... محمد عبد اله برقاوي.. [email protected] ليس من العدل وبناء علي الشواهد الماثلة في الشارع العربي والأفريقي العريض ان نكتفي بالقول ان زمن الشعوب قادم..لانه قد أتى بالفعل.. الشعوب التي حققت استقلالها من الاستعمار الاجنبي للمنطقة بشتي صنوفه ..العثمانية والبريطانية ..والفرنسية . فوجدت نفسها تسقط في ( استغلال ) ذوي القربي لها ومن بني جلدتها من الانظمة التي قعدت بها في بؤر التخلف والظلم والاحتقار ..فجعلت منها ..مجرد أنعام في حظائر سيطرتها ..ومطايا لركوب الحكام .. اذا أعلفت شكرت واذا منعت صبرت.. وهاهي تنتفض علي من هم ( دلدلوا أرجلهم ) طويلا من علي ظهورها ..لتسقطهم واحدا تلو الاخر ..بل ان من بينهم من لازال يستجدى الرحمة والسقوط المشرف ضعيفا كالهر بعد أن استأسد كثيرا علي شعبه بقوة سطوته وجبروت سلاحه ونفاق بطانته واستنفاع انتهازيه.. هي شعوب سكتت خوفا في بعض الاماكن .. وصمتت حلما في أماكن اخري.. ولكن قلوبها التي كانت شتي تناغمت اخيرا ..وتراصت خطواتها للزحف نحو هدف واحد..لطالما ابعدتها عنه عقليات حكامها التي تجتمع علي اقصائها عن بعضها ..وتتامر في ذات الوقت علي ذاتها .. يتبادل القادة القبلات أمام الكاميرات ويدلون بالتصريحات البراقة عن الوحدة والتضامن ومصالح الشعوب ..ثم يقتتلون بالكلمات الحاقدة علي بعضهم خلف الستور ويخرجون اسلحتهم التي يخبئونها تحت العباءات..فتتباعد الشعوب وتعلوا أمامها الأسوار التي تحجب تواصلها ..رغم وحدة اللغة والأديان والتاريخ والمصير وامكانية تكامل الانسان العربي والأفريقي في مصالحه من خلال تنوع موارده الطبيعية وخيراته الوافرة.. نعم جاء زمان الشعوب ليحل محل الرموز المتكلسة والانظمة المتسلطة .. وما المثال الأوربي والأسيوي الا نموذجا حيا لما يمكن ان تفعله الوحدة من معجزات في حياة البشر تواصلا وتبادلا للمنافع ..طالما أن القرار بيد الشعوب . فالله سبحانه وتعالي يؤتي الملك لمن يشاء وينزعه مما يشاء ..لكنه .. جعل لارادته اسبابا حتي في الموت ..ومن اسبابه في ايتاء الملك وانتزاعه ان سخر الشعوب خليفة له في الأرض لتختار من يحكمها .. وتعفي أوتحاسب من يتقاعس عن خدمتها .. وعلي الذين يراهنون علي مصالحة من رفضتهم شعوبهم ويعينونهم للخروج من أزمتهم الوشيكة مع الشارع في سوح التغيير المنداح ان يعلموا أن زمان الطغاة يلملم عتاده للرحيل.. ويجرجر اذيال الخيبة امام زحف الأقدام التي ستسوي انظمتهم بالارض .لتنبت علي وقع الخطي أزهار الحرية التي تنفث اريجا .. يطغي علي عفن الفساد ..ويزيح الهواء الملوث السارب من أزمنة الدجل والتنطع والنكوص ..ليشع الضوء مع هواء نقي يملاءان الصدور و الابصار لتسلك الشعوب دروب الغد المخضرة بالأمل لها ولأوطانها بعون الله ..المستعان ..وهو من وراء القصد