[email protected] قال لي احد رجال امن الكيزان التابعين لحزب المؤتمر الوطني والمتقلبين مع الجبهة الاسلامية اينما حلت وتقلبت مع الحكم لابساً معها ومغيّراً عباءات الولاء والطاعة للسلطان كيفما وجد قال لي انهم أي الحكومة يضعون قصاد كل بيتين في الخرطوم رجل امن وذلك بهدف حد الحركة او التحرك الذي يقوم به السودانيون يهدف الي زعزعة امن الحكومة وضرب استقرارها هذا الكلام نسمعه كثيرًا من رجالات الانقاذ الذين يتحكمون في البلد ويفرضون سلطة وجودهم بجدار عسكري وتحرك استخباراتي وسط عامة الناس من المواطنين السودانيين لا شك ان كل العوامل الموضوعية لذهاب والاطاحة بحكم الانقاذ قد توفرت الآن ولم يتبقي كما اشرنا في مقالات سابقة غير الشرط السياسي الموضوعي الذي يعلن نهاية هذا النظام وقيام سلطة وطنية علي انقاضه يتحدث اعلام النظام الآن عن أن الاحزاب والقوي التقليدية كما اشار المنظراتي عبد الرحيم حمدي ذات مرة غير قادرة علي تعبئة الشارع العام السوداني وتهيئته لاحداث العصيان المدني المفضي الي انقلاب عام علي السلطة وتغييرها نحن نقول له وماذا يريد شارع مذلول ومطحون وغاضب من الاحزاب؟ او ينتظر منها ؟ هل لتعبر له عن غضبه؟ الشعب السوداني سوف يُخرج نفسه بنفسه ولا ينتظر احد ولا يخاف من شيء الجماهير بقضاياها سوف تلتحم مع بعضها البعض الآن وهي تري ان اسباب تواجد حكومة لم تستطيع البقاء علي وطن واحد قد انتفت اليوم ولم تتوفر في قوات مسلحة لعب بها نظام الانقاذ ووجهها وافرغ مضمونها القومي الثقة من اجل الانحياز والتعاطف مع الشعب السوداني وجماهيره الثائرة اذن كيف ستكون الحالة؟ لعلني اري ان الخرطوم لم تعد ايضا الشرارة او الشمعة التي سوف تنير الطريق لباقي الوطن بعد انتفاضه لتستلم السلطة في وداعة ثم تعود الجماهير والبلد عموما للتاييد. لا ... هذه المرة سوف لن تعترف الولايات باي انقلاب لتغيير السلطة ياتي عبر الاذاعة ببيان ناعيا حكومة المؤتمر الوطني ودولة الانقاذ تعلنه الخرطوم لن تستطيع القوات المسلحة او الشرطة او الامن علي فرض الامن في ربوع السودان في ظل وجود دولة الجنوب حتي لو سقطت دولة الانقاذ ما عادت الولايات تصدق في تغيير ياتي من الخرطوم وهذا هو مربط الفرس كذلك فان عمليات ضرب كل من يسعي للتغيير داخل الخرطوم بواسطة الحكومة تقابل بعمليات السخط علي هذا النظام ومزيد من استعداد الجماهير للخروج في اي لحظة لمجابهة هذه السلطة الطاغية هؤلاء المواطنون سيخرجون بانفسهم ولن تجد الاحزاب السياسية اي صعوبة في تنظيمهم وتوجيه شعاراتهم وتحديد اهدافها يا كيزان النظام يتدحرج نحو العزلة الكاملة من المواطنين وهذه ضرورة اساسية من اجل احداث التغيير ما الذي سوف يحدث اذن؟ كل الدلائل بما فيها تغلغل المؤتمر الوطني في انظمة الحكم تشير الي حدوث فوضي عارمة بالبلد هذا النظام سينتهي الي فوضي تبدا من الولايات السودانية وتمردها وقد تدخل ولايات جديدة في حلبة صراع من اجل المحافظة علي كينونتها ووجودها وسوف لن تفلح مؤسسات نظام الانقاذ حتي بمعاونة امريكا ذات الاجندة المرتبطة بوجود المؤتمر الوطني كحزب حاكم في حفظ الامن وفرض السلطة في السودان فالآن قد بدأت ولايات جنوب كردفان والنيل الازرق والشرق في تجميع وتقوية صفها بالاضافة لحركات التمرد في دارفور الآن المظاهرات علي عزلتها تجتاح بعض المدن السودانية والسودان الآن هو برميل البارود الذي ينتظر من يطلق شرارة الوقود لاجل الاحتراق و بكل بساطة فان من يطلق الشرارة هو نظام الانقاذ نفسه والذي يصارع في عدة جبهات داخلية جبهة مجابهة الدولة المنقسمة علي علي اساس عرقي واثني في الجنوب و المختلفة فكريا وايدلوجيا والمناقضة لتوجهات الانقاذ جبهة ارتفاع الاسعار والدولار وانعدامه والضائقة الاقتصادية بصورة عامة جبهة مجابهة ضعف موارد الميزانية العامة للدولة والحزب بعد فقدان جزؤ كبير من البترول جبهة معارضة الاحزاب الداخلية علي ضعفها الا ان تصريحاتها سوف تبلبل جو البلد العام جبهة مصارعة ومفاوضة حركات دارفور التحريرية والمتمردة جبهة تململ بعض الولايات والمزاج العام السوداني علي سياسة المؤتمر الوطني التي اتبعها للفصل والتفريط في الجنوب من خلال ما سبق يتضح ان السودان بحكومته ومعارضته ومجتمعاته يمر بحالة من الضعف العام الا ان هذه الحالة في تشاكس وصراع فيما بينها يمكن ان نسميها حالة توازن صراع الضعف العام وهذا الوهن علي الوهن المتصارع هو ما يفضي الي حدوث الفوضي التي تتوفر كل محفزاتها وشروطها بل وتداعياتها الآن تداعيات الفوضي الديمقراطية السودانية لكن ما يجب ان نعلمه ايضاً هو انه لن تسقط حكومة الا بوجود قوة العصيان المدني والتمرد العام المعادلة البسيطة في أي رياضيات اولية هي ان ما انتزع منك بالقوة لا تستطيع اخذه الا بقوة مماثلة من شدة خوفه وهلعه النظام ينشر كل قواته ودباباته كل يوم ويعلن عن تمكنه من صناعة طائرات التجسس علي خلفية واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ترهبون بها عدوكم وعدو الله لا تنفع المعارضة السلمية وسوف لن يسقط هذا النظام الا بالقوة المماثلة الشعب السوداني انطحن بهذه الحكومة وهي علي الرغم من انها تعد العدة لمقاتلته بالشرطة والجيش الا انها لن تقوي امام عصيانه المدني العنيف وخروجه للشوارع بالهراوات وبكل شيء لو خرجت الحكومة من هذه الازمة الحقيقية التي تعيشها الآن وتعلمها فانها سوف تبقي ابد الدهر يجب علي النخب التي لا تريد لهذه الحكومة البقاء تنظيم نفسها والاعلان عن احقيتها بسحق هؤلاء اللصوص والمرتزقة اصحاب العمائم الملتففة واللحية الزيف الي الثورة القوية والمعارضة العنيفة حتي احداث تلك الفوضي المفضية الي ديمقراطية فلا يرهبنا اصطفاف فلول ماجور من جيش وشرطة وامن واستخبارات صنعت لحماية اشخاص يجب ان نفتت الوطن فوق رؤوس هؤلاء