حامد بشري [email protected] بدون استحياءٍ أو رمش جفنٍ، وقبل أن يتمَّ الترحم علي أرواح الشهيدات اللأتي تمَّ اغتيالهن بدمٍ باردٍ أو الاعتذار للمغتصبات بمكاتب أمن الدولة ومحاكمة الجناة وطلب العفو والإفراج الفوري عن الأخريات اللأتي ما زلن يرزحن بدون جريرة بأقبية جهاز الأمن ، أفتتح في24/11/2012م نائب رئيس الجمهورية الدكتور الحاج آدم يوسف “الحملة القومية لمكافحة العنف ضد المرأة ولتعزيز كرامتها” وأدعى أننا في السودان، تأسيساً على مبادئ ديننا الحنيف، سعينا لتحقيق كرامة بني آدم جميعاً والمستضعفين فيه لا سيما النساء من منطلق أن ذلك شيء أصيل دافعه الطاعة لرب العالمين، كما ورد في صحيفة آخر لحظة بتاريخ 25/11/2012م. وقبلها أدلي سيادته بالتصريح التالي بتاريخ 19/11/2012م (سونا) “أكد الدكتور الحاج آدم يوسف نائب رئيس الجمهورية أن السودان يعد من أكبر الدول التي ترعى حقوق الإنسان وكرامته وأن الدولة تصدر التشريعات من أجل كرامة الإنسان وتكفل حق كل من يعيش علي أرضه”!!؟؟ علي النقيض من هذا الهرج والمرج مازالت السلطة الحاكمة تسدر في غيها وترتكب أفظع الجرائم ضد المواطنات السودانيات، تبطش بهن في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وتُحرمهن حق الحياة وممارسة دورهن الطبيعي في الإنجاب وتربية الأطفال. شاهدت كغيري من الملايين ما تعرضت له الصحفية سمية إبراهيم هندوسة من تعذيب نفسي وجسدي وصل حد استعمال المكواة خلافاً لأعقاب السجائر التي كانت تُستعمل في السابق كأداة من أدوات التعذيب التي تفتقت عنها عبقرية جهاز الأمن الذي أُقتيد بالأمس رئيسه مُعتقلأ بتهمة تقويض السلطة الدستورية ومحاولة الانقلاب علي “النظام الشرعي القائم” اللهم لا شماته . ورد في الأخبار “أن المعتقلين تتم معاملتهم بصورة جيدة ووفرت لهم كل سبل الراحة وتم التحفظ عليهم في مكان ممتاز” وأكدت أن قوش يعامل معاملة كريمة . الراكوبة 25 http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-78735.htm نوفمبر2012 وقديماً قالت العرب “من يظلم الناس يظلم” و “كما تدين تدان” . وقال أهلنا “التسويه بإيدك يغلب أجاويدك” “و” التسوي كريت في القرض تلقاه في جلدها “ويقول الغربيون What goes around comes around هذا مسلك حضاري وسلوك أنساني رفيع تجاه من أتُهم بالقيام بمحاولة تخريبية كادت أن تؤدي إلى الاستيلاء علي السلطة “لولا أن لطف الله بنا”. كنت أمني النفس بأن تكون هذه المعاملة أو ما يشابهها تجاه كل معتقل سياسي ولكن هيهات فحكومتنا تمارس الكي إذا تجرأت وعارضت بلسانك أو قلمك والاغتصاب إذا قدر الله لك أن تكوني مواطنة من دارفور. رحم الله سيد أحمد الحردلو و”بلدي يا حبوب”. رجعة بذاكرتي إلى الوراء قليلاً فتذكرت كيف تمَّ إغتصاب النازحات بمعسكرات دارفور، في بادئ الأمر علي يد الجنجويد بقيادة موسى هلال وأحمد هارون وأعوانهما وثانية علي يد من هم مطالبون بحمايتهن من شرور مُغتصيبهن. بكل شجاعة وصمود وكبرياء روت صفية أسحق كيف تم أنتهاك عذريتها علي أيدي ثلاثة من رجال أمن قوش أو محمد عطا في مباني جهاز الأمن بمدينة بحري، رأينا كيف كان “قدو قدو” يتفشي في جلد أمرأة أخري بسجن الكبجاب بأمدرمان علي مرأى ومسمع من الجميع ولم يتحرك جفن في من تمارس يداه أنتهاك حرمة الإنسان وكرامته. وقبل فترة مارست نفس المجموعة