[email protected] و حتى أذا أصابتك الدهشة وانت تقرأ هذا الشعار و رمتك على أرض مشروع الجزيرة القاحل – اكبر مشروع زراعى أفريقى – أو أى مشروع اخر من تلك المشاريع التى دُمرت عن قصد أو عن حسن نية سواء كانت تلك النية الحسنة هى تعيين مسؤول فاسد او امين غير امين او مديرغير كفؤ ،فالذين قالوا هذا الشعار ليس هم مزارعى تلك المشاريع السودانية العجاف الضعاف بعد ان تعبوا من العهود و التجريب و الوعيد فرفعواهذا الشعار الثورى علّ الوضع ينصلح ، كما أنى أؤكد انً هذا الشعار لم يك من الشعارات التى رُفعت مؤخرا نتيجة لصحوة الضمير الرئاسية فى توجهها الاخير نحو محاربة الفساد و المفسدين و الذين دون شك مالات الحالة الزراعية فى السودان هى أحد اوجه فسادهم الكثير . أذن ليس هذا و لا ذاك فمن ياترى ؟ ... انً الذى قال الشعار او بالاحرى (قالته) هى مذيعة مصرية فاقع لونها تسر الناظرين ( بعيدة تمام عما يصيب بنات المزارعين السودانيين من تكرمش الجلد نتيجة نقص الفيتامين أو أمراض اسوداد الوجنة و الهزال البرى نتيجة التيفؤيد و الملاريا) ويمكنك ان تقول انها مليئة بالصحة تماما و حتى ننهى هذه التشابيه الكثيرة عنها و عن مدى مفارقتها لبناتنا المحليات (السودانيات) دعنا نقول ان الصحة لو أختارت جسدا لتسكنه ما سكنت غير جسدها (اللهم لا حسد) . أبتسمت تلك المذيعة ولكن بصورة جادة فى لقائها مع ذاك الاقتصادى من بنى جلدتها و هى تقول : طبعا سيادتك تعرف أن شعار الثورة المصرية قد تحول من ان (الشعب يريد اسقاط النظام) الى (الشعب يريد زراعة السودان) ولشدت عجبى أجابها مضيفها بانه يعرف !!!. تمنيت على ديوان الافتاء السودانى (علماء السودان) ان يصدر فتوى فى حرمة أهداء 5 ألف بقرة سودانية + 2 مليون فدان سودانى الى الجارة مصر و تحضرنى هنا فتوى لمفتى السعودية (بن باز) حين أفتى بحرمة بيع وشراء و أهداء الورد الى المريض لا لشىء الاً لخوفه من أن يًعتقد ان الورد هو الذى شفى المريض و ليس الله ...و على الرغم من عدم أخذى بهذه الفتوى الا أنى تمنيت عليهم أى على (علماء السودان) ان يفتوا بتلك الحرمة لا لشىء الا خوف أن يعتقد المصرييون أنها هدية دائمة لا ترد كما هو الحال مع حلايب السودانية !! أذن اليس حريا بهؤلاء العلماء من شغل أنفسهم بصغار الامور من شاكلة المسابقات و حرمة اهداء العربات الى ان يرتقوا الى ما يهم شعوبهم و يهددها من خطر. يقول أرسطو (تكلم حتى أراك) فها قد تكلم غيرنا ورأيناهم فمتى نتكلم نحن كى نُرى . أليس لنا حق أن نكون مثل الامم العظيمة التى تستهدى بتاريخها و تجاربها حتى تتجنب أخطاءها، السنا أمة عاقلة ؟ . خذ مثلا بالله امريكا (التى قد دنا عذابها ) و على الرغم من مناداتها بحقوق الانسان و الديمقراطية الا أنها تأبى تماما ان ترسل و لو جنديا و احدا الى ليبيا (خيفة تكرار خطأ الصومال) و هى تفكر وتدرس ألف مرة قبل ان تدعم ثوار ليبيابالسلاح (خيفة صناعة بن لادن أخر) . متى بالله سنستفيد من أخطاءنا مع المصريين ، و نوقف أستنساخ حلايب أخرى أم ان النسخة الحلايبية ستستمر فى أمكنة أخرى من جسد الوطن كما ظهرت فى الفشقة على حدودنا الشرقية او كما ستظهر ( فى أرقين مثلا¬ - الموقع السودانى المقترح الذى سيؤول 2 مليون فدان منه الى المصريين )،قد يقول قائل أنه التعاون بين الدول فمصر ستستخدم التقنيات الزراعية و الخبرة التى لا نملكها!! ( على حسب الدعاية المصرية فى جانبيها الرسمى و الشعبى و الدعاية السودانية فى جانبها الرسمى فقط) و انً السودان سيوفر الارض لكن الا ترى معى ان هذا الفلم المصرى معاد فمثلما وفر السودان نقاط مراقبة لمصر داخل الاراضى السودانية ابان الحرب مع اسرائيل و بعد ان رفعت الحرب أوزارها ورُفع العلم الاسرائيلى فى مصر لم يرفع المصريون عجيزتهم عن تلك الارض السودانية و الى الان. أليس لنا ان يكون أحد شروط التريس أو التوزير علينا أن يكون المرشح حائزا على أجازة فى التاريخ ، فاهما له و مستفيدا منه . تحضرنى هنا حكمة صغيرة تحكى أن أحدهم قد كلف بامراة لعوب فبلغ به الهوى حد ان هرب بها و عزم على زواجها و حين بلغت قافلتهم واد كان الماء لا يزال جار به أبت الابل ان تقطع ذلك الوادى وذلك لخوفها ، فبحث الناس عن ناقة باسمها فى القافلة حيث كانت مقدامة و حادية للابل فتبين أنها قد ماتت فما كان الا أن أتوا بابنتها فقطعت الوادى ثم قطعت من بعدها بقية النوق و الابل . هنا تنبه صاحبنا صاحب المرأة اللعوب فرجع عن طيشه و فكرته تلك و ليت وزرائنا و حكامنا يصيبهم شىء مما أصاب صاحبنا من نباهة و أنتباهة . ختاما عزيزى القارىء انى كلما ذكرت أسم مصر وعلى الرغم ما بها من ماذن و صالحين و أهرامات و جامعات و جامعة عربية لا تفتأ ذاكرتى الا وان تتصدر المشاهد بذكرى حلفا و هى تطمر بالماء و بدموع أهلها على السواء قبل الطمر و بعد الطمر ، و كذلك ثورة اللواء الأبيض و التى ما كان لها ان تؤاد و ينفى زعيمها لولا الخيانة المصرية و كذلك صورة عشرات القتلى للاجئين السودانيين فى ميدان مصطفى محمود بالقاهرة و قد كان بالامكان أحسن مما كان، و أنى لاعزى ذاكرتى و ربما ذواكر كثيرة مثلها بقول عنترة بن شداد و الذى ما راعه موقف الحرب و مضاء السيوف و أن سمتها البطش و القتل فكان ان أسقط عنها كل هذه السمات و الصفات و ثبًت لها صفة البرق و اللمعان ذلك الذى يذكره بثغر محبوبته اللمًاع البرًاق * ، فاّن لنا ان نستصحب فى علاقاتنا قلوبنا و ذواكرنا و تاريخنا كذلك ! . –––––––––––– *ولقد ذكرتك و الرماح نواهل – وبيض الهند تقطر من دمى فوددت تقبيل السيوف لأنها – لمعت كبارق ثغرك المتبسم