نور ونار م.مهدي أبراهيم أحمد [email protected] الثورات من صنع الشباب وهم الأدري بقيامها وأشعالها وهم وليس غيرهم من يقع علي عاتقهم نجاح الثورة بالتظاهر والخروج وهم من يضحوا بأنفسهم وجل التضحيات التي تقدم حتي تكلل مسيرة النجاح الشامل يكون مهرها وصداقها من دمائهم الذكية ومن نفوسهم المسترخصة في سبيل الغاية الشريفة الواصلة بجهدهم ومجهودهم الي غاية التغيير . والشباب بتطلعاتهم طموحاتهم للغد الأجمل حتما سيرسمون مسيرة التغيير التي يعلمون أنها لن تأتي بالأماني والأحلام وأنما دونها المهج والأرواح ودونها التضحيات والدواس ودونها العثار والنهوض ودونها الفشل والأنتصار ولكنها في الآخر والأخير تبقي ثورة منصورة بدعمهم ودعم غيرهم ولأنها أمتدادا للمسيرة المعبرة عن تحقيق الطوح والعدالة والتنمية المزدهرة لهم ولشعوبهم . لاأريد أن أخوض في ماحدث في تونس ومصر فالكلام أضحي في حكم المكررات ولكن لابأس بالأقتباس والتمثل بالأمثلة الصادقة فهي غير بعيدة عنا وداخلة في محيطة ومتدثرة بنسيجنا الأجتماعي والسياسي فلاغرو فالظروف متشابهة والواقع يتكرر والملابسات مشهورة ومشهودة وكما كتب الله النصر لتلك الثورات فحتما سينصر الله كل من يسير علي الطريق وأنما العاجز من لايستبد . وثورات الشباب الناجحة تجعل من الشعوب المتعطشة للحرية تتحسس مواضع شبابها وأين هم من ذلك الزحام فهم رواد المسيرة وحاملي تطلعاتهم المطالبة بالعدل والمساواة الأجتماعية فلاثورة بغير الشباب ولاأمل يرتجي ولاواقع يتغير من دونهم وتجمع الشباب القليل في مصر يدخل الي الميدان خاليا من وسائل الدفاع الحديثة اللهم الا من وعود أقتطعوها علي أنفسهم وعهودا لابد من الوفاء بها بالنزول الي الشارع والمطالبة بالتغيير وسخرية الشعب من جرأتهم تعقبها عجائب الأقدار بأنزال المستحيل الي أرض الواقع في رحيل النظام وتغيير مجري التاريخ والعالم من حولهم ينحني فخرا لهم ووسام التغيير يمنح للشباب أعترافا بجهدهم ومجهودهم فالغايات النبيلة حتما لايقوم بها الي أمثالهم من الشباب . ليس شباب مصر وحدهم من أرادوا الحياة الكريمة فكان موعدهم مع القدر الذي لم يكذبهم بل كل الشباب في كل الدول العربية بل في كل العالم يريدون تغيير التاريخ وفتح صفحة بيضاء قوامها المشاركة الفعالة في السياسة وفي القرار والمصير وخلق فرص العمل التي تساعد علي الحياة الكريمة لهم ولشعوبهم وتوظيف الطاقات لخدمة الدول في مسعاها نحو مبتغاها في أنزال قيم الحكم الرشيد والتنمية المستدامة مع السنين .. فشلت الأحزاب المعارضة حينا من الدهر في إستنهاض همم الشعب حتي أستيأست المعارضة نجيا فقعدت مع القاعدين فالحمل كان ثقيلا وحبل الدلاء قد أوشك علي التمزق فكان السقوط والقعود ولكن عزائم الشباب ماضية في القيام بدور الباعث لجذوة الوطنية الخامدة التي كادت أن تموت ولكنها الآن تحيا بعزيمة الشباب وبتغييرهم الذي لايعتوره الفشل ولايتسلل الي جنباته الأخفاق والأحباط القاتل . لقد تناجت الضمائر بالضمائر وتفاهمت النفوس والخواطر وتلاقت عقول الشباب في سبيل الغاية وحتمية التغيير الواجب فالشعوب صارت تنظر للشباب علي أنهم المنقذين لنفوسها من براثن الطغمة والمستبدين والحادبين علي مصالحها من أستشراء داء الفساد والمفسدين والشباب عند الموعد تماما كما كان الوفاء علي أرض الكنانة وعلي أراضي تونس الخضراء والعزائم ماضية والشعوب تأمل في التغيير والمستحيل حتما لايستعصي علي طالبه وهكذا قال الفيلسوف (غمبتا). لقد آن ظهور القيادات الشبابية من رحم الشعب للتغيير فأجواء العالم من حولنا تنذر بالظهور وتنبئ بتقدم الصفوف وتستعجل المسير للوصول الي الغايات فلاغرو فخارطة التغيير صار يرسمها الشباب بتخطيطها وبسهولها وتضاريسها وواحاتها الخضراء فهي ثورة الشباب الي أنزال مطالب الشباب وتهئية المستقبل السعيد لهم ولشعوبهم المتطلعة للأفضل .