اصوات شاهقة . انفرادات \"ضيقة\"..!! عثمان شبونة [email protected] * تبدو عبارة \"البلد ضيقة\" واقعية بجدارة أمام هذا الاستئثار العجيب بمفاصل الوطن لحزب واحد، على الرغم من أبوابه المخلَّعة.. وأمامنا حالات كثر لشخوص تتفرد بهذا \"التكويش\" للمناصب والأنشطة العامة، ولا تستطيع الإنفكاك من السلطة لأنها تمثل رئة الحياة بالنسبة للمسؤول..!! * من بين هؤلاء بروفيسور ابراهيم غندور، والذي يقطع الشك باليقين في أنه \"سوبر مان\" أي رجل غير طبيعي، لديه المقدرة على عدم التزحزح \"ولو من باب الحياء وفتح الفرصة للآخر\".. فمكوثه الطويل رئيساً لاتحاد العمال، وتجديد الثقة فيه يعزز المأزق الذي يعيشه السودان بدائرة ضيقة من \"اللزوجة\" تؤكد للآخرين معنى أن يكون الوطن إقطاعية خاصة، لا تقبل التجدد ولا التحول، بحيث يشعر الخلق أن الحياة ممكنة للعمال وغيرهم \"دون غندور أو مندور\"..!!!! * ربما العناية الإلهية و\"البركة\" تمنح الدكتور غندور الطاقة والوقت لإرتياد ذلك النادي الخرطومي للترفيه \"وهذا يسعدنا\".. لكن من الراجح أن لديه قوى خارقة تجعل منه: \"أمين اللجنة السياسة للحزب الواحد\" وعميداً لإحدى الكليات الطبية.. ورئيساً لمجلس ادارة أحد البنوك.. ورئيساً لاتحاد أطباء الاسنان.. ورئيساً للإتحاد العام لنقابات عمال السودان\".. لست أدرى حمولات البروفايل الأخرى... لكن.. أليس الوطن أضيق من حذاء؟!! * هذا نموذج \"للمؤتمر الوطني\" يرسم الآفاق \"التوسعية\" الأنانية للحزب وليست \"الإستعمارية\" بالطبع..!! أما على مستوى \"ضيق الفكرة\" فقد تردد في الأسابيع الفائتة حديث يؤكد أن الحزب الحاكم لا يمارس شيء اسمه السياسة، إنما يرتجلها لدرجة \"الشبهة\" وتجريم الذات...!! فما معنى أن نقرأ على شاشات الفضائيات قولهم: \"الرئيس لن يترشح مرة أخرى\"..؟!!! أليس هذا اختزال لجميع كوارث البلاد في قضية انصرافية لا تهم الشعب، بقدر ما تهمه اللظى السياسية في حظيرة الحزب؟!! هلا انحصرت مفارم الوطن في منصب دون غيره، أم هي ظاهرة \"الإلتفاف\" على جميع القضايا المصيرية المرتبط بقائها بوجود الحزب هكذا، مثل أصنام الجاهلية..!!؟ * ألا يوجد من بين ملايين السمر وجوهاًً لقيادة الإتحادات والمؤسسات والوزارات بدلاً عن المكرر \"الغندوري\" على مدار السنوات؟!! أعوذ بالله صحيفة \"الشاهد\".