قولوا حسنا على كرتى ونظرية المؤآمرة محجوب عروة [email protected] لست أدرى لماذا يسئ وزير خارجيتنا السيد على كرتى للشعب السورى الثائر البطل ويصف مايجرى من انتفاضة فى سوريا بأنها (مؤامرة)!! هل يريد أن يقنعنا السيد كرتى بأن المطالب المشروعة لهذا الشعب العظيم الذى قدم مئآت الشهداء وآلاف الجرحى والمفقودين من أجل الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية وفك سيطرة حزب واحد على مفاصل السلطة منذ ستينات القرن الماضى هى مؤآمرة؟ ان هذا لشئ عجاب، اذن فثورة تونس مؤامرة وثورة مصر مؤامرة والشعوب العربية بملايينها التى خرجت للشوارع ثائرة ضد الظلم والكبت مجرد أراجوزات يتلاعب بها غيرهم. وهذا السفاح على صالح الذى وصف شعبه الثائر بأنهم مجرد عملاء وخونة والقذافى – نيرون ليبيا – يصف شعبه بالجرذان والعملاء هم وحدهم الوطنيون هل الثورة ضدهم مؤامرة؟ هل يدرك السيد كرتى حقيقة حزب البعث الذى تأسس عام 1947 على أيدى ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار فأصبحت سوريا والعراق بسببه مسرحا للأنقلابات والأنقلابات المضادة جرت فى بلادهما اعتقال المعارضين و حمامات الدم وتصفية الأحرار وسحل المخالفين وسيطرة أقلية عرقية وطائفية انتهت بأفكار ومبادئ القومية العربية الى سيطرة زعامات ومراكز قوى و أسر يتوارث فيه الأبناء الحكم يتحكمون فى مقدرات البلاد ليس برضاء الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة بل بالأجهزة القمعية والأمنية والأستخباراتية التى لا ترحم. المؤامرة الحقيقية ياسيد كرتى هى تآمر حزب البعث على مقدرات الشعب السورى ولك أن تسأل أو تزور مدينة القنيطرة المحطمة بالعسكرية الأسرائيلية فى سوريا وعجزت الحكومة السورية عن حمايتها ثم أنظر حيث مرتفعات الجولان وأسأل من سلمها لأسرائيل فى حرب يونيو 1967 حيث اعلن عن سقوطها فى المذياع قبل أن تسقط حقيقة رغم أنه من المستحيل سقوطها فكانت (الجائزة)!! ثم اذهب الى منطقة (مجدل شمس) حيث (وادى الصياح) وشاهد واسمع بنفسك المأساة التى تعيشها الأسر السورية فى الجانبين السورى والأسرائيلى يتبادلون أخبارهم الأسرية عبر الصياح بالأفواه و بالمايكرفونات، كل ذلك بسبب تخلى النظام البعثى عن مسئوليته تجاه شعبه وفشله فى استرداد الجولان.. لم يطلق طلقة واحدة تجاه اسرائيل المحتلة للجولان ولكن عندما يتظاهر الشعب السورى بطريقة سلمية يعبر عن مطالبه المشروعة يطلق عليه مجرمو وسفاحو النظام البعثى الرصاص الحى وترسل الدبابات الى درعا تقتل المئآت وتنتهك الحرمات. المؤامرة ياسيد وزير الخارجية كرتى ان كنت لا تدرى بدأت منذ ثورة الشريف حسين فى الحجاز فى الحرب العالمية الأولى متعاونا مع الأنجليز عبر (لورانس العرب) ضد تركيا الأسلامية باسم القومية العربية بهدف تمزيقها وتفكيكها و هو ماحدث فأكملها حزب البعث العربى - المشكوك فى حقيقته - بجدارة منذ نهاية الأربعينات باسم الثورة العربية الزائفة تحت شعارات الحرية والوحدة والأشتراكية والتى كانت فى حقيقتها كبت واستبداد و مؤامرات مزقت العالم العربى و أفقرته وأضعفته وهزائم عربية متكررة من اسرائيل(أسد على وفى الحروب نعامة). هل تدرك لماذا لأن هذه الأنظمة المستبدة الطاغوتية الفاسدة المفسدة كبلت شعوبها وصادرت حريتها وأضعفت ارادتها ونهبت أموالها وبددت ثرواتها، بل دولة مثل سوريا البعث تمنع أى تحرك وانطلاق للمقاومة الفلسطينية المسلحة من أراضيها منذ قيام اسرائيل تعطيهم فقط الكلام المعسول والتصريحات الفارغة.