قولوا حسنا مع المستشار السورى محجوب عروة [email protected] ليعذرنى القارئ أن أرد اليوم على تعقيب الأمس للسيد مستشار السفارة السورية على ما كتبته السبت الماضى ثم أواصل الحديث عن الدستور بعده وان عاد عدنا. سبحان الله وكأن التاريخ يعيد نفسه، أذكر قبيل سقوط الطاغية صدام حسين كتبت مقالا أؤيد فيه اقتراح حكيم العرب المرحوم الشيخ زايد بن سلطان الذى طلب من صدام ترك السلطة وعرض عليه الأستضافة فى الأمارات حتى يفوت الفرصة على القوى الدولية غزو العراق وعواقب ذلك، فرد علىّ مستشار السفارة العراقية وقتها بمقال حمل كثيرا من مفردات الهجاء والشتيمة ضدى أقلها العمالة و( سوء النية)و (أنى مدفوع من جهات خارجية) وكثيرا من المدح لصدام الذى قال أنه سينتصر حتما!؟ وهى اتهامات طالما سمعناها من الأنظمة الثورية التى رفعت شعارات الحرية والوحدة والأشتراكية فحولت الحرية الى سجن للشعوب وحكم الفرد ومراكز القوى و أجهزة القمع والأستخبارات والوحدة الى تمزيق بالتدخل الخبيث بل الغزو والأشتراكية الى فقر وتخلف. أمس طلب منى السيد على محمود مستشار سفارة سوريا بالسودان الأنسجام مع نفسى وألا أقول شرا عن سوريا معتمدا على مصادر سيئة النية وأقول أولا انى أحترم شعب سوريا وسوريا الحضارة و أنى منسجم تماما مع نفسى لأنى ظللت دائما مدافعا عن حرية وكرامة الأنسان وعدالة الحكم والتوحد الوطنى والحكم الديمقراطى، ثم كيف تكون معلوماتى مغلوطة وهى مشاهدة فى كل القنوات الفضائية وليست الجزيرة وحدها؟ يدعى السيد المستشار أن الحكومة السورية استجابت (فورا) للمطالب المتنوعة للمتظاهرين وحسب علمى لم يلغى قانون الطوارئ الذى ظل ساريا لنصف قرن تتحكم به كل الأنقلابات والأنظمة السورية الديكتاتورية على شعبها ولم تتطور الى نظام حر ديمقراطى حقيقى، كما لم يطلق سراح المعتقلين ولم تعلن اجراءآت واضحة أو على الأقل خريطة طريق لكيفية التحول الديمقراطى وهى مطالب الشعب بل كان رد الفعل اطلاق الرصاص على المظاهرات السلمية تماما كما حدث فى ليبيا القذافى ويمن على صالح وشاهدنا كيف يضرب مجموعة من زبانية النظام وبلطجيته المتظاهرين بتعسف واضح كأنهم حيوانات و باستخدام مفرط للقوة ربما يوقعهم تحت طائلة الجرائم ضد الأنسانية. (الدخلاء)،(المدفوعين من جهات خارجية)،(التحريض الأعلامى من الفضائيات والأنترنت)..(المندسين) و(المخربين) و(الخلط بين التظاهر السلمى والتخريب وزرع الفتنة وزعزعة الوحدة الوطنية)و(ضرب المرتكزات).. الخ الشعارات التى تطلقها الأنظمة فى مواجهة مطالب شعوبها بالحرية والكرامة وآخرها أنظمة تونس بن على ومصر مبارك والقذافى وعلى صالح فلم توقف اصرار الشعوب كررها أمس السيد المستشار فى رده وهى شعارات سادت ثم بادت منذ أن جثم على صدور الشعوب العربية الأنقلابات خاصة الثورية منذ ستين عاما بدءا\" منذ انقلاب حسنى الزعيم فكان الأنقلاب والأنقلاب المضاد النصر الوحيد فيها على الشعب وليس على اسرائيل المتصبة و المحتلة للأراضى؟؟ وأخيرا وليس آخرا أنصحك ياصديقى المستشار الأنحياز للشعب لا للسلطة الزائلة فنحن الآن نعيش عصر صحوة الشعب العربى الذى يطالب بالحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة..وان عدتم عدنا.. واختلاف الرأى لا يفسد للود قضية ولك تحياتى ولطاقم السفارة.