بسم الله الرحمن الرحيم يهود السودان... هدية نافع بقلم/ أحمد عيسى محمود [email protected] الثورات العربية التي ظهرت كالشيطان في سماء السياسة.. لم تترك لأحد التنبوء بالمستقبل.. وذلك لسرعة الإيقاع الذي تسير به.. فما من بلدٍ عربي تظهر فيه حالةٍ لأنفلونزا التغيير حتى تداهم البلد الآخر على حين غِرة من حاكمه.. فكان شعار الجميع: ((انج سعد فقد هلك سعيد)).. فالعاقل من ركب موجة الإصلاح قبل ذهاب قطار التغيير به في خبر كان.. فخير دليل على ذلك قابوس السلطنة الذي قاوم التغيير حتى لو بشق الأنفس ونجا بأعجوبة من تلك الأنفلونزا.. وكذلك ملك السعودية الذي استخدم أسوأ سلاح للحماية وهو سلاح شراء الذمم.. وهناك من يحاول التستر خلف التحالفات الإقليمية مثل ملك البحرين.. والتي أصبحت مملكته ميدان حرب مفتوحة ما بين السعودية وإيران كما هو الحال في لبنان وشمال اليمن.. والمعلوم أن الحرب بين السعودية وإيران حرب عقدية بلا شك سوف تقع مباشرة طال الزمن أو قصر.. وما هذه الحروب بالوكالة إلا نذير شؤومٍ لمستقبل قاتم بين الدولتين. وهناك من يحاول إيقاف عجلة قطار الرحيل حتى يلتقط الأنفاس لو بعض حين حتى يرتب البيت من الداخل.. وأظن أنه غير قادر مثل بشار الأسد الذي أظهر لنا عبر الشاشات صحافه الجديد ((بثينة شعبان)) مبشرة بعهد جديد ليس فيه الطوارئ وفيه الحرية، سوف يتم محاسبة كل من تسبب في إطلاق النار على المتظاهرين -ولكن قد كذبت الوقائع صحاف الأسد الجديد حيث تم ضرب الناس بالرصاص الحي مخلفاً عدداً من القتلى - وهذا الأسلوب سبق وأن تم تجريبه في المحيط العربي ولكنه لم يُجدِ نفعاً.. وإن إنسان سوريا بلسان الحال قال له: ((آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)).. فما أظن أن الوقت كافٍ لأسد سوريا حتى يكمل بقية زمجرته بين شعبه فقد قدم الشعب ما فيه الكفاية من الضحايا وعنده الإرادة أن يقدم مزيداً من لحوم البشر لأسدهم ليفترسهم قبل الرحيل.. كما فعل بأهالي درعا وما جاورها. وشاويش اليمن بدأ يترنح الآن وهو بحمد الله قد فاق من غيبوبة سكرة السلطة فبدأ في إيجاد مخرج له ولأسرته ولأقربائه الذين عاثوا فساداً في الأرض زهاء الثلاث عقود ونيف من الزمان.. وكان آخرها تحية الوداع يوم الجمعة قبل الماضية بالرصاص الحي في جسد الأطفال والنساء.. يا للعار يا شاويش.. هل تريد أن تنعم بالحياة وقد ((فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ)) ووقتها كنت من الظالمين.. واليوم تريد الخلاص لك ولمن تحب!!!. كلا وحاشا إن النظام الاجتماعي اليمني القبلي لا يرضى الضيم وسفك الدم بدون أخذ الثأر فاستعد يا شاويش لدفع الثمن. وأما عادل إمام ليبيا فلا نريد أن نأخذ منه شيء اللهم إلا تلك الألفاظ القميئة التي وصف بها شعبه ((المقمليين والجرذان)).. ونحن في السودان قد ابتلانا الله بكثير من هؤلاء فقبل سنتين قد حفظت لنا ذاكرة الأيام وصف الطفل المعجزة مصطفى عثمان إسماعيل قولته المشهورة بأن الشعب السوداني قبل مجيء الإنقاذ كان كله ((شحاد)).. فها هو اليوم هامان البشير نافع علي نافع في تخريج الكتيبة الأمنية الإلكترونية يقول لهم: ((من كان يؤمن بالله ورسوله لا يصلين العصر إلا في بني قريظة)) مبروك لنا نحن الشعب السوداني.. وصراحة لأول مرة نعرف هويتنا أننا بني القردة والخنازير ونحن في السودان طيلة الدولة السودانية الحديثة عديمي الهوية وتتراوح هويتنا ما بين العربية والإفريقية.. وبعد فصل الجنوب وإزالة الدغمسة من قاموس السياسة ظهرت حقيقة الهوية.. دولة إفريقية يهودية العرق.. وقد نسي المسكين أن عمنا أحمد ((هرمنا)) التونسي العامل البسيط كان يخبئ شباب الثورة في مكتب خلفي في قهوته التي يرتادها مجرمو النظام.. وهم يعدون العدة للتخلص من كبيرهم ابن علي.. وشعاره ((وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)). لأنه يريد أن يقدم للشعب التونسي هدية غالية ((هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ)).. وكما هو معلوم أن ابن علي وزبانيته ليس عندهم غير الوجبة المعهودة ((وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ)).. وقد استجاب له الله العلي القدير حيث ((جَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا)) فتمكنت الناس من الخلاص وقد نعموا بالحرية رغم ضراوة الأمن. فرسالتي لنافع ومن سار على دربه بدلاً من تحصين أنفسكم بالأمن عليكم التقاط قفاز المبادرة وإيجاد مخرجاً لما أنتم فيه.. فالدائرة هي في اتساع لا يسلم منها أحد.. فإنني قد أرى بعين البصيرة أن قناة الجزيرة تُظهر تحت المذيع خبراً عاجلاً مفادة: ((لقد هرب البشير لجهة غير معلومة)).. وحينها سوف تغني خلف كمال ترباس: ((يا ريت .. يا ريت)) 27/6/2011م