[email protected] العلاقات البينية ....أم العلاقات الأستبدادية؟ السيد مدير عام الشرطة .... المحترم أكتب أليكم هذه الرسالة حتى لا تفقد شعرة معاوية بين المواطن و الشرطة ، التي نحرص أشد الحرص على أن تكون في خدمتنا كمواطنين وأن نكن لها كل أحترام وتقدير على ما تقوم به تجاهنا بممارسة دورها بمهنية وأخلاقية ،وهذه هي المشاعر الطبيعية التي يجب أن تسود بين الشرطة والمواطن أي كان لونه أو تصنيفه السياسي ، فالشرطة جهاز يجب ان يتسم بالقومية والحيدة والنزاهة الذي يجعلها محل ثقة للجميع ....حتى لا يحس أي مواطن بسخطه وغضبه من أدائها ،بل حتى لا يتعمق لدى المواطن شعور باستبدادها عليه ،وتسلطها ،وظلمها له حتى لا تختل العلاقة ؛فرجل الشرطة يجب أن يكون محل احترام وتبجيل الجميع لانه هو يد العدالة الحانية وليس قبضة السلطة الباطشة ......ومناسبة كل هذا (الكلام الكتير) هو هذا السيناريو .. الذي سأحكيه لك ،والذي لم ينتجه خيالي ولابنات أفكاري...أنما حدثت وقائعه المدهشة (بالنسبة لي) يوم الأثنين 18/4.....في داخل مكتب العلاقات البينية بدار اصحاب العمل ، وهو مكتب معني باستخراج الأوراق الثبوتية لرجال الاعمال وطالبي تلك الخدمة المميزة بأسعار أستثمارية ...وقد فكرت أن أكون منهم لأنعم بخدمة سريعة ومميزة ولا بأس من مضاعفة سعر المعاملة ثمنا لذلك التميز( المفقود .).... في حوالي الساعة الحادية عشر والنصف ذهبت أنا وزوجي شوقي الى ذلك المكتب بصفتي مواطنة ترغب في تجديد جواز سفرها كسبا للوقت لأرتباطي بأعمال أخرى خلال اليوم،وكان شوقي يحمل جواز شقيقته لتجديده ....بدأت لموظفة في الاجراءات المعتادة وسلمت الجواز لموظفة في الكاونتر ووقفت انتظر فطلبت مني بلهجة جافة الجلوس وستنادي اسمي مر الوقت الذي كسبه هو (مربط الفرس) في هكذا مكان ورجعت الى الموظفة مستفسرة عن سبب التأخير ،فردت ذات الموظفة بذات اللهجة ..أنتي ماجيتي شلتيهو؟ .. قلت لها : لا ماجيت شلتو لأنك قلتي لي ح اناديك وانا منتظرة نداءك .. تلفت ذات اليمين وذات الشمال ووقفت وقعدت واخبرتني أن جوازي مفقود وأنها لا تجده وتجد بدلا عنه جواز آخر قد يكون استبدل بطريق الخطأ ،وبعد قرابة الأربعين دقيقة وجد الجواز وقد سلم عن طريق الخطأ لشخص غير سوداني ،حينها قمنا بالأحتجاج على هذه الخدمات السيئة والأهمال واللامبالة الذي يمثله تصرف الموظفة ،بعدها مباشرة وقفنا أمام صف آخر حتى يوقع الضابط المسئول ويصدق الأوراق ، مزيدا من (المحركة) والتعطيل وموعدي الآخر يمضي عليه نصف ساعة واكثر ونحن في انتظار الضابط الذي قيل لنا أنه في (الصلاة) ،حينها قمنا بالاحتجاج مرة أخرى من طريقة التعامل غير الجيدة وقلنا لهم أنه يمكن أن يجلس شخص آخر لأن هذا العمل يرتبط بمصالح المواطنين الذين تكدسوا في انتظار الضابط --_اخرجت كاميرتي والتقطت صورة _وقلنا لهم أن من اولى أولويات الدين مراعاة مصالح الناس ... وأنه لايمكن أن ينتظر هؤلاء الناس لمدة غير محددة للصلاة،وقد كان نقاشا عاديا شارك فيه عدد من منتظري الخدمة ثم جاء ضابط واكمل لنا الأجراء وذهبنا الى صف آخر واحساس المهانة لمواطنيتنا وآدميتنا يتملكنا ، ونحن لا ندري أن المهانة والأستبداد لم يبدأن بعد ،جلسنا في انتظار مناداتنا للاجراء البعدي ؛فأذا برجل يرتدي زيا مدنيا يطالبنا بالذهاب الى مكتب المدير في الأعلى لأنه يريد أن يعتذر لنا ....