\"شجعان \" لا \" يخافون الله\"!! فايز الشيخ السليك [email protected] أن يصدر حكم بسجن الشاب \" مهند\" لمدة ثلاثة أشهر ، وغرامة مالية بسبب توزيع بيان وتهمة \"إساءة الرئيس\" ، وأن تفصل إدارة جامعة سنار الطالب عبد الرحمن محمد آدم لمدة فصل دراسي، وتحويله للمحاكمة لأنّه أقام \" ركن نقاش\" داخل حرم إحدى الكليات، فلا غرابة لأنّ الأمر يتّسق وموقف القوم الحاكمين، وما يرسلونه من شارات تهديد، ورسائل وعيد؛ لمن يختلف معهم في الرأي \"بالسحق\"، و\"الجرذنة\" مثلما هدد بذلك قادة المؤتمر الوطني، ولوحوا للناس بالكتائب \"الاستراتيجية\" في تحد واضح للدستور، والقوانين الدولية. و\"مهند\" يطالب بحقه في \"التعبير\"، والرئيس البشير \" شخصية عامة واعتبارية\"، وحين يتحدث شخص ضده، فهو بالطبع لا يقصده في \" شخصه\"، بل يقصد \"سياساته\"، أو \"حزبه الحاكم\"، إلا إذا كان في الأمر \" تعريضاً شخصياً\"، فهو ما لا يقبله القانون، وحين يتحدث عبد الرحمن في \"ركن نقاش\" بالجامعة، فهو يعبّر عن حقه، وعن حق غيره، وليس \"مفارقاً\" أن يكون أبرز قيادات الحكومة مثل الأستاذ علي عثمان محمد طه، ومندور المهدي ونافع علي نافع، وحاج ماجد سوار؛ هم من كانوا ضمن أنشطة الجامعات؛ طلاباً، أو أساتذة\"، لكن \"الحرية\" حلال على أهل \"الوطني\"، وحرام على بقية \"أهل الوطن\" من غير ياء النسب!. ومثلما نقول \" في زمن الإنقاذ ماتت الدهشة\"، وكم هو مجنون الشاعر الراحل عمر الطيب الدوش الذي قال \" أمتع نفسي بالدهشة\"، لكنّه لو عاش حتى أيام الإنقاذ هذي لفقد أهم عناصر متعته. ولك الرحمة أيّها الدوش!!. ولو أرادت \"الإنقاذ\" وحزبها أن يسحقوا الناس، فالأمر \" سياسة\" معروفة\"، وممنهجة، تمظهرت في صراع إقليم دارفور، والذي شبع أهله \" سحقا، وجرذنةً\" منذ سنوات مضت، مع أنّ سياسة \" السحق والجرذنة\"، أو الإقصاء والتهميش، هي سياسة قديمة، وظلت تلازم المؤتمر الوطني منذ أيامه الأولى، وطالما الأمر يتعلق بحرية التعبير، في حالة \" مهند\"، وبحرية النشاط الطلابي في حالة عبد الرحمن، فسياسات الإقصاء والترهيب ابتدرتها الحكومة بجامعة الخرطوم في بداية استيلاء الإنقاذيين على السلطة، حين أصدرت قرارات قاتلة، تمثّلت في إلغاء مجانية التعليم المعمول بها قبل الانقلاب، وذلك بالغاء السكن والإعاشة، وقد كان التنظيم الطلابي للحكومة خنجراً مسموماً في خاصرة الحركة الطلابية بتأييده لسياسات إلغاء مجانية التعليم، وتجفيف السكن؛ لاسيما وأنّ نسبة كبيرة من الطلاب كانوا من الفقراء، ومن أبناء الأقاليم النائية، وكانت السلطة بذلك تهدف إلى هدم وإطفاء منارات الحرية، وإغلاق منابر الوعي في الجامعات عامة، وجامعة الخرطوم على وجه الخصوص لدورها النضالي الريادي، ومساهمتها في حركة التغيير السياسي والثقافي في البلاد، فوصفت الجامعة (بالصنم الجاثم على صدر الثورة الذي آن له أن يتهدّم)، وأعقب ذلك مصادرة النشاط الطلابي، وحل الاتحاد، وتحول \"الإسلاميون \" بالجامعات إلى أذرع طويلة، وأداة الترهيب الباطشة، وتحول التنظيم الطلابي، إلى \" كتيبة استراتيجية متقدمة\" تضم خلايا تنظيمية لمخبرين، وأدلة ومصادر لمؤسسات في خارج الجامعة، وكان أن حولوا مقاهي النشاط إلى \" ساحة الوغي\"، ومساكن الطلاب إلى أرض عمليات لانتشار كتائب \"الخرساء\"، وعمليات \"الفجر المبين\"، وهتافات \"أخوات نسيبة\". وتلك المرحلة كانت هي منصات تكوين وانطلاق الكتائب \"الاستراتيجية\"، التي تريد سحق الطلاب \" بالفصل التعسفي\"، والناشطين \"بالمحاكم\"، أمّا الجماهير فيتوعدونها \"بالتقطيع إرباً إربا\"\"!.