هناك فرق. المحتشمة على الأبواب ..! منى أبو زيد في معرض تعليقها على تداعيات خبر عن تظاهر طالباتها ضد تطبيق قرار الزي الموحد، قالت جامعة السودان إن إدارتها حريصة على إلزام الطالبات بالزي المحتشم، نافية قرار إلزامهم بالزي الموحد، ولكن (أي طالبة ما ملتزمة ما ح تعتب باب الجامعة) هكذا قال مديرها..! الحقيقة أن المؤتمر الصحفي الذي عقدته الجامعة للحديث في هذا الشأن، قد جاء – على عكس رجائها منه – محبطاً ومخيباً للآمال، بقدر ذلك الفارق الكبير بين دوافع ودلالات ومآلات قرار الزي الموحد الذي دعمناه وشددنا من أزره في مقال الأمس، والزي المحتشم الذي تنزله هذه الحكومة في بعض قوانينها منزلة نصوص مصادر التشريع، التي تتفاوت حول معانيها التفاسير، وتختلف التطبيقات..! من المسلم الحق الذي قد تسول له نفسه الوقوف ضد قرار بفرض وتعميم فضيلة الحشمة في سائر الجامعات؟! .. لا أحد بالطبع، لكن الخشية – لها - من أخطاء التطبيق، التي خلقت – من قبل - أزمة أخطاء الفهم والتطبيق لنصوص قانون النظام العام ..! إن تقييم الزي المحتشم – والحال كذلك - قرار مرهون بمفهوم الحشمة المتفاوت تبعاً لتفاوت الرؤى والتقديرات في مجتمعنا السوداني .. من أنصار السنة .. إلى الأخ المسلم .. إلى عضو الحزب الطائفي .. إلخ .. وكلهم مسلمون ..! ما يزال إقحام المصطلحات الفضفاضة - بذلك الاطمئنان المحير – في صياغة القوانين والقرارات، سلوك إداري يدعو إلى القلق، وما يزال تعريف مصطلح زي محتشم الذي ستخضع لتقييمه طالبات جامعة السودان - فيعز الحرس الجامعي منهن بإسمه من يشاء، ويذل من يشاء - هنا لا يختلف عن مصطلح (الزي الفاضح) الذي جلدت بإسمه بنات الناس في مجتمع (لحم راس) ..! لماذا لا تصطحب تلك القرارات طبيعة واقعنا المحلي الذي يقول إن المرأة في مجتمعنا هذا تحتكم في اختيار لبسها إلى اعتبارين، الأول عادات وتقاليد وأعراف محيطها الخاص الذي يختلف باختلاف ثقافات ومناطق عرضها مليون ميل مربع، والثاني فرمانات الموضة والأزياء التي تجابه بردود أفعال نسبية تختلف باختلاف المنشأ والعرف والمعايير الشخصية ..؟! نيابة أمن المجتمع شكلت – قبل فترة - لجنة لتحديد مقاييس الزي الفاضح .. ووزارة العدل أكدت أنها سوف تتعاون مع منظمات حقوق الإنسان على تنوير قانوني ينتج عنه تعريف دقيق لمواصفات الزي الفاضح .. وكانت شرطة أمن المجتمع قد تبرعت بتعريف (ذكوري) للزي الفاضح (الضيق والشفاف والمثير للشهوة) – كان ذلك على لسان مديرها السابق ذات حوار صحفي – وما يزال البنطلون – مطلق البنطلون – في قفص الاتهام باعتباره زياً فاضحاً، في الوقت الذي تفلت فيه العباءة الضيقة من عين الرقيب حتى وإن كانت في حقيقتها فستان ضيق جداً..! نرجو أن تبتعد الجامعة التي قالت إنها سوف تدعم مشروع الزي المحتشم عن مأزق التنميط المخل، إن مفاهيم خطيرة كالاحتشام والزي الفاضح لا ينبغي أن تبقى نهباً للتعريفات الفضفاضة والرؤى الخاصة المتفاوتة التي جانَبَها – وما يزال - صواب التطبيق..! التيار