وذهبنا لتتواصل فصول الدراما ،مدير المكتب يخرج ألينا وعدد من الرجال يرتدون زيا مدنيا يحيطون بنا ....ويطالبنا العقيد خالد (مدير المكتب) بالذهاب معهم ....الى أين ؟قالوا سنفتح فيكم بلاغ في القسم ،قلنا أي قسم ؟وأي بلاغ ؟ وكيف نذهب معكم وانتم ترتدون زيا مدنيا ومن أنتم ،أخرج أحدهم بطاقة شرطة وقال لي نحن رجال شرطة ،ويجب أن تذهبوا معنا ..ركبنا معه عربة الشرطة وبدأت المعاناة ...ذهبنا القسم الشرقي فرفض رجال القسم فتح بلاغ لأنه لاموضوع للبلاغ ،ذهبنا الى قسم الأمتداد فواجه رجال العقيد الذي يصر على فتح البلاغ ذات الرد وقف رجال الشرطة في القسمين موقفا غاية الاحترام برفضهم فتح البلاغ ،وقالوا لهم لا يمكن فتح بلاغ الا بعريضة من النيابة ،ذهبنا معهم الى النيابة في السوق المحلي ،والساعة الآن تتجاوز الرابعة والنصف ..كل هذا الوقت نحن رهن الأعتقال غير المبرر ،عدنا معهم الى العلاقات البينية حتى يأخذوا تفويضا من سيادة العقيد الذي اصبح همه الشخصي فتح بلاغ في مواجهة مواطنين يطلبون خدمة من مكتبه ،وبدلا من مسائلة موظفيه عن أهمالهم وتسيبهم ...يضرب العقيد الدف لمزيد من التسيب والمزيد من الاستبداد باسم الشرطة ،ويفلح في فتح بلاغ ضدنا في قسم الأمتداد تحت المواد 77 و166 ،الأزعاج العام ،وانتهاك الخصوصية .....تم التحري معنا وحجزت الكاميرا ...وأفرج عنا بالضمانة التي تكفل بها مشكورا الزميل خالد سعد ...في تمام الساعة السابعة .مساء كنا في طريقنا الى بيتنا ،وهما ثقيلا يضاف الى همومنا المترفة ،فالهم في بلادنا هو الشئ الوحيد الذي يمكن أن يملأك لحد الترف ....هم ثقيل وأحساس بفقدان عظيم للكرامة الأنسانية ...والمعاملة المحترمة ....أحساس يجعلك تدرك كيف يتحول استغلال الوظيفة والمنصب الى أداة لذبح كرامتك الانسانية وحقك في المواطنة الكريمة ..عدنا وآلام يوم طويل من( الملطشة) بين الأقسام تتسرب لتنهك أجسادنا وقبلها تغشى منطقة هناك فوق الجسد وفوق الروح تسمى عزة النفس انتهكت قدسيتها بقسوة لا يعاجلها سوى رد فعل مساو لها ... هذا ما حدث يا سيادة مدير الشرطة ...دخلنا لنطلب خدمة مميزة من مكاتبكم ....فخرجنا متهمين بحراسة رجالكم ....دخلنا نشتري وقتنا وراحة بالنا .....فنلنا من (المهانة ) و(الاستبداد) ما يكفي ويفيض لأفساد احترامنا كمواطنين...فحاسبوا رجالكم قبل أن يحاسبكم الشعب ويحاسبهم .....وأنحازوا للمواطن وراحته وحقوقه . .تجدونه يحملكم في قلبه ...وينحني أحتراما لكم ... وهذه رسالة مني أنا المواطنة أمل خليفة أدريس هباني ....فأرجو التكرم بقبولها،وأخذها بعين الاعتبار.