حكايتي معه ..! منى أبو زيد أنت الآن رجل نمطي، عاشق غيور، يقف خلف السياج بانتظار أن يسمع سرداً لتاريخ قطعة أرض – اختارها سكناً - قبل أن يغرس رايته فيها \"على طريقة الغزاة الفاتحين\" .. لك هذا، ولكن، عدني – أولاً - بأن لا تغرق في طوفان الصراحة ..! كنت ناقمة على جموع المذكر السالم عندما اقتحمت عزلتي كبائع ورد، كيف أكون أنثى حقيقية وأقطب جبيني في وجه بائع ورد ؟! .. وقف حنانك على باب قلبي الموصد، تسلل نوره بين شقوق جدرانه التي أنهكها الخذلان ..! بين النور والظلال رفعت رأسي، تأملت أصابعك، كانت أجمل أصابع قرأتها في حياتي، وكان عيبها أنها تدرك ذلك وتحتفي به، قالت الأصابع مخاطبة إياي (صاحبي على النقيض منك لا يشبهك ولا تشبهينه، ربما لذلك أغرم بك، أنت عنده أيقونة ناطقة بكل ما يعجبه في النساء) ..! المرأة التي تحترم قلبها وأنوثتها لا تملك إلا أن تعتبر الوصال عهداً، لا يمكن بأي حال أن تتجاهل جلسات استماع وبوح خاصة، منحتها طواعية لرجل جذبها كالمغناطيس، وخطف بصرها كالفلاش، ثم تركها تتلمس خطاها بين ظلال المشاعر .. لنقل إنه عهد وإن كان سراباً، هو يقين وإن كان في حكم الأمانة غير الراجعة - كما يقول قانون الملكية العقارية - ..! والآن ها أنت تسأل .. بربك ماذا ستفيدك حكايتي مع رجل كان قبلك ؟! .. حسناً! .. وقف صاحبنا يوماً على باب قلبي المتعب، كان يستطيع أن يكسر الباب المتهالك بدفعة متوسطة القوة من أصابعه، كان يقدر على تبديد مخاوفي بالتلصص عبر شقوق الجدران، لكنه آثر الطرق ببرود، ربما لأنه لم يكن مدججاً بما يكفي من أدوات الجراحة ..! بمقدوري أن أنسج أمامك تفاصيل لطيفة عن استمرار تأجج لهفته ولواعجه، أن أصور نفسي امرأة لا تنسى على مدار الساعة، أنثى ساحرة ومدمرة للخلايا كسرطان لعين، لكن الحقيقة بكل شجاعة ونزاهة وصراحة هي أن (لا) ..! رحل رجلي الذي كان، وتركني بالخيار .. أن أقاطع المطعم إلى الأبد .. أو أن أعلن إضراباً مفتوحاً عن أكل (الدليفري) .. أو أن أحاول ابتلاع تلك الأحجار، وأنا أفكر بذكرياتي التي (قد) تعود يوماً، لتقيم بين يدي واقعاً يسترضي توقعاتي إلى الأبد .. المقاطعة كانت خياري ..! والآن .. ها أنا ذي .. امرأة كانت تنتظر الباص على قارعة الطريق وهي تلعن الحاجة والغياب، عندما وقفتْ بجوارها فارهة، نظرتْ عبر الزجاج، تأملتْ الأصابع النبيلة، ضبطتْ نفسها متلبسة بالأمنيات ..! يا إلهي .. يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف .. بسملتْ وحوقلتْ، ثم اعتذرتْ للسائق الوسيم (مكرهة لا بطلة)، ليس لأنها ملاك بل لأنها امرأة خائفة، تفضل انتظار فقر باقي العمر على ثراء اللحظة الآفلة ..! \"سيدي العاشق\" .. ثوب الصبر ما عاد يحتمل سوى رقعة واحدة .. ستر العورة أولى من غسيل الثياب .. وتفيؤ ظلال السترة أولى من الذهاب إلى الاغتسال في النهر .. هل تعرف فقه مصالح مُرسلة يُجوِّز فتوى تلغي حكم صلاة العراة ..؟! عن صحيفة التيار منى أبو زيد [email protected]