حيوانيتها وسلوكها الغير إنساني حيث أُغتصبت الطالبة مزدلفة بجامعة الفاشر. وفي 28 أكتوبر من هذا العام تم أعتقال وتعذيب بشع تقشعر له الأبدان في مباني جهاز أمن الدولة القابعة بمدينة بحري موقف شندي للصحفية سمية إبراهيم. جريرتها الوحيدة أنها تمارس مهنتها الصحفية بأمانة والجهة الوحيدة المخول لها محاسبتها هي نيابة الصحافة وليس العميد مقطوع الطارئ المدعو بابكر الفادني. لم يشفع لها أنها قبل فترة فقدت أبنتها وفي نفس العام أصبحت أرملة. القاسم المشترك بين كل هذه الجرائم أنها أُقترفت بصورة ممنهجة ضد نساء من أصل عرقي واحد ومنطقة جغرافية واحدة. أصحي يا حاج أين أنت من قول (ص) كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته . أو لم تعوا حديث أمير المؤمنين الفاروق عمر: ” متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟ سبق هؤلاء الشريفات العفيفات نساء أُخريات زُج بهن في الحراسات وتم ضربهن بخراطيم المياه والعصي: عضوات جمعية لا لقهر النساء والأستاذة الصحفية الأخرى لبني حسين التي هزت محاكمتها مكانة الدولة وجعلت السودان أُضحوكة في عيون العالم الخارجي والمحافل الدولية. أو لم يطلع الحاج آدم علي حديث صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: ( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) رواه البخاري ومسلم. قبلهن تمَّ تعذيب السيدة عائشة النسيم الطاهر التي لم تجد محنتها حظاً من النشر بخلاف أسمها الذي ورد في النشرة الإلكترونية للمنظمة السودانية لضحايا التعذيب . أين أنتم من قوله تعالي في محكم تنزيلة العزيز ”إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون” سورة النحل الآية 90 . وقوله (ص) ”يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا”. أما بخصوص حديث نائب رئيس الجمهورية عن أن السودان يعدُّ من أول الدول التي ترعي حقوق الإنسان فكان الأجدر به أن يخرس . ولمعلومية السيد نائب الرئيس فأننا صرنا في ذيل قائمة الدول التي ترعي حقوق الأنسان (تاني الطيش) تفوقت علينا دولة الصومال حيث أحرزت المرتبة الأولي . http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-78735.htm والشيء بالشيء يذكر أحمده تعالي أنني أعيش في بقعة من هذا الكون الواحد الذي خلقه الرب وألزمنا بالحفاظ عليه لأكثر من عشرين عاماً وسط أناس آكل طعامهم وأمشي آمناً مطمئناً في أسواقهم. ففي هذا الجزء من المعمورة لا يسمح للأب برفع صوته علي أبنته ناهيك من أستعمال اليد فما بالك بحاكمٍ أو رجل أؤتمن علي الحفاظ علي أرواح المواطنيين وممتلكاتهم . في ذات المكان وكثيرٍ غيره لم أر بأم عيني مشكلة بين مواطنٍ وآخر أُستعملت الأيادي لحلها. ولأزيدنك من الشعر بيتاً ففي هذه الأيام تنظر الشرطة الكندية حالياً في قضية مرفوعة من أمرأة ضد رجل بوليس تتهمه فيها بإستعمال العنف المفرط ضدها حيث أدي ذلك إلى تمزيق فستانها مما سمح له برؤية جزء من ثديها. ولا حديث هنا عن خلع حجاب أو أستعمال مكواة أو ضرب بسياط وحلاقة شعر الرأس. أما إذا وصل الأمر إلى إغتصاب فستكون تلك نهاية مدير الشرطة ووزير الداخلية وقد تؤدي إلى سقوط الحكومة. ولمعلومية سيادتكم أن هذا القطر لا يحتل المرتبة الأولي في قائمة الدول الراعية لحقوق الإنسان وأنما السابعة . ولماذا نذهب بعيداً ونحن حكومةً