الفريق المدهش..ومسلسل الفشل فى العلاقات الثنائية!! عبد الغفار المهدى [email protected] قبل أن يدخل لنا السيد السفير فى الجزء التاسع من مسلسل العلاقات السودانية المصرية وحدوتة وحدة وادى النيل الأسطورية . نود نلفت انتباه فخامته المثقل بهموم تظبيط بوصلة اتجاه المؤتمر الوطنى والذى فقد الكثير من توازنه فى الفترة الأخيرة بفعل الضربات المتلاحقة التى تعرض لها بدأمن خلافات صقوره التى خرجت من أضابير مخابئهم التنظيمية الى هواء الاعلام الطلق خصوصا فى الفترة الأخيرة والتى أعقبت سقوط نظام (مبارك) والذى كان يحيطهم بكامل رعايته ويغطى على عوراتهم التى لاتحصى ولاتعد، ثم جاءت اليهم قاصمة الظهر من الولاياتالمتحدة والتى أجادت ذلهم وتوظيفهم لخدمة مصالحها مقابل وعود لم تفىء بها . سفير السودان بالقاهرة وجد نفسه فى هذا المنصب الحساس والهام والذى يفوق قدراته خصوصا بعد التغيير الذى حدث فى مصر،وقبل أن يتحسس موضع أقدامه جيدا تسارعت الأحداث وتلاحقت بصورة لم يكن يتوقعه أحد، فوجد نفسه وطاقمه فى دوامة الثورة والنهج الجديد الذى تحاول أن ترسمه لمستقبل مصر فأختلفت الرؤى للعلاقات الخارجية المصرية فى ظل عهد الثورة فلم يعد هناك وجود لنظام دكتاتورى مهيمن وحزب واحد متسلط كما فى السودان ،وهذا الوضع أدى لعدم التكأفؤ فى العقلية الحوارية فسابقا كانت تتم بين قوى وضعيف دكتاتورية هناك ودكتاتورية هنا مع فارق نقاط القوى لكلا النظامين فدكتاتورية مصر كانت بيدها أوراق ضغط وابتزاز تفعلها فى مثل هذه الظروف على دكتاتورية السودان،وكانت دكتاتورية السودان سعيدة بهذا الا أن الظرف الآن اختلف . كان حريا بالسفير أن يبدأ بتغيير طريقة تقديم التنازلات تلك لأن المصريين قبل الآخرين فهموا أن هذا الأسلوب الذى كان يمارسه نظامهم السابق جلب لهم العديد من الكوارث على راسه فقدهم لمكانتهم فى المنطقة والتى كانوا يحظون بها،لهذا هذا الأسلوب فشل، رغم أن السفير فى جميع لقاءته وملتقياته بالقاهرة يحرص على تسويق حكاية مصر والسودان حتة واحدة ولابد من.....تلك الأسطوانة الخالدة والتى لم نجنى منها شىء وتقديمه لتنازلات لمصر الثورة بدأ من أبقار الرئيس وشاحنات قمحه انتهاء بتصريحه الأخير بنيته توطين أسر مصرية فى السودان لزراعته. كان على السفير الهمام أن يجد بحثه فى أشياء أهم من تلك بكثير يأتى على راسها حصر السودانيين المقيميين بمصر، وعلاج الاتفاقيات المجحفة التى وقعها نظامه تحت تهديد الملفات التى يعيها ويعرفها جيدا،وبالتأكيد لايدرى هو ولا مدير مكتبه بأنه فى الوقت الذى يقدم فيه تنازلاته تلك تبحث مصر الآن وفى هذا الظرف البحث عن أسترداد ديونها لدى السودان وروسيا وبعض الدول وربما يجهل سيادته عن هذه الديون ، وسبق أن دعا مجلس الشعب المصرى السابق وقبل مدة طويلة من الأستفتاء وكتبنا ساعتها منوهيين لخطورة ما دعا له مجلس الشعب وناقشه أنذاك وهو اقامة علاقات مع دولة الجنوب منذ الآن بل ذهبوا أكثر من ذلك حين دعوا فى نفس الجلسة لاقامة علاقات مع حركات دارفور،وبعد ذلك حدثت التطورات وتتابعت الأحداث لاهثة لم تترك مجال للسفير وأركان حربه الميامين بالتفكير أو التقييم ووضع الأستراتجية المناسبة للعلاقات بين البلدين فى ظل هذه المتغيرات ، الا أن السفير لازال يتعامل بالعقلية القديمة فى العلاقات بين البلدين والمبنية على التعليمات التىلا كان يصدرها لهم مبارك أوأجهزته لهذا دوما ما كان موقف الجانب السودانى فى ظل عهدهم ضعيف ولازال تجاه مصر الستر الحقيقى لهم وهذا بلسان البشير نفسه . كانت فرصة جيدة أن ينعقد مؤتمر الجبهة العريضة للتغيير لجنة التسيير بالقاهرة فى ظل هذه الظروف ويستضيف خلال يومه الختامى الدكتور حلمى شعراوى والباحث نبيل عبد الفتاح وعدد من الاخوة الصحفيين المصريين وبعض الأحزاب وأن تقدم ورقة بعنوان العلاقات المصرية السودانية قدمها الدكتور حلمى والأستاذ نبيل وكانت فرصة جيدة وحقيقية لمناقشة تلك العلاقات بصورة شفافة وواضحة وقد قدم هؤلاء الأساتذة الأفاضل رؤية جيدة لتلك العلاقات واعادة صياغتها بل أجمل ما تقدم به الدكتور شعراوى وفى اطار موضوع (المياه) الذى يحاول نظام الانقاذ أن يجعله ورقة يلاعب بها المصريين هو اقتراحه بتكوين كيان شامل وجامع يسمى دول حوض النيل بدلا من حكاية وحدة وادى النيل تلك والتى لاتعدو سواء أنها كلام والسلام. فالعلاقات المصرية السودانية تحتاج لاعادة صياغة بصورة جديد ومواكبة بدلا من تلك الصورة النمطية التى سارت عليها طوال تلك الفترة وتحويلها من أمنية الى علاقة ندية حقيقية تتساوى فيها الأطراف فى الواجبات والحقوق حتى يستطيع الشعبان أن ينعما بها سويا وليس شعب على حساب الآخر كما هو الآن.