بسم الله الرحمن الرحيم نكاح المحارم : ارتباط السلطة السياسية بالمؤسسة العسكرية محمد ابراهيم العسقلانى [email protected] تعتبر الانظمة العسكرية اسوأ انواع نظم الحكم لذا تجدها مستوطنة بالبلاد المتخلفة كسائر الاوبئة ، ولاشك ان وباء العسكرتاريا هو الاشد فتكا وتخريبا. ونحن بطبيعة الحال لانعادى الجنديه بل نراها اشرف المهن حيث البذل والعطاء والتضحية والفداء ، ولكننا نرفض حكم العسكر الذى يضر اول ما يضر بالمؤسسة العسكرية نفسها ، فيفقدها طابعها الاحترافى – المهنى وتركيبها القومى –الوطنى ويزج بها فى حمأة الصراع على السلطة فتجتاحها ظواهر مثل : 1 الجاسوسية والريبة التى تفسد اخوة السلاح. 2 التنظيمات والخلايا الانقلابية المرتبطة بتشكيلات حزبية فى الخارج. 3 التصفيات والاحالات الجماعية الى التقاعد لرتب عليا . 4 افساد كبار الجنرالات بالامتيازات المهولة لضمان ولائهم للنظام . ومع كل ذلك لاتهدأ مخاوف الحاكم ولا يأمن جانب الجيش المسيس ابدا فيبحث دوما عن شخصية باهته شديدة الولاء الشخصى له ليضعها على رأس المؤسسسة العسكرية لتدفع البلاد ثمن ذلك غاليا .(لعل هذايفسر وجود امثال عبد الحكيم عامر وعبد الرحيم محمد حسين فى مواقع القائد العام او وزير الدفاع ) اما انعكاسات الحكم العسكرى على المجتمع عامة فهى كارثية تماما وذلك على النحو الاتى :- 1 تغييب الديمقراطية والمشاركة السياسية بمنطق القوة والغلبة مما يفتح الباب للصراع الدموى والمعارضة المسلحة . 2 نهب الثروة العامة من قبل الزمرة الحاكمة وتفاقم الفساد فى اجواء الطغيان والاحتكار وضعف الرقابة وانعدام الشفافيه. 3 تخريب البناء القيمى للمجتمع عبر ممارسة الغصب والاحتيال والتزوير واستخفاف الناس ودفعهم الى التملق والنفاق والوصولية الانتهازية . 4 بروز العصبيات الاولية كمؤسسات حمايه فى مناخ الانسداد السياسى . 5 التعذيب والترويع وانتهاك الحرمات لاشاعة الخوف وتصفية المعارضة السياسية. ولاشك ان بلادنا العزيزة ترزح تحت نيرالحكم العسكرى رغم مغالطات الوزير على كرتى فى حواره مع احمد منصور بقناة الجزيرة وحديثه عن رئيس متقاعد وصل الى الحكم بانتخابات حرة نزيهة فى اعقاب تحول ديمقراطى عبر اتفاقية السلام بشهادة المراقبين الدوليين . ونحن نرد على هذا المنطق بالاتى : 1 الحكم العسكرى لاتحدده البزة التى يرتديها الرئيس بل علاقة السلطة بالمؤسسة العسكرية ، وكلنا يعلم ان نظام الانقاذ قام على انقلاب عسكرى ربط السلطة بالجيش منذ خاتم يونيو 89. 2 فى (اسرائيل ) غالبا ما يصل احد الجنرالات الى رئاسة الوزراء من بوابة الاحزاب لا الجيش لذا فالحكم هناك مدنى رغم الخلفية العسكرية للحاكم. 3 التحول الديمقراطى لا يبدأ الا بعد زوال النظام الديكتاتورى – العسكرى وهو مستحيل طالما النظام حى ينهب .، واداته حكومة كفاءت محايدة وليس مفوضية انتخابات من ايتام النظام المايوى ومتقاعدى الاجهزة القمعية . 4 اعطنى مثال واحد فى التاريخ البشرى لانتخابات حرة نزيهة يكتسحها حزب حاكم لربع قرن بتسعات النظم العسكرية الممجوجة (99.99) انها مسخرة فلا تذكرها .وبعد اعلان النتائج راح مناصروكم يبررون حالة التورم السياسى لحزبكم الكسيح اقصد المكتسح . اللهم بلغنا فاشهد الجمعة : 18من رجب1433هجرى موافق : 8 من يونيو 2012ميلادى