الجالية السودانية بلندن بين فك المعارضة ومخلب السفارة د. أحمد هاشم إنعقد إجتماع الجمعية العمومية للجالية السودانية ومركز المعلومات بلندن فى يوم الأحد الموافق 6 مارس 2011 لمناقشة خطاب دورة 2009 – 2011 وإنتخاب اللجنة التنفيذية الجديدة. حضرالإجتماع جمع غفير ووجوه ظهرت لأول مرة على غير العادة مما أضاف جواً مشحوناً بالحيطة والحذر والتساؤل من بعض الحضور من الأعضاء الدائمين، وعلى وجه الخصوص النفرالكريم من الأعضاء الذى عمل جاهداً لإنقاذ الجالية على مدى السنين الماضية من الهوة السحيقة التى سقطت فيها لعدة أعوام. وكالعادة أثار موضوع العلاقة بين الجالية والسفارة جدلاً حاداً إستعرضه الأستاذ سيف الأقرع فى مقاله \"أزمة الثقة بين الجالية والسفارة بلندن\" الذى نشر يوم الثلاثاء 8 مارس 2011 بصحيفتى سودانايل والراكوبة. هذا المقال يهدف إلى إيضاح الصفة القانونية للجالية السودانية بلندن والذى من خلاله يمكن فهم الأزمة الحادة بين التى أطلت برأسها فى الإجتماع، إذ يخلط عدد كبير من السودانيين بين الإغتراب والهجرة من جهة والدولة والحكومة من جهة أخرى، وهذا فى نظرى عمق الخلاف بين وجهتى النظر للأطراف المتنازعة فى الإجتماع. من الناحية القانونية تعمل الجالية السودانية تحت مظلة مفوضية المنظمات الطوعية فى إنجلترا وويلز التى تشرف على أكثر من 180 ألف منظمة طوعية برأس مال يفوق 52 بليون جنيه أسترلينى. تشرف المفوضية على إلتزام أعضاء الجالية البريطانيين من أصل سودانى بالعمل فى إطار القانون البريطانى، ومراجعة الحسابات المالية سنوياً والحث على الشفافية والعمل لمصلحة المجتمع. وفى هذا السياق تم تسجيل الجالية السودانية بلندن لدى المفوضية مما فتح أمامها الباب للحصول على المنح المالية من المجلس البلدي والمنظمات المانحة لمزاولة الأنشطة المختلفة وفق الدستور الذى ينظم عملها. وبهذه الصفة القانونية تكون جاليات بلاد المهجر غير مرتبطة قانونياً ومالياً بالسفارات السودانية، على عكس جاليات بلاد الإغتراب التى تعتمد على السفارات فى النواحى القانونية والمادية وهذا سهل السيطرة عليها، وكذلك أغرى الحكومة بإختراق جاليات المهجر. وبالفعل سعت السفارة بلندن بعدة محاولات للإختراق والتغلغل فى أنشطة الجالية والتأثيرعلى اللجنة التنفيذية كان أشهرهذه المحاولات ظهور إقتراح بأن السفارة تسعى للتنازل عن ملكية بيت السودان (إدارة الملحق الثقافى سابقاً) فى منطقة وسط لندن للجالية، مع العلم بأن هذا المبنى هو ملك للدولة السودانية وليس لحكومة المؤتمر الوطنى. وفى الختام يجب التأكيد بأن أعضاء الجالية السودانية بلندن هم أبناء وبنات الدولة السودانية التى يفخر ويعتز بها كل سودانى أصيل من أقصى الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال، أما حكومة المؤتمر الوطنى فهى بالطبع لم يختارها الشعب ولاتمثل الدولة السودانية، بل تمثل شريحة من المجتمع حيرت الأديب الطيب صالح حين تساءل \"من أين أتى هؤلاء؟\". أما أعضاء السفارة السودانية بلندن فقد صدقت فيهم المقولة البريطانية، بإستثناء الجزء الأول \"أن السفيرهو الشخص الأمين الذى أُرسل للخارج للكذب لمصلحة بلاده\". د. أحمد هاشم..سكرتيرشئون الأعضاء السابق بالجالية السودانية ومركز المعلومات لندن