وشعباً نتضامن مع الشعب الفلسطيني صباحاً ومساءً ونُسيّر المظاهرات وندعم الجرحى والمصابين ونبعث لهم بالإسعافات وأخيراً بدأنا نرسل لهم الأسلحة مما جعل إسرائيل تعتبرنا من دول المواجهة وبدأ (العدو الصهيوني) في الانتقام منا. لم نسمع بأي حادثة تعدٍ علي شرف من قبل جندي إسرائيلي تجاه أي من المواطنات الفلسطينيات فهذا خط أحمر. إذا لا قدر الله أن أرتكب أي من الإسرائيليين هذا العمل المشين فعلي نتنياهو السلام. لم يحدث هذا الإنتهاك من اليهود ولا حتي من الصهاينة . مالكم يا هؤلاء تُشوهون الإسلام وسمعته وتسيئون إلى السودان وشعبه الأبي. كل هذا جعلني أطرح عدة استفسارات وتساؤلات حول ماهية هؤلاء المخلوقات الذين يرتكبون هذه الفظائع في السودان الذي نعرفه ، أين خُلقوا ؟؟؟ هل لعب هؤلاء القوم معنا الدافوراي وحرينا وشدت؟ هل قرأوا الصبيان وميكي وشاركونا في الجمعيات الأدبية؟ هل أشتركوا معنا في الإضرابات في المرحلة الثانوية والجامعية؟ وهل ذهبوا معنا في الرحلات المدرسية؟ وهل سمعوا الخليل حينما كان يصدح عازه في هواك .....عزه نحن الرجال أو أحمد المصطفي أنا أمدرمان أنا السودان؟ هل شجعوا فرق الكرة السودانية وأحتفلوا بانتصار الهلال أو المريخ أو سمعوا بأمين زكي وجكسا وماجد وسبت دودو؟ كم منهم سمع وأستمتع بخطاب سياسي لمحمد أحمد محجوب أو إسماعيل الأزهري؟ أين كان هؤلاء القوم عندما خرجنا مشياً علي الأقدام من أمدرمان حتى ميدان عبد المنعم لوداع الشهيد أحمد القرشي وذهب بعض منا مع الرفات حتى القراصة حيث وري جثمانه الثري وحينها لم نك بلغنا سن الرشد بعد. هل تكرم أحدهم بدخول دار الحزب الجمهوري المواجه لدار الرياضة بأمدرمان وأستمع إلى شهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه أو قرأ أحدهم وفهم مغزى الشعار الذي زين مدخل هذه الدار ” حل مشكلة الجنوب في حل مشكلة الشمال ” هل شاهد أحدهم أو سمع الشهيد عبد الخالق محجوب وهو يخطب في البرلمان عندما أُنتخب نائباً عن دائرة امدرمان الجنوبية وحديثه عن التنمية وماذا كانت تعني؟ نترك عبد الخالق جانباً هل سمع أحدهم المرأة الأولي التي دخلت البرلمان والزي السوداني المحتشم الذي كان ترتديه ( لا حجاب ولا نقاب ولا تشويه، أنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم كما قال تعالي ) وبفضلها تحققت إنجازات للمرأة السودانية في ستينات القرن الماضي لا تزال بعض الشعوب تناضل لتحقيقها؟ هل رأوا صورة السيد الصديق المهدي وهو يتفاوض مع الفريق إبراهيم عبود؟ أين كان هؤلاء حينما كانت الجمعية التأسيسية تعج قاعاتها بخطاب الأب فيلب عباس غبوش ونكهة حديث العم بوث ديو؟ رحمهم الله أنهم سعداء أحبهم المولي ورحلوا عن هذه الدنيا قبل أن يعيشوا معنا زمن أبو الطيب وهجائه لكافوري أو الحجاج وترديد مقولته علي مسامعنا ليل نهار (من أراد أن تثكله أمه ويؤتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي) هل شاركنا هؤلاء القوم بهجة سينما برمبل وغرب والبلو نايل؟ هل تعلموا علي يد كرف أو النضيف أو أستاذ قطر ومستر كوك؟ هل تشبعوا بالإرث الشعبي (أب طاقية كلو ود عم الولية ) (مقنع الكاشفات) و(ستَّار العروض) وأُُؤتمنوا علي بنات الفريق والحي؟ أين كان هؤلاء القوم حينما كنا نرتجف تأدباً حينما نري معلمينا أو تجمعنا معهم المناسبات في غير ساعات الدرس؟ هل هؤلاء القوم هم نفس أقراننا الذين كنا نتنافس معهم حول من هو الذي يعبئ إبريق الوضوء أو من هو الذي يساعد الكبير حينما يهم بغسل يديه؟ أين خلق هؤلاء القوم؟ هل قرأوا معنا قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا قبل أن تمتد أياديهم الآثمة للمساس بكرامة الدكتور فاروق وهو أعزل بالمعتقل . رأيت أن أرفق في ذيل هذا المقال موضوع سبق أن كتبته في يوليو 2006 بخصوص تعذيب وإهانة المرأة السودانية في شخصية عائشة النسيم التي ورد أسمها سابقاً لكي يتذكر السيد نائب الرئيس أين يقف هو وسلطته من أحترام المرأة ومن الإسلام الذي كرمها : هل ينجح أمن الإنقاذ فيما فشل فيه الجنود الأمريكان بالعراق هذه رسالة إلى امرأة لم أتشرف برؤيتها أو التحدث إليها ولا حتى بمعرفة عنوانها أو مكان سكنها. كلما أعرفه عنها أنها من عامة النساء ولم تكن في يوم من الأيام من علية القوم أو المشاهير. لم أطلع على أسمها في قائمة نساء وطني اللائى شاركن في العمل العام، لم تكن خطيبة في الندوات أو عضوة قيادية في حزب سياسي أو من الناشطات في مجال حقوق المرأة بل قد تكون لا تجيد القراءة والكتابة كغالبية نساء السودان. تعرفت عليها الأسبوع الماضي عندما قرأت أسمها في النشرة الإلكترونية للمنظمة السودانية لضحايا لتعذيب. كل التعريف الذي ورد في سيرتها الذاتية قبل الأربعاء 14-06 – 2006 أنها عائشة النسيم الطاهر وتبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً، ربة منزل، متزوجة و أم لطفلين. تم إعتقالها من منزلها يوم الأربعاء الساعة 4 صباحاً بواسطة أجهزة الأمن ورُحِّلت إلى مدينة تندلتي علي بعد 80 كيلومتر من كوستي . عزيزتي عائشة، إعتقال نساء وطني بدعة لأول مرة أسمع بها أيام السفاح حينما أوحي إليه مستشاره وشريكه في الجريمة عرَّاب حكومة الإنقاذ الحالية شيخ حسن بتطبيق ما أصطلح علي تسميته بقوانين سبتمبر. بدعة إعتقال الأمهات بدأت بصانعات الخمور البلدية ثم شمل الهوس إعتقال المناضلات أو العكس ثم عادت هذه الجريمة اللاإنسانية والمناهضة لحقوق الإنسان للظهور في ظل النظام الحالي وأتسع نطاقها لتشمل ربات البيوت، أسر شهداء رمضان، الأمهات اللائى سيَّرن المظاهرات ضد تجنيد الأطفال والقصر وإرسالهم إلى محرقة الحرب، مظاهرات الأمهات بعد مجزرة العيلفون. كذلك شمل الإعتقال أخواتك اللأتي قدن المعركة ضد سياسات مجذوب الخليفة الذي أراد أن يُحرم علي النساء حق العمل عندما كان والياً علي الخرطوم . لا ينكر إلا مكابر أن الإنقاذ أهانت النساء والأمهات وفلذات الأكباد حيث تم جلدهن بالسياط وحلاقة شعر رأس بعضهن، ووصل الجرم حد إطلاق الرصاص عليهن وسقوطهن شهيدات. السجل المخزي تجاه أنتهاكات الإنقاذ المتكررة لحقوق الإنسان شمل ترحيل المعارضين السياسيين إلى سجون السودان المختلفة بشالا وبور تسودان ودبك، إلا أن حالتك يا عائشة هي الأولي حيث يتم ترحيل معتقلة إلى مدينة أخرى وليت الخبر ينتهي عند هذه الكارثة التي ستدخل موسوعة غينيس السياسية لحكومة الإنقاذ. بمدينة تندلتي تم إستجوابك وسؤالك عن مكان تواجد عمك آدم وبما أنك لا تدرين أين آدم تمَّ تحويلك إلى قسم آخر بالمبني برفقة الضابط وليد. وفي هذا القسم سقط قناع حكومة الوحدة الوطنية وتم فضح أتفاقيات نيفاشا وأبوجا والقاهرة وبقية العقد الفريد فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان وإشاعة الديمقراطية. مُورست ضدك أبشع أنواع التعذيب التي قام بها معتوهو أمن النظام وليد وجلال بحضور السافلين الآخرين السنوسي أبو طالب ومحمد دود . تم تقيد يديك ورجليك ثم أدخلوا بعد ذلك جسماً صلباً بين فخذيك، أستخدموا نفس هذه الآلة الصلبة لتعليقك بحيث جعلوا الرأس إلى اسفل ولم يكتفوا بهذا وإنما عصبوا عينيك ومارسوا الضرب علي قدميك بواسطة خراطيم المياه. تفتقت عبقرية الساقطين حينما فكوا رباط الرجلين وأرادوا أن تمارسي مشي الأرنب بعد أن أدموا القدمين. بعد كل هذه الممارسات الوحشية التي لا تمت للأخلاق ولا الإنسانية ولا السلوك السوداني بصلة، لم يستطيعوا أنتزاع أعتراف منك بجريمة لم تقترفيها أو حقيقة لا تعرفيها . كل هذا التعذيب والتنكيل ضد امرأة لم تقترف ذنباً أو ترتكب جريمة أو تمارس عملاً سياسياً محظوراً ولقد كانت جريرتها الوحيدة أنها لم تستطع أن تتحول إلى ” شاهد ما شافش حاجة “. إن حكومة الإنقاذ تريد من المواطن في شخصك الكريم أن يهدم النسيج الاجتماعي والإرث الأسري، وأن يشهد ضد أخيه وأمه وأبيه. عصابة الإنقاذ تريد أن تقيم الساعة قبل ميقاتها. ضابط الأمن جلال الذي تعوز ضميره الإنسانية والرحمة وكأنه لم تلده أم سودانية لم يكتف بأبشع ما مارس ضدك وإنما جعل من التعذيب هواية وحرفة فأتى بالمحلول الحارق وأراد أن يصبه في رحمك. هذا الساقط عميان البصر والبصيرة والمريض نفسياً أراد أن يحول تندلتي إلى أبوغريب. إذا وجدنا العذر للجنود الأمريكان في جهلهم أين تقع العراق أهي بالقرب من أستراليا أم فرنسا ناهيك عن الشعب العراقي وما قدم للإنسانية، هل لنا أن نجد أي عذر لصلاح قوش أو عاصم كباشي في ممارسة ما لم يخطر علي قلب بشر ضد بني جلدته ومن هن بمثابة أخته وأمه؟ هذا عقوق بالوالدين والوطن والمواطنة . روت لي جدة أبنائي (الروسية الجنسية) والتي مكثت بمعسكرات النازية لما يزيد عن العامين أن الجنود الألمان كانت تصدر لهم تعليمات وأوامر واضحة بعدم التعرض للنساء بالمعسكر بل مساعدتهن خاصة الحوامل والمرضعات، وإذا ما تمَّ انتهاك لذلك يعاقب المجرم أمام ضحيته. وبعد مضي أكثر من نصف قرن علي نهاية الدولة الفاشية يتضح أن هتلر الذي أدانته البشرية كان أكثر إنسانية ورحمة من حكومة الإنقاذ التي أتت لتطبيق شرع الله وتكريم ابن آدم الذي كرَّمه الله ورفع شأنه الدين الإسلامي . يا شعب السودان ، الحديث عن لجنة مصالحة ودفع الضرر أو العفو العام علي غرار لجنة الحقيقة والمصالحة التي تمت بجنوب أفريقيا لن يجدي مع هؤلاء ولا هو جدير بهم أو هم جديرون به. بنفس المنطق الذي أعادونا فيه للقرون الوسطي سنحتكم إلى قوانين القرون الوسطي بل الإسلام: العين بالعين والسن بالسن، والجسم الصلب بالجسم الصلب والبادئ أظلم و”إذا عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به”. سورة النحل الآية 126 يا عائشة ، نومي قريرة العين ، وأحكي لأبنائك بكل كبرياءٍ ما قدمتيه تجاه الوطن وأنا لفخورون بك. كُتب هذا المقال بتاريخ 2006-07-23 وعلي الرغم من الذي حدث لعائشة قبل ستة أعوام في ذلك الوقت لم يك ترتيب السودان في ذيل قائمة الدول التي ترعي حقوق الأنسان وبدلاً من أن تتحسن الصورة أصبحت تسوء ليس يومياً وأنما بمعدل كل ساعة . أتق الله يا حاج الحل في وحدة العمل المعارض