في التنك 21 النظر عبر منظار بلونين بشرى الفاضل [email protected] في مطلع التسعينات من القرن الماضي جاء القذافي إلى السودان وأقنع الحكومة السودانية في إحدى تقليعاته بضرورة هدم السجون .كانت علاقته مع الإنقاذ عسل على لبن ولذلك ركب على ظهر بلدوزر ولا أدري من كان معه من التنفيذيين المجاملين ، وذهب لحي كوبر حيث قام في عملية رمزية بهدم جزء من السور الشمالي لسجن كوبر الشهير .الجميع شاهد الجزء المتهدم من السجن. بقية الهدم الذي لم يتم فيما بعد تركه للسلطات.ووافقت الحكومة وقتها بناء على طلبه على تغيير اسم حي كوبر ليصبح حي عمر المختار.والمختار بطل عربي ليبي وهو على عيننا ورأسنا لكن من قال إن سكان حي كوبر يرغبون في تغيير اسم حيهم دون مشورتهم؟هدم القذافي سور سجن كوبروالمفاجأة الكبرى كانت في فبراير الماضي حين دخلت قوات المعارضة الليبية معسكر كتيبة الفضيل بو عمر في بنغازي واستولت عليه تملكتهم ومعهم كل سكان المدينة وعيون القنوات الفضائية الدهشة والذعر لدى اكتشافهم متاهة سرية تحت الأرض هي عبارة عن سجون كان يستعين بها القذافي ونظامه لإسكات صوت معارضيه.كانت أبوابها الفولاذية من السمك بحيث بدت كأبواب خزانات البنوك . في عام 1996م حدثت في ليبيا مذبحة سجن (أبو سليم) التي قتل فيها حوالي 1200 سجين خلال يومين وتم دفنهم دون إخطار ذويهم بمكان الدفن تماماً كما ظلّت كما تفعل الحكومات الديكتاتورية في السودان.سجن ابو سليم لم يهدم لكن القذافي (حقر) بسور سجن كوبر. قالت أم أحد هؤلاء السجناء: -القذافي قلب الدنيا و(قطع) البترول عن سويسرا لمجرد أن ابنه هنيبعل طلبته محكمة في سويسرا. فلماذا يحرمنا نحن من رؤية أماكن دفن أبنائنا الذين قتلهم ظلماً دفعة واحدة في سجن أبو سليم ؟ تربل المحامي الليبي الشجاع الذي تعقب قضية ضحايا سجن أبو سليم طاردوه وعذبوه وسجنوه؛ ومطالبة أسر الضحايا بإطلاق سراحه في فبراير الماضي فكانت هي الشرارة التي فجرت الانتفاضة. النظارة التي كان ينظر بها العقيد القذافي للسجون كانت بعينين عين لونها أزرق حالم هو من بنات أفكاره من أجل العالم الخارجي والإعلام أما العين الأخرى فلونها أحمر دموي . هي نظارة عجيبة وليس أمامنا سوى ضربها في التنك. عاد سجن كوبر كما كان فليهدمه الشعب السوداني إن أراد بنفسه؛ والأهم أن يخلو من سجناء الرأي.. نشر بصحيفة الخرطوم أمس الإثنين