساليب القمع والتعذيب.. لذا أكتفي بهذا القدر حتى لا أطيل على القاري الكريم .. ولكن من يرغب في الاطلاع على مزيد من أساليب البطش والتعذيب التي تمارسها هذه الأنظمة العميلة منذ قرون طويلة فليقرأ \" السجن الحربي\" و \"العراق دولة المنظمة السرية\" أو \"محاكم التفتيش\". وعلى الرغم من الأساليب الوحشية التي استخدمتها أجهزة الأمن لإخماد ثورات الشباب التي اشتعلت في هذه الدول إلا أنها فشلت فشلاً ذريعتا في إيقاف فيضان الأمواج البشرية الهادرة ولاذت بالفرار كالجرذان. وأنا في هذه العجالة لا يساورني أدنى شك في أن التاريخ سيعيد نفسه غداً لنشاهد المزيد من عمليات الهروب المنظم والعشوائي كما شاهدنا هروب بن علي ومن قبله دكتاتور أثيوبيا الهارب ، والهروب الأمريكي العظيم من سايجون...والحبل على الجرار... فالجبناء وحدهم هم الذين يقومون بتعذيب خصومهم وتصفيتهم جسدياً لأنهم لا يستطيعون مواجهة حركة حياتهم ... وبدلاً من الجلوس معهم على طاولة المفاوضات والاستماع لآرائهم ومطالبهم العادلة للوصول إلى حل سلمي يرضي جميع الأطراف المتنازعة ، يرسلون إليهم جحافل الظلام لتصفيتم ظناً منهم أن طريقهم سيصبح معبد بالورود...كما توهم الأمريكان ذلك عندما غزوا العراق... ولكن هيهات... هيهات... لأن هذه الأنظمة الظلامية لا تدري أنها قد دقت أول اسفين في نعشها عندما مارست أساليب البطش والإرهاب ضد أبناء شعبها.. وأنها ستدفع الثمن غالياً في يوم من الأيام... وأن غداً لناظره قريب...وأن الساعة آتية لا ريب فيها. فأمام هذه الأنظمة الهلامية خيران لا ثالث لهما: الرحيل أو التنكيل... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. صديق عثمان المملكة العربية السعودية شركة المياه الوطنية [email protected]