فى اجتماع لجنة الهيئة الشعبية لمناصرة الشعب السوري أصر الفنان التشكيلي المبدع صاحب المبادرات الرائعة الأستاذ راشد دياب أن نطلق على ليلة المناصرة التي أقيمت مساء الأحد الماضي بمركزه الذي وفره لنا مشكوراً عبارة (السودان وسوريا.. عروة الدم) لتكون الشعار الذى يزين خلفية الاحتفال. ورغم أن ذلك الاسم يروقني وأعتز به لكني تحفظت على العبارة وفضلت عبارة أخرى ولكن الاجتماع أجازه فاضطررت لقبوله... إنني أعتز وأفخر بأني أكثر من كتب في الصحافة السودانية عن ثورات الربيع العربي والتي أطلق عليها أحد المعلقين في برلمان السوداني قبل أسابيع عبارة ( ثلاثية محجوب عروة.. وهي على التوالي كتيبات: سقوط الطواغيت في إشارة لسقوط بن علي ومبارك، ثم كرت أحمر للقذافي وعلي صالح، ثم سوريا.. ثورة الحرية والكرامة) وكم أتمنى أن أكتب الكتيب الرابع والخامس والسادس وأكثر بعدد الأنظمة العربية السلطوية الشمولية الديكتاتورية المستبدة الفاسدة المفسدة التي جثمت على صدورنا سنين عددا منذ أول انقلاب عام 1948 أو نظام حكم ساد تحت أي مسمى وشعار. لقد وعدونا بالحرية فكمموا أفواهنا ووضعوا الشعوب العربية في سجون كبيرة بحجم أوطانهم وحكموها بالحديد والنار وأجهزة الأمن والاستخبارات والبلطجية والشبيحة والكتائب التي لاترحم كبيراً أو صغيراً.. (بشرونا) بالوحدة فتمزقت الأوطان العربية على أيديهم وأصبح التدخل بالغزو العسكري وإرسال الجيوش لأخضاعها استجابة لنزوات الحكام هو ديدن بعض الأنظمة التي تدعي الوحدة زوراً وبهتاناً. أطلقوا شعارات الاشتراكية والعدالة الاجتماعية ووعدوا الشعوب بالازدهار والنماء ولكن أفقروها وأذلوها وأفقدوها كرامتها وجعلوا بلادها تستجدي الغذاء والدعم المالي من دول العالم بل تتحكم وتتدخل في شؤوننا العربية بسبب خلافاتنا وصراعاتنا... تباً ثم تباً لها من أنظمة وزعامات وحكام. لقد أثبت الشعب السوداني بمساندته للثورة السورية وشعب سوريا البطل الذي رفض الذل والهوان ومن قبل ساند ثورات الربيع العربي منذ انطلاقها قبل عام أثبت الشعب السوداني أنه يعشق الحرية والكرامة ويرفض الذل والهوان والأكاذيب والوعود الجوفاء والشعارات التي ما أنجزت شيئاً.. وقد سبق ثورات الربيع العربي بنصف قرن وما زال يعشق الحرية والكرامة. العلاقة بين الشعب السوداني والشعب السوري هي علاقة دين وثقافة ومصاهرة(علاقة دم) و علاقة مصالح وتاريخ واحترام متبادل والآن علاقة نضال وتطلع للحرية والكرامة والعدالة ودولة مدنية ديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات السياسية والدستورية الفاعلة يتعايش فيها الجميع باحترام وإخاء وتعاون مثمر ويتبادلون السلطة بسلاسة وسلم عبر انتخابات حرة ونزيهة وصادقة وشفافة لا بالبلطجة والتزوير.. عاشت علاقات الشعبين السوداني والسوري كما نريد ونتمنى وتوثقت عراها.. عرى الدم والدين والمصالح والثقافة والنضال. كم تمنيت أن يكون مندوب السودان ورئيس بعثة المراقبة العربية التي أرسلتها الجامعة العربية لتقصي الحقائق في سوريا ولتوقف الجرائم التي يرتكبها النظام السوري أن يكون له موقف يمثل ضمير الشعب السوداني الحقيقي.. فهذا النظام السوري المجرم منذ قيامه حتى اليوم أذاق شعبه الذل والهوان وداس على كل القيم الدينية والإنسانية وأقل ما يجب أن يفعله ممثل السودان أن يقول الحقيقة التي يعرفها راعي الضأن في الخلاء.