الصادق المهدي الشريف [email protected] السيد هجو قسم السيد هو نائب رئيس المجلس الوطني وهو ثالث ثلاثة نواب لرئيس الجهاز التشريعي. الآن وبعد الرحيل القسري لأتيم قرنق (أحد النواب الثلاثة) بإسقاط عضويته... يصبح هجو ثاني إثنين... وسنجد أنّ هذه كارثة، إذا سمعنا ماذا يقول نائب رئيس الجهاز التشريعي المنوط به مراقبة الجهاز التنفيذي... وكيف يفكر؟؟؟. قال هجو (لقد كثر الكلام عن الفساد، دون أن نرى أيِّ فساد!!! أين هذا الفساد الذي يتحدَّث الناس عنه؟؟؟). ثمّ إلتفت الى أعلى وإنتقد الرئيس البشير ونائبه على عثمان قائلاً (لقد تحدثوا كثيراً عن الفساد، حتى أصبحنا نشكُّ في أنفسنا). وحينما تمّ إنتخاب هجو نائباً لرئيس البرلمان كان سيادته غائباً عن الجلسة... ولكن المقعد كان محفوظاً له حسب خطة الحزب لإدارة البرلمان، فتمّ إنتخابه، فالحزب – رُبّما - كان يريد نائباً لرئيس البرلمان لايرى الفساد... ولا يسمع عنه. ومن المرجح أن هجو كان غائباً حينما تحدث رئيس لجنة الحسبة بالبرلمان عن إمساك لجنته ب(65) ملفاً للفساد. أو أنّه كان غائباً حينما يُقدِّم المراجع العام تقاريره السنوية الدورية الراتبة... والتي تقول (كلُّ شيئ تمام التمام.. كل الدستوريين غاية في النزاهة والأمانة.. كل الموظفين يمثلون نماذجاً لأهل الجنة.. لا حاجة لمراجع عام بعد الآن). لكن لسوء حظ الرجل... ففي ذات اليوم الذي نشرت فيه الصحف سروره للفساد الغائب... وإدانته لحلاقيم الصحافة الكبيرة. في ذات اليوم نشرت الصحف طلباً صغيراً من وزارة العدل الى رئيس المجلس الوطني... طلباً صغيراً وإعتيادياً لدرجة أنّ رئيس المجلس الوطني أحال الورقة الى لجنة التشريع والعدل. الورقة تطالب رئيس المجلس الوطني ب(رفع الحصانة) عن ثلاثة نوَّاب برلمانيين من رجال الأعمال بسبب بلاغات جنائية في مواجهتهم. النواب الثلاثة أصدروا شيكات (بدون رصيد) وهم يضحكون ملء أشداقهم، ومطمئنون للحصانة التي تمنحها لهم مناصبهم البرلمانية. يستغلون تمثيلهم للشعب... لخداع الشعب. وبحسب صحيفة (الأخبار) الغراء فهذه ليست المرة الأولى التي يمارس فيها برلمانيون خداع شعبهم عبر تحرير شيكات بلا رصيد. وهي ليست المرة الأولى التي تُضطر فيها وزارة العدل الى تقديم تلك الورقة الصغيرة التي تحمل ذلك الطلب المخجل برفع الحصانة عن (نواب الشعب) تمهيداً لمحاكمتهم. هذا هو الفساد أيها النائب البرلماني الهُمام... في عمق دارك... ومن رجال تحت إمرتك... وقد جاء بهم حزبك. النارُ في دارك شبَّتْ ياسيد هجو... فهل ستطفِؤها أم تتلفت ذات اليمين وذات الشمال وتتساءل (اين هذا الفساد الذين تتحدثون عنه؟؟؟). وحتى لا ينتهي هذا المقال بلا حلول... فإنّ القوات المسلحة كانت أشدُّ صرامة مع إستغلال الحصانة من قِبل ضباطها. فقد أصدر فرع شئون الضباط قراراً بالإحالة للمعاش لكلِّ ضابط يصدر شيكات بلا رصيد... متدثراً بالنجوم التي يحملها فوق كتفيه. فهل سيصدر البرلمان قراراً مماثلاً بإسقاط عضوية أيِّ نائب برلماني يستغل حصانته التشريعية في الغش والخداع وإصدار الشيكات الطائرة؟؟؟. التيار