بعد اليوم ...مافي خوف..! محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] تماما كما يتبادل الزعماء المغضوب عليهم هذه الأيام وأبواق اعلامهم المهزوم شفرات التعاطي مع ثورات شعوبهم قولا مكررا.. وفعلا عنيفا .. أيضا تتجلي شوارع الثورات في ابتداع وتبادل المصطلحات التي تنطلق من الحناجر للتعبير عن بدء مرحلة جديدة من الانطلاق نحو التغيير الذي اتي في أكثر من بلد ويضع قدما قوية علي بوابة بلد هنا وهناك او ربما يقدم رجلا ويؤخر الثانية في ناحية ما.. بالأمس وبعد طول ترديد لنظام الحكم في سوريا..بأنها بلد لايشبه مصر ولا تونس و، شعبها لا يعرف( الفوضي ) وفق تعبير اعلام النظام ..هاهو الأمر قد بات مختلفا الأن فبعد تلك الديباجة اللفظية انتقلت أجهزة الأمن السورية الي التطبيق العملي في التعاطي مع ذلك الشعب الذي لايعرف الفوضي بالفعل ولكنه يفهم ما له وما عليه.. وهو اذ عارك الصبر كثيرا فقد مل الخوف فكان الشعار الجديد الذي طرحه علي قارعة الشارع الواسع المفتوح نحو المستقبل الجديد ( مافي خوف بعد اليوم ).. وهي اشارة يمكن ان نستنبط منها أكثر من معني للخوف .. فهو ليس بالضرورة اذا اخذنا مثال الخوف في شارعنا السوداني مثلما فسره نظامنا الحاكم وزبانية امنه الخائف.. ان شارعنا يخاف من البطش و التصدي من قبل السلطة واجهزتها ألأمنية والالتها العسكرية التي تتكون من عدة دوائر وحلقات تحيط بنظام لو كان عادلا و نزيها لعاش بين الناس مطمئنا.. والخوف ايضا ربما يعني في مفهوم انساننا السوداني الواعي والتائق للانتفاض.. هو من المجهول استنادا الي كوابيس الماضي بالقدر الذي يجعل الناس يراوحون علي مضض في المشي حفاة علي صفيح الحاضر الحارق.. ونحن علي يقين رغم اختلاف المراحل وانغماس الناس في معمعة الحياة الضاغطة ودورانهم في حلقة مشاغلها الخانقة ..لكن شعبا صنع الثورات وعلم الشعوب كيف تثير غبار الشارع الذي يذهب بالطغاة .. لن يخاف من مواجهة سلطة تتواري خلف برقع الدين ..وتتسربل بثوب العسكر لاخافة المدنيين وترفع الشعارات التي ما عادت تتغدغ عواطف المخدوعين ... نعم الكل يحلم بالتغيير .. فهو لا يأتي من الفراغ ..فكل مكونات الانفجار تجمعت في بطن الشارع الذي ضاق بعفن الفساد وتسلط الاستبداد واستخفاف قادة النظاام والحزب .. ويكمن الحل في ان يبحث الشارع المحتقن في ثناياه عن القيادات الجديدة الشابة التي تذيب جليد الخوف من خيبة الأمل في التغيير ..فما حك جلدنا مثل ظفرنا.. فنحن لانعرف الخوف .. وان كنا مع فرضية النظر الي المستقبل بحذر.. وهذا لاينفي جدلية ضرورة الحركة التي فيها بركة من الله سبحانه وتعالي .. المستعان ...وهو من وراء القصد..