تراسيم.. النادي الكاثوليكي مرة أخرى!! عبد الباقي الظافر في ميتشغان الأمريكية اشترى المسلمون كنيسة كانت معروضة للبيع.. وفي رواية زميلتنا غادة عبدالعزيز خالد.. احتار الملاك الجدد في أمر الصليب الضخم الذي يعلوا المبنى.. فريق اقترح تحطيم الرمز المسيحي دلالة على مرحلة الفتح.. وفريق اكتنز حكمة رأى ترك تقرير مصير الصليب للملاك السابقين.. وقد كان.. أهل الصليب أنزلوه برفق.. وشمخ هلال مسجد معاذ بن جبل في مكانه. الحزب الحاكم في عهد الشيخ الترابي تربص بالنادي الكاثوليكي المقابل للمطار.. ما أن انتهى عقد الايجار الصوري الذي ينظم ملكية الأرض بين الحكومة والمستفيد منها.. وعقد الإيجار هذا يضع مدة طويلة الأجل لأي أرض تسجل باسم مواطن أو شخصية اعتبارية.. وفي الغالب الأعم يتم تجديده بصورة راتبة.. المهم أن الحزب الحاكم استولى على النادي بعد أن دفع ثمنه نقداً.. لا أدري إن كان ذاك قد تم في مزاد علني ام على طريقة (أُم غمتي) كما يقول زميلنا الأكبر عثمان ميرغني.. صحيح بهذه الحيلة القانونية امتلك الحزب الحاكم مقراً جميلاً.. ولكنه في ذات الوقت خسر بعض القلوب التي كان يمكن تهفو له. معركة النادي الكاثوليكي تجددت مرة أخرى وفي ناحية قريبة.. الحكومة اكتشفت فجأة أن النادي الدولي الذي استضاف حفل عرض الأزياء مازال أرضاً حكومية.. لم تصدق وزارة مجلس الوزراء هذه الغنيمة.. استخدمت كل وسائل السلطة في إخلاء النادي على أعجل ما تيسر . ولكن هنالك مشكلة صغيرة .. الكنيسة الكاثوليكية كانت من قبل قد وضعت يدها على هذا المكان .. وبنت فيه بعض المباني منذ أكثر من أربعين عاماً.. ثم أجرته للنادي الأمريكي الذي أبدل اسمه إلى النادي الدولي عقب تردي العلاقات ما بين واشنطن والخرطوم. إدارة النادي الذي يقدم خدماته إلى أكثر من ثلاثة آلاف فرد.. وبه معدات رياضية قيمتها أكثر من خمسة مليار جنيه سوداني طلبت من الحكومة مهلة لتوفيق الأوضاع .. وزادت نسبة الإيجار بنسبة جاوزت 300% ولكن الحكومة لا تريد غير أرضها.. وفي سبيل تحقيق ذلك الهدف النبيل تضافرت جهود ثلاث وزارات مركزية لتحرير هذه الأرض. إدارة النادي كانت تقاوم.. وصلت مناشداتها لمكتب نائب الرئيس الأستاذ علي عثمان طه.. ولكن المصائب لا تأتي فرادى.. وزارة رابعة تدخل ميدان المواجهة .. مفوضية العمل الطوعي تحل إدارة النادي وتعين أخرى بديلة. الكنيسة وجدت نفسها في موقف محرج.. بدأت وكأنها كانت تنصب على إدارة النادي ولمدة أربعين عاماً.. تتحصل ايجارة مبنى لا تملكه.. رغم أن الحقيقة غير هذه. عزيزي الوزير بمجلس الوزراء الدكتور محمد مختار.. الحكومة تملك البر والبحر.. احتلال مبنى محدود المساحة لن يضيف شيئاً لمجلس الوزراء ولكنه سيخصم الكثير من حياة رواد ذاك النادي .. عليه اقترح أن تسحب الحكومة نفسها من هذا الصراع .. تترك النزاع بين الكنيسة وإدارة النادي .. ويا حبذا لو تدخلت بالحسني ومنحت أحد الطرفين مقراً بديلاً. حكومتنا دائماً تنصرف إلى معارك جانبية.. آمل أن يخيب ظنى هذه المرة. التيار