بسم الله الرحمن الرحيم الجنرال الجركان بقلم/ أحمد عيسى محمود [email protected] المتابع لمجريات الأحداث هذه الأيام يرى العجب العجاب، إسرائيل تدخل بخيلها وخيلائها إلى العمق السوداني، وتنفذ وتخرج وكأن شيء لم يكن، بل الأدهى والأمر أن الطائرة الإسرائيلية لم يعترضها طيلة رحلتها البحثية والتنفيذية أي شيء بالرغم من أن الميزانية المخصصة للأمن في بلادنا فاقت 62% من جملة الميزانية السودانية، فإسرائيل قد تفوقت لأنها تدفع للبحث العلمي أكثر من المتوقع في الوقت الذي ندفع فيه نحن للبحث العلمي 1% يا للخيبة والندامة. ميزانية بهذه الضخامة لو أنفقتها إسرائيل على أمنها لقال قائلها: مَلأْنَا البَرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّا ** وَظَهرَ البَحْرِ نَمْلَؤُهُ سَفِيْنَا ولهوان النظام العربي، حق لها أن تقول: إِذَا بَلَغَ الفِطَامَ لَنَا صَبِيٌّ ** تَخِرُّ لَهُ الجَبَابِرُ سَاجِديْنَا فصبيان إسرائيل قد صدق فيهم الله سبحانه وتعالى: ((فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ)). العربية من العراق وتونس والسعودية والأمارات العربية المتحدة وسوريا ولبنان والسودان، وما خُفي أعظم. وقد كشفت أمطار إسرائيل المتتالية عيوب راكوبة الإنقاذ، فها هي الحقيقة بدأت تتكشف، واتضح للعيان بأن الجيش السوداني قد تكلس بل بعضه قد دخل مرحلة التحنيط، من بعد ما كان ((يطأ الثرى زهواً)) أصبح الآن في مؤخرة الركب الإقليمي.. فاعتمدت الإنقاذ على الكتائب الأمنية أكثر من جيش الدولة.. فمصيبتنا أننا في السودان أصبحنا أقرب للميلشيات منه للجيش النظامي. أما قادة الجيش السوداني في كل محفل فإذا ((رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ)) من كثرة الأنواط والنياشين والرُتب العالية، ((وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ)) بأنهم حاديي الركب الإسلامي وتحرير الأراضي الإسلامية المغصوبة مسألة وقت، فهم في الحقيقة ((خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ))، وبعد الثورات العربية المتلاحقة هذه الأيام((يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ))، فنقول للشعب السوداني لا تغتر بهم بعد أن كشفت إسرائيل زيف الإنقاذ في عقر دارها أكثر من مرة لأن أهل الإنقاذ في حقيقة الأمر ((بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى)) فنحن أمام واقع مرير ما بين حمائم وصقور الإنقاذ قد ضيعنا البلد، فالجنوب قد ودع، والشرق أصبح مسرحاً للقوى الإقليمية لتصفية الحسابات بعد أن عجزت كتائب الإنقاذ الأمنية من حمايته، أما دارفور فأتينا بالعجب العجاب فيها. حيث تدخل العالم من أجل حماية المواطن من دولته المنوط بها تقديم كل ما هو متعارف عليه في العرف القانوني السماوي والوضعي. ولكن أهل الإنقاذ ((قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ)).. وصراحة من يتابع تصريحات هذا الجنرال عندما تُغِير كتائبه الأمنية على معسكرات دارفور المغلوبة على أمرها وتفعل ما تفعل من قتلٍ وسحلٍ وتعذيبٍ وترويعٍ يحسبه خالد بن الوليد عندما وصفه أبو بكر الصديق: ((يا معشر قريش أن أسدكم قد عدا على الأُسد فغلبه على خراديله عجزت النساء أن يلدن مثل خالد)). فالحقيقة المرة التي يجب قولها أن هذا الجنرال ما هم إلا جركان بل وفارغ، وكل إناء فارغ يحدث الجلبة، وآخر الجلبات التي أطلقها وزير دفاع دولة بني يعرب بن قحطان أنه قال بالحرف الواحد وتبعاً للدباب علي كرتي الذي تحدث بلغة الدبلوماسية أن السودان يحتفظ بحق الرد، فوزير دفاع إنقاذنا الهمام قال: إنه سوف يرد على إسرائيل.. ولكن سيدي الوزير ردك المتوقع لإسرائيل قد انطبق عليه قول الشاعر جرير: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا ** أبشر بطول سلامة يا مربع فقواتنا المسلحة قبل مجيء عهدكم المشئوم كان لها القِدح المعلى في الإقليم، وكانت جيوش كثيرة تعمل لها ألف حساب: وفي العرين أرياحٌ ليس تقربها ** بنو الثعالب غاب الأُسد أم حضروا أما في عهدكم المأزوم، قد تم تدجينها، خوفاً من الانقلاب، ولكن أعلم جيداً أنك ذاهب عاجلاً أم آجلاً، ونحن مازلنا نعشم بأن في الجيش رجالاً لو تحصن العدو بالثريا لنالوا منه، فمع هؤلاء ينطبق عليك قول الشاعر: وفي الزرازير جبنٌ وهي طائرة ** وفي البزات شموخ وهي تحضروا