.. [email protected] عقب وفاة باسل الأسد نجل الرئيس الراحل حافظ والشقيق الأكبر للرئيس السوري بشار والذي كان يعده والده وليا لعهده قبل ان تؤول الأمور بحكم الأمر الواقع والتسلسل في العائلة العلوية الحاكمة للرئيس بشار.. كان وقتها قد صدر تعميم باطلاق لقب الشهيد علي باسل الأسد رغم انه قد لقي حتفه في حادث مرور بسبب السرعة الزائدة بشارع المطار.. وقد اصبح ذلك اللقب مثارا للتندر واطلاق النكات الساخرة وفش الغل وسط قطاعات الشعب السوري التي تهمس سرا بمكنونات النفس المكبوته بالة الامن التي لا ترحم.. ويحكي ان احد السكاري قد قبض عليه في ساعة متأخرة يتسكع في شوارع دمشق ليلا.. فأتوا به الي الضابط المناوب الذي استجوبه وسط توسلات صاحب السكرة التي طارت من راسه ..فرّق قليلا قلب الضابط لجرسة صاحبنا ..وقال له ..طيب انا سافرج عنك لو جاوبتني عن سؤال واحد فقط ..وهو ما هو الفرق بين الشهيد والقتيل .. فقال السكران الذي اصبح صاحيا .. بعرف سيدي ... فالشهيد هو من يموت في حادث حركة علي شارع المطار.. فسر الضابط وقال له ..جميل .. ومن هو القتيل اذن؟ فرد اخونا بسرعة ..قائلا..هو من يقول غيرذلك ياسيدي .. الان الشعب السوري يستطيع ان يصرح جهرا ويقول ما الفرق بين القتيل والشهيد حقيقة بعد أن فاض به الكيل وطفحت المرارات ورمي عنه دثار الخوف و عرف من خلال ثورات الشعوب التي اطاحت بنمور الورق هنا و هناك ان اجهزة أمنهم ماهي الا ( ورل) نفاخ ولا حيلة له امام شجاعة الشعوب الا ان يتخفي فوق اسطح المنازل لقنص المتظاهرين الذين اصبحوا هم الشهداء فيما تراجع زبانية الحكم وسدنته الي مرتبة القتلي الدنيا حينما تسحلهم أقدام المواكب الزاحفة.. نحن في السودان بحكم معاركتنا العلنية للسياسة وتحدينا للخوف في كل أزمنة القهر عرفنا منذ بداية جهاد الانقاذ من هو الشهيد ومن هو القتيل ..ولكن قادة الانقاذ وشيوخها بعد أن اختلفوا علي المسروق واصبحو فسطاطين احدهما يدعي انه وطني والآخر يقول أنه اصبح شعبيا فقد تبرع لنا المنسلخون بشرح الفرق ما بين الشهداء والقتلي.. وقالوا ان من ماتوا في عهد الانقاذ قبل الانقسام هم ليسوا شهداء ولا قتلي وانما هو (فطايس ) والحديث لعراب النظام الذي تحول الي مناضل ضده يقبع في احدي الزنازين بكوبر وكان قد افتى كثيرا بان شهداء الانقاذ هم في الجنة عرسان لبنات الحور العذراوات ..وكم زغردت الامهات المكلومات تظاهرا بالفرح من خلف عبرات الألم بفقد فلذات الأكباد..الذين ماتوا بنياتهم التي سيجزيهم الله عنها ثوابا أو عقابا.في اخرتهم.. وتبقي الدنيا دار تبدل وتداول .. في المراكز والألقاب ..ومحطة للفناء ..لتظل الشعوب خالدة باسمائها ومبادئها وأحلامها مكرمة في أوطانها بعد ان تفرض ارادتها بعيدا عن الخوف والتسلط الذي هو الي زوال مهما طال به الزمن.. ومن قبل يبقي وجه ربك ذو الجلال والاكرام ..المعين المستعان وهو من وراء القصد.