بسم الله الرحمن الرحيم سقوط جمهوريات الخوف محمد ابراهيم العسقلانى [email protected] عصف الاعصار الثورى الذى يجتاح العالم العربى هذه الايام بجمهوريات الخوف العربيه بعد زوال دعائم حكمها ، اذ قامت تلك النظم على الدعائم التالية :- 1 الشعارات : اعتمدت النظم العسكرية العربية على شعارات ذات رصيد شعبى كبير مثل شعار ( الجمهورية ) الذى يقتضى الا تحتكر السلطة عائلة مالكة بل يحكم الحاكم باسم الشعب ولا يورث الحكم لابنائه ولكن الحاكم العربى فى النظم الجمهورية العربية عمد الى وضع اقاربه فى مراكز السلطة الحساسة ثم راح يشرف على مشروع توريث السلطة بعد عمر طويل فقضى التوريث على دعوى الجمهورية . ومنها شعار ( تحرير فلسطين ) الذى تقزم فيما بعد الى ازالة اثار العدوان عام 67 ثم وصلنا الى السلام كخيار استرتيجى للنظم العربية عام 81 . وعلى ذلك فقس احتراق كل الشعارات ودعاوى العقائدية والقائدية والطليعية . 2 الاعلام الخشبى : تولى مهمة تغطية النظام بشرعية زائفة وتبرير اعماله وتخدير الامة وتجريم المعارضة ، فراح يضخم المنجزات الصغيرة ويبيع الاوهام ويكثر من العنتريات الجوفاء تعبئة للداخل خلف القيادة فى معاركها الدينكوشوتيه وتمجد الرئيس القائد وتطلق عليه الالقاب الاندلسية*(1) ، وتوكد ان الوطن يمر بازهى مراحله التاريخية بعد ماض مظلم ومستقبل محفوف بالمخاطر لولا حكمة صاحب الفخامة . ولكن مع ثورة المعلومات و الفضاء المفتوح تهاوى الاعلام الخشبى وامتلكت الجماهير معظم الحقائق وجاءالصدق وزهق الدجل . 3 القمع الوحشى : امضى اسلحة النظم العسكرية العربية هو حاجز الخوف والرعب الذى اعتقلت شعوبها خلفه ، لذا سميناها جمهوريات الخوف ، فقد عمدت لاول عهدها الى اشاعة الرعب عبرالتقتيل والتنكيل والتعذيب والتشريد فروعت شعوبها الوديعة وروضتها وزرعت الخوف فى القلوب ثم تركته يعمل عمله فقام سور الخوف العظيم وضاعت الحرية والكرامة وتحولت بلاد العرب الى حظائر ! وبعد ذلك ادعت النظم الانفتاح وارفع راسك يا اخى فقد زال عهد الاستعباد ! وجاء الانتقال من الثورية الى الدستورية والتعددية . ولكن الويل لمن يصدقهم والقطع لكل را س يرتفع . دانت السيطرة التامة للانظمة على كل مفاصل السلطة ومصادر الثروة وصادرت كل فرص التغيير و سدت كل الثغرات*(2) ، ومن هذا الانسداد الكامل نتج الياس الشامل وزال الحرص على حياة وانتهى حذر الموت فانفجر الاعصار الشعبى واحترق سور الخوف العظيم فى لحظة يأس احرق فيها البوعزيزى نفسه لتتهاوى بعدها الجمهوريات*(3) ويرحل الخوف من قلوب الشعوب الى قلوب الحكام وكما تدين تدان والديان لايموت . والله من وراء القصد ويهدى السبيل الاحد : 25 3 32 هجرى 27 3 11 ميلادى الاحالات والتعليقات : 1 معلوم ان الالقاب الاندلسية كانت مقدمة لضياع الاندلس . قال الشاعر : ومما زهدنى فى ارض اندلس القاب معتمد فيها ومعتضد اسماء مملكة فى غير دولتها كالهر يحكى انتفاخا صولة الاسد 2 من النظم العربية من راح يحشد وسائل السيطرة و ادوات القمع ويسد الثغرات وما درى انه بذلك يحفر قبره . 3 النظم الملكية العربية لم تنهدم قواعدها بعد فهى تقوم على بنية اجتماعية عشائرية تقليدية ،ثروة نفطية ، مذهب دينى وتوافق فى العائلة المالكة . وليس بينها وشعوبها الا فجوة صغيرة اذا قورنت بالنظم العسكرية . اذا مهددات الملكيات العربية هى تغير البنية الاجتماعية ونمو المجتمع المدنى والقوى الاجتماعية الحديثة مع عدم استيعاب صفوتها السياسية .نضوب النفط او بروز مصدر بديل للطاقة ينهى حالة الرفاه الاقتصادى والاسترخاء السياسى . انتشار الثقافة الغربية الليبرالية والعلمانية على حساب المذهب الرسمى والدعوة الدينية فى المملكة واخطر من ذلك حدوث نزاع فى البيت الملكى الحاكم .