نمريات وزارة التربية والتعليم.. أفكار جديدة اخلاص نمر ٭ في الخبر الذي اوردته الزميلة «الجريدة»، دعت وزارة التربية والتعليم العام المواطنين الى مشاركتها في تصميم «زي مدرسي» جديد، وتبنته بوصفه نموذجاً، ووضعه بتصرف الولايات المختلفة ومناقشته باعتباره ورقة من خلال مؤتمر التربية العام القادم. ٭ لأول مرة منذ عام «98م» تخرج لنا وزارة التربية والتعليم العام ب «دعوة زي دي» فلقد فرضت زيها «القميء» الذي ألبسته الطلاب «غصباً عنهم»، واوحت لهم بالوحشية والشراسة، وكأن أقدامهم تقودهم لساحة «معركة» لا باحة مدرسة يتلقى فيها الطالب العلم بكل أريحية واستقرار، إذ أجبرت الوزارة من قبل اولياء الامور الذين هم «ذات» المواطنين المدعوين اليوم للمشاركة في اختيار زي مدرسي جديد ان يلتزموا بالزي «المفروض» ليباشر الطلاب مدارسهم رغم «الاحتجاج والاعتراض» وعدم الارتياح الذي قوبل به الزي «المبرقع» كما كانت تردد ابنتي. ٭ الزي القديم بألوانه «الكالحة» لم يمنح الطالب دافعاً للمعرفة والجلوس على كرسي الدراسة، ولم يشد انتباهه نحو السبورة، لأن الطالب لم يكن ينعم براحة نفسية وهو مرتبط بهذا الزي «الصاعق» ان جاز القول، فالزي يكمل شخصية من يرتديه، و«زي» التربية الذي فرضته على الطلاب طمس شخصية وطموح الطالب الذي كان لديه احساس دائماً بأنه في «ميدان» وليس داخل «قاعة الدرس».. ٭ نتنفس الصعداء لأن الوزارة قررت الغاء «الزي القديم» واستبداله بمشاركة المواطن بآخر أفضل منه، وكم اتمنى أن يبقى صدر الوزارة «رحباً» لقبول «المقترحات» من المواطنين وعدم «رميها» في سلة المهملات، حتى لا ترتكب الوزارة «جرماً» ثانياً بفرض «زي مدرسي» لا يمت للمدرسة بشيء، بل يمت لعقلية الإنقاذ ذات «الميل العسكري والميل أربعين». ٭ وزارة التربية والتعليم التي قررت «التلاحم» مع المواطن «فجأة» من خلال «طرح زي مدرسي جديد» كنت أتمنى لو وجهت دعوة «مماثلة» لكل معلم ومعلمة للتشاور والتفاكر والخروج برؤية علمية مفيدة بشأن المقررات والمناهج التي يتلقاها الطالب من السنة الاولى وحتى الصف الثالث الثانوي، التي اتسمت جميعها ب «الكترة وعدم الفائدة» و«حشو» عقول الطلاب بما ليس فيه جدوى، مما ادى لهروب الطلاب من مدارسهم «نهاراً جهاراً» مع عدم الجلوس على كرسي المذاكرة «مساءً»، فانعكس ذلك على أداء الطالب الأكاديمي ومنحنا طلاباً يفتقدون لمعرفة قواعد اللغة العربية والتربية الإسلامية، بل ونشهد مع كل «امتحان» تدنياً واضحاً في جميع المواد بلا استثناء، وتراجعاً في المستوى الأكاديمي، الأمر الذي ترك بصمة واضحة في مسيرة التعليم في السودان، فخرجت من مسارها «المميز» القديم بفضل وزارة «ركبت رأسها» وقررت الانفراد بكتابة المنهج، رغم ان الوطن يزخر بقدامى المعلمين المشربين بخبرة الزمن الجميل عندما كان الطالب يزور «الصديق» و«منقو»، ويعرف انحاء وطنه، ثم يحزم حقيبة سفره لخارج السودان في رحلة يحكى فيها المعلم بمهارة ثرة عن الأصدقاء في هولندا وبريطانيا.. وعندما كانت مادة الرياضيات يتولى شرحها وتفسيرها و«همها» بل و«تحبيبها» للطلاب الأستاذ المعتق مصطفى الماحي. ٭ اتمنى أن تضع الوزارة الآن وبشجاعة حداً ل «مهزلة» المقررات والمناهج، كما قررت وبعد كل هذه السنوات أن تستبدل الزي القديم بآخر فيه بصمة المواطن.. ولي الأمر.. الذي يجد معاناة حقيقية مع ابنه الذي يدرس في الصف الثاني الثانوي، والمطلوب منه استيعاب «12» مادة تماماً. ٭ من الممكن أن يستعيد التعليم في بلدي هيبته ومكانته القديمة، لو عززت وزارة التربية مساحات التعاون، وبدّلت القديم بحديث مواكب، وحاولت الخروج من «شباك» كثرة المواد لباحات القلة ذات العائد الاستيعابي السريع الذي ينعكس على الطالب والمعلم والمدرسة، وعمدت إلى تطبيق صحيح لاستراتيجية التعليم المعززة بوجهات نظر مختلفة، مع استصحاب التجارب وصولاً لقمة التفرد.. فهل نطمع؟ ٭ همسة: تأبى خيلي سروجها وتبتعد... وتنزل على خديها دمعة الأسى... فلا الأرض عادت كما هي... ولا الخيل شرعت في الانطلاق... الصحافة