د.أبو آمنة محمد [email protected] نظمت المجموعة البرلمانية البريطانية المهتمة بالشان السوداني لقاء في شكل دائرة مستديرة في البرلمان البريطاني في يوم 5 من الشهر الجاري, اشترك فيه الي جانب اعضاء المجموعة وهي تضم برلمانيين بارزين وسياسيين وصحفيين واكادميين ومنظمات غير حكومية ومنظمات حقوق الانسان واعلاميين, اشترك فيه مندوبو معهد التنمية لما وراء البحار والسيد د. مصطفي اسماعيل والسيد سفير السودان بالمملكة المتحدة ود.خالد المبارك الملحق الاعلامي والعديد من اعضاء السفارة, وحضره كذلك د. ابومحمد ابوامنة, الناشط من اجل القضية البجاوية. ترأست الاجتماع البارونة كينوك, رئيسة المجموعة, وعضو البرلمان والوزيرة السابقة بحكومة العمال ووزيرة الظل للشئون الخارجية. تحدثت من جانب معهد التنمية لما وراء البحار السيدتان سارة بانتوليانو وسارا بافانلو وعرضتا الاوضاع الغير انسانية التي يتعرض لها ساكنو المناطق الهامشية علي اطراف مدينة بورتسودان من غياب للمنشئات الصحية وانتشار للاوبئة وشح لفرص العمل مع العطالة المتفشية وندرة مياه الشرب وانتشار الامية, ونادتا بتوجيه اموال المانحين الي تنمية المناطق التي هي في امس حوجة اليها. كما تحدث السيد د. مصطفي اسماعيل مشيدا بدور ايجابي قامت به حكومته تجاه الشرق, الذي اعترفت بانه عاني من التهميش وأشاد باتفاقية السلام وبانجازاتها وبصندوق تنمية واعمار الشرق, ووعد بالمزيد من التنمية بعد تدفق اموال المانحين التي وعدوا بها في مؤتمر الكويت الذي انعقد في نهاية العام الماضي. شارك الناشط البجاوي د. ابومحمد ابوامنة في المداولات وركز علي ان الشرق حسب الاحصائيات التي سجلتها وزارة الصحة وهيئة الصحة العالمية واليونيسيف ومنظمات غير حكومية متعددة هو اكثر المناطق معاناة, وان معدلات سوء التغذية تفوق كل التصورات وانتشار الانيميا بين النساء والاطفال هي الاعلي في السودان وكذلك نسبة وفيات الاطفال والامهات بعد الولادة, الي جانب الامراض المزمنة كالسل ومرض فقدان المناعة التي وجدت مرتعا بين سكان الشرق البؤساء. كما شن هجوما علي اتفاقية سلام الشرق وعلي انجازاتها الوهمية كاشراك بعض منتسبي الشرق في مناصب دون ان تكون لهم اي سلطة تنفيذية واعتبر ذلك خداعا, واصرارا علي تجاهل مطالب اهل الشرق التاريخية في حكم فيدرالي ديموقراطي حقيقي. كما ذكر ان مسرحي جيش البجا لم ينالوا استحقاقاتهم كاملة, وبانهم ربما يضطرون لحمل السلاح وتهديد الامن ان لم تسوي مطالبهم. وتعرض للمحاربة التي يتعرض لها خريجو البجا الذين يبحثون عن عمل في دواوين الحكومة, اذ صارت كل الوظائف محتكرة لمن لهم ظهر في الخرطوم. وذكر انه تم تشريد عشرات الآلاف من عمال الميناء نتيجة للمكننة وتحديث المرفق. تعرض بعد ذلك لاخفاقات صندوق التنمية والاعمار الذي استأجر المباني الفاخرة في الخرطوم واشتري العربات الفارهة والمكيفات وعين السكرتيرات والمدراء ونظم بدل السفر والحوافز ونسي ان مهمته الاساسية كان يجب ان تكون تنمية الشرق. وذكر د. ابوامنة ان السلطة وعدت بدفع 600 مليون دولار للصندوق خلال 5 سنين, ورغم تفاهة المبلغ لم تدفع الحكومة حتي الآن غير 30 مليون ذهبت كلها للادارة والجيوب. تناول د. ابوامنة بعد ذلك مؤتمر المانحين في الكويت وذكر ان المثقفين البجا ابعدوا تماما عن كل مداولاته, وعن وضع دراسات الجدوي وعن الادارة وهم اصحاب القضية. وكما فشل من قبل صندوق انماء الشرق فان الفشل سيطاله مرة اخري, طالما هو ابعد اصحاب القضية عن المشاركة الفعالة في الادارة والتخطيط والمتابعة. كما ذكر ان الفساد قد انتشر في البلاد حسب اعتراف الحكومة, مما يشكل احتمال تسرب أموال المانحين الي جيوب مسئولين بدلا ان تذهب الي مشاريع الانماء. ونادي بضرورة اشراك اصحاب القضية في ادارة المشاريع ومتابعتها وبالتدقيق التام في طريق صرف الاموال وتوفير الشفافية الكاملة. نادت البارونة كينوك في النهاية بضرورة اشراك اصحاب القضية في التخطيط والتنفيذ والمتابعات وان توضع معاناة الطبقات الضعيفة والمستضعفة نصب الاعين وان تكون هي المستهدفة بالانماء وضرورة توفير الشفافية ورفع المضايقات والقيود عن المنظمات الانسانية التي ترغب العمل في السودان.