العصب السابع هل تُنقذ \"الحكومة\" نفسها.؟؟ شمائل النور حتى تاريخ كتابة هذه السطور لا زال حسن الترابي قيد الاعتقال وتحت وطأة ظروف صحيّة ليست على ما يرام، وأيضاً لا زالت أسباب اعتقاله غير واضحة وستظل هكذا حتى بعد إطلاق سراحه لأنّها في الأساس غير موجودة ولا تخرج الأسباب عن عبارات مثل \"دواعي أمنية\" أو ما شابه ذلك من دواعي الاعتقال التحفّظي لكن يصبح مثيراً للضحك حينما تقرأ خبراً عريضاً في الصحف يقول: غندور يطالب جهاز الأمن بإطلاق سراح الترابي، أو آخر يحمل على لسان المؤتمر الوطني أنّ اعتقال الترابي شأن يخص الأجهزة الأمنية، ويتمنى له عاجل الشفاء، وكأن الأجهزة الأمنية تتبع لمحكمة الجنايات الدولية، متى تحترم الحكومة عقولنا يا ترى؟ أمس الأربعاء نفى نافع علي نافع صحة ما نقلته صحيفة \"حريات\" الإلكترونية التي نشرت أنّ نافع قال في اجتماع إنّ الترابي لن يخرج من المعتقل إلا محمولاً على \"عنقريب\" في إشارة صريحة إلى الموت، الخبر تمّ تداوله على نطاق واسع، ونقلته فيما بعد بعض الصحف الرسمية إن كان النشر الإلكتروني غير رسمي كما أشار نافع، يُمكن جداً أن يكون هذا التصريح خطأ جملة وتفصيلاً لكن وإن كان تصريح نافع فعلاً خطأ فهو \"كُبة\" جديدة تقع على رأس الحكومة، ولا ننسى أنّ حزب المؤتمر الشعبي قال قبل أيام أنّه لا يستبعد دس السم في الأكل حتى تتخلص الحكومة من شيخها، فليكن ما ذهبت إليه بعض قيادات الحكومة من تملص واضح من تبعية الأجهزة الأمنية للمؤتمر الوطني صحيحاً وأن الأجهزة الأمنية لا علاقة لها بالمؤتمر الوطني لا من قريب ولا من بعيد، وحتى تكتمل عندنا الصورة موزونة ألم يكن من الأجدر أن يستغرب نافع عن علاقة زج اسمه في موضوع يخص الأجهزة الأمنية بدلاً من أن يصب تركيزه في نفي التصريح ونفي الاجتماع فالرجل حزبي وليس مسؤولا أمنيا ولا علاقة مباشرة له بهذه الأجهزة على الأقل عملياً، لو كنت مكان الأجهزة الأمنية لا الحكومة لأطلقت سراح الترابي فوراً بعد نشر هذا الخبر ونفيه وإن كان صحيحاً أو خطأ، حتى أحفظ لنفسي مكاناً آمناً أنا في حاجة إليه، لكن طبعاً الحكومة قد تختلف حساباتها عن حساباتنا فقد يكون في تقديرات الحكومة أنّها إن أطلقت سراح الترابي بعد الخبر الذي نشرته \"حريات\" هذا يعني أنّها رضخت إلى التخويف عبر خبر هو في الأساس هو خبر مُلفق وليس حقيقياً وفي هذا نصر للمعارضة أو على الأقل للمؤتمر الشعبي، لكنها حسابات ضيّقة للغاية ولا تخدم حتى سياسات المؤتمر الوطني وقد تدخل المؤتمر الوطني في متاهات صعب الخروج عنها، ولا قدّر الله إن حدث أمر الله للترابي وهو في معتقله، وإن كان المؤتمر الوطني والأجهزة الأمنية براءة من هذا الأمر فسوف تتورط الحكومة ورطة غير محمود عقباها للحكومة، لأنّه وببساطة فإنّ الشبهة قد وقعت وإن لم تتحرك الحكومة بعد هذا التصريح فهذا يعني أنّ الحكومة \"تشيل أصبعها وتتبظ عينها\". التيار