حديث المدينة عقبال الباقي..!! عثمان ميرغني أمس حملت الصحف خبراً مُهمّاً.. لكنّه ناقص.. أعلن مجلس الوزراء عن خروج الدولة تماماً من إجراءات العمرة.. ولكن (الحلو ما يكملش).. انظروا لباقي الخبر.. باقي الخبر.. أنّ الحكومة (الاتحادية!!) قررت الخروج أيضاً من الحج.. وتركه ل (الولايات).. تصوّروا (الولايات) هل سمعتم بشركة قطاع خاص اسمها (الولايات).. أم أنّها هي نفسها الحكومة.. وتكتفي الحكومة الاتحادية بالعلاقات الدولية الخارجية بشأن الحج والسياسات والتنظيم.. ولم ينته الخبر.. أمّا بخصوص تكلفة الحج والرسوم المفروضة عليه.. فقد أعلن الدكتور أزهري التجاني وزير الإرشاد أنّ الحكومة ستخفّضها إلى (أدنى حد!!).. وأنّه لا رسوم إلا مقابل خدمة.. أتعلمون كم تبلغ رسوم (تأشيرة الخروج!!) للحاج.. فقط (525) جنيهاً.. بينما للمواطن السوداني الذي يرغب في السفر إلى نفس الجهة.. إلى جدة.. لا تزيد عن (60) جنيهاً.. حسناً.. حتى لا نظلم الحكومة.. يجدر أن نقول (برافو!) قطعتم نصف الطريق.. خرجت الحكومة عن العمرة.. لكن بالضرورة يجب على الحكومة أن تخرج اليوم قبل الغد عن الحج.. وتعلن حل هيئة الحج والعمرة نهائياً.. وتترك لإدارة صغيرة في وزارة الإرشاد القيام بمهام العلاقات الخارجية والتنظيم والسياسات. ما معنى أن تعلن الحكومة خصخصة الشركات الحكومية وتصفيتها.. بينما تحتفظ بهيئة الحج والعمرة وهي مجرد جسم حكومي مكتنز بالشحوم والترهلات لا يفعل شيئاً سوى أن يثقل ظهر الحجاج بما لا طاقة لهم به.. من رسوم وجبايات.. ثم ترسل – الهيئة- بعثة حج هي جيش جرار يصرف عليهم حجاج بيت الله من حر مال فقرهم المدقع.. مهام الحكومة كثيرة وكبيرة وخطيرة.. ولا يعقل أن يكون مطلوباً من الحكومة أن تتصدى لطائرات إسرائيل في البحر الأحمر.. والتمرّد في دارفور.. والتعليم والعلاج.. فتنشغل بالحجاج.. تضيع وقتها في متابعة التأشيرات في السفارة السعودية ثمّ بيع (الشباشب) والإحرام للحجاج.. وتحتكر لهم شركة طيران واحدة ثمّ يَعلق الحجاج في مطار جدة لأيام كثيرة.. لماذا تخصخص الحكومة شركاتها وتترك الهيئة العامة للحج والعمرة.. وهي شركة وأي شركة.. تستنزف الحجاج بالأموال التي تجنيها منهم ثمّ تربح في كل خطوة يخطوها الحاج.. تربح من أموالهم.. هي شركة ولا أسوأ.. لأنّها بدلاً من أن تساهم في حل مشاكلهم صارت هي أكبر مشاكلهم.. عدد السودانيين الذين يسافرون في الصيف إلى مصر أكبر عشرات المرات من الحجاج.. لماذا لا تؤسس الحكومة (الهيئة العام للتصييف والاسستشفاء في مصر).. لماذا تتركهم يسافرون إلى مصر بتأشيرة خروج عادية.. وبدون تفويج.. ولا تعين لهم (أمراء!).. وتبيع لهم (الشباشب) والحقائب التي يجب أن يحملوا عليها ملابسهم إلى مصر.. نريد حكومة (صغيرة) ومجتمعاً كبيراً.. لكن حكومتنا كبيرة لا تكتفي بالحج... حتى الزواج الجماعي.. تتولاه من الألف إلى الياء.. ترسل موظفين إلى \"دبي\" لشراء (شنطة) العروس.. بالله عليكم اتركوا المجتمع يدير أمره.. اتركوا الحج.. وتفرغوا لهموم أكبر.. تَكبُر الأمة السودانية.. كلما صَغُرت حكومتها. التيار