بالمنطق لجان وفقه سترة..!!! صلاح عووضة * مقولة (إذا أردت أن تقتل قضية فانشئ لها لجنة) أدخل عليها أهل الإنقاذ (تأصيلاً!!) لتضحى (إذا أردت أن «تُحيي» إخواناً فانشئ لهم لجنة).. * صحيح أن الفهم الأول مازال موجوداً غير أنه يظل محض أثر جانبي في مقابل الغرض الرئيسي الذي من أجله تُنشأ اللجان.. * فبخلاف نفعها في قتل القضايا مثل قضيتي كجبار وبورتسودان فإن لهذه اللجان منافع أخرى للناس الذين هم محسوبون على الإنقاذ.. * فما كل اللجان هي بهدف (القتل) ولكنها جميعها هدفها (الإحياء).. * وليس مهماً نوع القضية التي تستحق تكوين لجنة من أجلها.. * فهي يمكن أن تكون أية قضية والسلام.. * يمكن أن تكون - مثلاً - قضية متعلقة بأسباب الطنين العجيب الذي يحدثه البعوض السوداني ليضحى مصدر مشكلتين للناس بدلاً من واحدة؛ إزعاجاً ولسعاً.. * ويمكن أن تكون قضية ذات صلة بعزوف نساء هذا الزمان عن (العواسة) رغم رجاءات وزير المالية لهن بفعل ذلك في ضوء الضائقة المعيشية المتوقعة.. * ويمكن أن تكون قضية رياضية تنظر في أسباب حالة التوهان الذهني التي تصيب مدافعي ناديي المريخ والهلال في اللحظات الاخيرة، فتؤدي إلى ولوج أهداف سهلة تطيح بهما من البطولات الأفريقية.. * ولا يحسبنَّ أحدكم أنني أتعمد الهزل نأياً بقلمي عن قضايا (جادّة) اليوم وإنما هذه هي - للأسف - الحقيقة المؤلمة.. * أنظروا - مثلاً - إلى هذه القضية التي شغلت بال أمينة المجلس القومي للطفولة بالأمس، فرأت أن تنشئ لها لجنة.. * فقد قامت قمر هباني - الأمينة العامة للمجلس - بزيارة إلى السوق المحلي للوقوف على أحوال عمالة الأطفال هناك.. * وعقب إنتهاء الزيارة أعلنت عن انشاء لجنة (على طول).. * طيب؛ لجنة (في شنو)؟!.. * قالت (والله عشان تحصر الأطفال العاملين في السوق المحلي وكده، وتشوف أسباب عملهم ده شنو!!).. * هي طبعاً لم تقلها هكذا، ولكننا أردنا أن (نُبسِّط) إتساقاً مع (التبسيط).. * فأي حصر هذا الذي تريد أمينة المجلس أن تكوِّن له لجنة وقد كان في مقدورها - أو أي من المرافقين لها - اجراء هذا الحصر خلال (الحوامة) بما أن السوق المحلي هو أصلاً (محصور).. * وأي أسباب هذه التي تسعى اللجنة المنتظرة إلى بحثها بما أن من خريجي الجامعات أنفسهم من يتمنون الحصول على (درداقات) لا يزاحمهم في عائدها البسيط (شبيحة!!) المحليات.. * بذمتكم هل هذه قضية تستحق إنشاء لجنة من أجلها أم أنها ذات (أبعاد) واضحة وضوح الشمس؟!!.. * أطفال مساكين لا يقدر أهلهم على أطعامهم، أو تعليمهم، أو علاجهم فماذا يفعلون؟!.. * فكل الخدمات التي كانت مجانية إلى ما قبل مجيء الإنقاذ أضحت ب (فلوس) الآن.. * وأغلب أطفال الدرداقات والمهن الهامشية هم من الذين تعب أهلهم من رسومهم الدراسية التي لا حد لها ولا سقف ولا (استراحة).. * أها يا سيدة قمر هباني.. * لقد كفيناك مشقة تكوين لجنة، ورصد ميزانية، وتوفير سيارات ومخصصات ومعينات.. * فماذا أنتِ فاعلة؟!!.. * وبالأمس عاتبني واحد من (إياهم) على ما جاء في كلمتنا بعنوان (أيها الشعب السوداني التعيس) قائلاً اننا نبحث عن أوجه (التعاسة) حيثما كانت دون ان نسهم بحلول لها.. * وبما أن كلمتنا اليوم عن تعاسة أطفال السوق المحلي هي ذات صلة بكلمتنا تلك عن تعاسة الشعب السوداني ككل، فإننا نطرح حلاً من شاكلة الذي يُعجب (الجماعة).. * حلاً لا يكون إلا عبر تكوين لجان.. * فعوضاً عن لجنة هباني المصغرة نقترح إنشاء (لجنة قومية عليا!!) مهمتها بحث أساب (شقاء) الإنسان السوداني و(تعاسته) و(قرفته).. * سواء كان طفل (درداقات) - إنسان السودان هذا - أو كبيراً (مُدردِقاً!!).. * وبعد أن (يجيِّه!!) أعضاء اللجنة أنفسهم تماماً يصرفون ما (تبقى!!) من الميزانية على الغرض الذي من أجله أُنشئت اللجنة أصلاً.. * حتى ولو تمثل هذا الصرف في أشرطة كاسيت (تفاؤلية) من قبيل (ما تهتموا للأيام ظروف بتعدي) أو (بكرة يا قلبي الحزين تلقى السعادة) تُوزّع على الأسر (المحبطة!!).. * ونطمئن أعضاء اللجنة هؤلاء أن (الحبّة ما بتجيهم) جراء أية تجاوزات متوقعة قد يكشفها المراجع العام.. * فقد جوّز قادة الإنقاذ ل (إخوانهم في الله) فقه (السترة!!!).. * أما بالنسبة لأفراد الشعب الآخرين ف (الساتر الله!!!). الصحافة