رجل بكر..! رفيدة ياسين [email protected] \" قتل عروسه في ليلة الدخلة لأنها ليست بكرا\" ..خبر قرأته في إحدى صحف الحوادث. قد يرى الكثيرون فيه رد فعل طبيعي من أجل الدفاع عن عرض الرجل وشرفه..ولكن في هذه الحالة اكتسب المنتقم لعرضه صفة الجاني والمجني عليه معا. فقد كان عريس (الغفلة) جانيا لأن التقارير الطبية أثبتت بكارة عروسه ، (وأنه لم يتمكن من فض غشاء بكارتها المطاطي) بحسب ما جاء في الخبر. وفي رأيي تقع على ذات الرجل صفة (المجني عليه) فهو نتاج بيئة مهووسة بالخطأ والعيب دون أن تدرك معناها أو أسباب وقوعها في مثل تلك الأزمات ..وهو ما يقود الذين ينشأون فيها غالباً لطريق مسدود..فالخوف من الخطأ قد يكون دافعاً للوقوع في الخطيئة . ولعل هؤلاء يدركون أن العلم يضيع ما بين الحياء والكبر ، لذا كانت الضرورة للثقافة الجنسية في حياتنا .. فالجهل بها من شأنه تدمير حياة الإنسان سواء كان رجلا او امرأة ..! وعلينا ألا نكون كالنعام نضع رؤوسنا في الرمال بينما أجسادنا عرضة للرياح والأتربة ..فنتيجة غياب الثقافة الجنسية في حياتنا يكون ارتكاب الجرائم أو الطلاق في أحسن الأحوال، فنهاية الكبت تكون الانفجار لا محالة ..وعلى رأي المثل القائل (الممنوع مرغوب..( يتحدث البعض عن الجنس بصوت خافت بينما يمارسون الرذيلة وراء الأبواب المغلقة في الظلام مع الغانيات وفتيات الليل.. وغيرهم يظهرون نهارا كدعاة للفضيلة بينما تدفعهم رغباتهم وأهواؤهم لمشاهدة الأفلام (إياها) ليلاً . هذا عن معشر الرجال..لكن التداعيات السالبة للتربية الخاطئة ليست بمنأى عن قبيلة النساء أيضا..فالمرأة هي الضحية في أغلب الأحيان لتلك المفاهيم الخاطئة والمغلوطة ..فكثير من الأهل يدفعهم القلق على فتياتهم للوصول بهم لنتائج عكسية..وكثيرات من يحافظن على (غشاءهن) ولكن دون بكارة..! كل ذلك لا يعني تمردنا على القيم ولا الأخلاق ومن قبلهم الدين .. وإنما التخلي عن العادات والتقاليد التي لا تسمن ولا تغني من جوع..! إن إدراكنا لوجود مشكلة في مجتمعاتنا هو نصف الحل لأزمات عميقة تتوارى خلف ستار من الجهل والخجل ، لكنها سرعان ما تتجلي بوجه قبيح من الكوارث المجتمعية ..! فالشعوب شرفها الحقيقي في عقلها أولاً...لأن مادونه لم يعد حله صعباً ..! وبين هذا وذاك يظل سؤال يراود عددا من النساء وإن يخفن من ترديده؛ هل للمرأة حق البحث أيضا عن رجل بكر..!؟