[email protected] اشتهر اليمن باليمن السعيد واهله غير سعيدين به لذلك كان اليمنيون اكثر الناس هجرة من وطنهم في العصر الحديث نافسوا في ذلك اهل الشام الي كل فجاج الارض وقد كان للسودان نصيب الاسد من تلك الهجرة ...وقد تزوج اليمنيون المهاجرون من البلاد التي هاجروا اليها لدرجة ان هناك مخيما بصنعاء اسمه الاممالمتحدة نسبة الي ساكنيه بعد الهجرة المعاكسة في منتصف سبعينيات القرن الماضي خاصة من السودان ولكن العائدون من السودان لم يكونوا بذلك المخيم بل اندمجوا في المجتمع مباشرة وظلت صلتهم بالسودان مستمرة لبداهات كثيرة..........هذه الهجرة المعاكسة رفدت اليمن في تلك الفترة بقدر هائل من العملات الصعبة حيث انسابت التحويلات بشكل غير مسبوق وقد اشاد البنك الدولي بتلك التحويلات في تقاريره الدورية للفترة 1976الي 1980ولكن يبدو ان الدولة اليمنية لم تستثمر تلك الاموال بصورة سليمة رغم انها استعانت بخبراء لادارة بعض المشاريع الزراعية الضخمة مثل مشروع المرتفعات الجنوبية ومشروع القربة ومشروع وادي عبس ومشروع زبيد وقد كانت جل الخبرات هناك سودانية عن طريق الاممالمتحدة ممن اقصاهم الرئيس نميري لاسباب سياسية وكيدية ...ربما عاب اليمن في تلك الفترة الآتي: * عدم الاستقرار السياسي حيث خلال الفترة المذكورة حدثت ثلاثة انقلابات عسكرية اولها بقيادة الحمدي وثانيها بقياة الغشمي وثالثها بقيادة الحالي علي عبد الله صالح الذي خلف الغشمي بعد اغتياله بحقيبة ملغومة *ضعف الخدمة المدنية * ومن ثم غياب الاستراتيجية والخطط والبرامج التفصيلية المنفذة لها اي الاستراتيجية *جلسات المزاج المشهورة للقات وهي تستهلك وقتا ومالا وصحة وتهدر كثير من الطاقات فيما لا طائل منه ونشير هنا الي ان اول من اشار لهذه المشكلة واثارها للامم المتحدة في شكل تقاريرصحية مهنية عالية الكفاءة هو الراحل المقيم البرف /التيجاني الماحي... وفي تقديري اليمن الآن في عنق الزجاجة ويحتاج لجراحة عاقلة ومتزنة من ناحية الحكم ومن ناحية المعارضة ومن ناحية الشباب المعتصمين في الميادين المختلفة للخروج باقل الخسائر ذلك ان اليمن يختلف عن تونس ومصر في بنيته الاجتماعية حيث هناك ملامح الشخصية القومية الوطنية واضحة جلية ولا هو يشبه ليبيا ايضا لان القبيلة في ليبيا فيها نعومة وذوبان متدرج نحو القومية اما اليمن يعاني من الآتي : *تضاريس الارض وعرة (طريق صنعاء/الحديدة استغرق رصفة 10سنوات ) وتضاريس الطبيعة انعكست بصورة متكلسة علي الناس *القبلية متجذرة لدرجة ان القبيلة تعتبر دولة داخل دولة والفرق الاوحد هو عدم صدور جوازات لكل قبيلة وهناك حدود لكل قبيلة وجنود وبوابات للدخول والخروج لدرجة ان مشاريع التنمية يتم اخذ ومشورة القبيلة فيها *انتشار السلاح بصورة غير مسبوقه في اي بلد عربي وقد هالني مارايت في سهل ياريم المنبسط الجميل الذي يذكرك الفاو بالسودان حيث وجدت السلاح علي الارض للبيع بكل الانواع كانه خضروات او فواكه او حاجة من حاجات الناس اليومية وليس عريبا ان تجد امراة ترعي ماشييتها وهي تتوكا علي كلاشنكوف وتهش بها ولها فيه مآرب اخري *رابعة الاثافي ان صح التعبير هي الوحدة بين الجنوب والشمال والتي تمت في ظروف قصرية بين علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض وعلي عجل دون ان تعطي الوقت الكافي للحوار من ناحية ومن ناحية مراعاة الاختلافات الجوهرية بين الشعبين رغم وحدة الاصل ....زحيث في الجنوب ارتفاع نسبة التعليم وخدمة مدنية موروثه من الاستعمار والانفتاح الاجتماعي المتطور بحكم ثقافة البحر والاستعمار يقابله انغلاق عصي الجوانب في الشمال..............وعليه من كل ما ذكرت انفا اقول قلبي علي اليمن من الحرب الاهلية ...واتمني علي الجامعة العربية ان تتبني موقفاقويا واحدا يحسب لها في عمرهاالمديد لينقذ الشعب اليمني مما يلوح في الافق ولسنا كعرب بحاجة للمزيد من تدخل المجتمع الدولي او لمحنة انسانية جديدة فقد شبعنا لحد الثمالة من المحن .