الصين الجعلية ...والصين الشايقية..! محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] يقال أن اختلاف العلماء رحمة..فيجعلك تتبع ايهما أخف نهجا في تفسير الفقه أو أداء التكاليف علي المستوى الديني والشرعي.. و يقال اذا اختلف العقلاء فان الحكمة تقف قاضيا بينهما.. واختلاف الشجعان تتجلي فيه النخوة والمروءة وعدم الغدر والخيانة واحترام مقدرات الخصم.. والأستعداد له ..أما الا نتصار بجدارة واما الهزيمة بشرف .. أو الانسحاب بكرامة.. أما اذا اختلف اللصان ؟؟؟ فحتي لو ظهر المسروق فقد يصل الي صاحبه منقوصا هذا ان لم يكونا قد تصرفا فيه بالكامل... فتكون غنيمة صاحب المصاب .. انهما سيقفان أمام المحكمة..ولو كانت جنائية في لاهاي.. التعيس فيهما مع جماعته في قفص الاتهام .. و الماكرالذكي الذي اشعلها و فتن فيهم بعد ان شارك في السرقة يتحدث كشاهد ملك متوسطا القضاء الجالس والواقف علي مسافة واحدة..! وكما يقول صديقنا د/ البوني .. علي الحرام هذه لن أشرحها..ليقيني في ذكاء احبائي القراء.. الآن تلوح في الآفق ملامح خلاف بين تيارين في أروقة الحزب الحاكم.. فريق أم دلدوم السياسي صاحب الدخلات الخشنة بقيادة نافع.. وفريق الشطرنج الأمني الذي يقال انه الذكي بقيادة قوش..وكلا الفريقين هو صوت لسيده من ناحية..!؟ الصراع الآن ووفقا للقراءات الماثلة اتجه ليشكل نزاعا جهويا قبليا قميئا مكشوفا يعيدنا بفضل سياسة الآنقاذ العنصرية في عهد الترابي وما بعده الي مربع ما قبل انشاد شاعرنا الفحل..ابراهيم العبادي حينما نبذ القبلية والجهوية قائلا...( جعلي ودنقلاوي وشايقي ايه فايداني..غير ما خلّت اخوى عاداني يبقى الأصل واحد .. والجنس سوداني ).. طبعا ادخالنا الترابي علي الخط هنا لانه أول من فجرالنعرة الجهوية والقبلية وكان سباقا.. فهو من استخدمها كورقة في يد المغبون لنبش المدفون في دارفور و أدخلهم في شبكة الأطرش بكسر الكاف..انتقاما لزحلقتهم له في زلليقة المفاصلة اياها..التي لقي فيها من تلامذته جزاء سنمار..والذي استحقه بجداره نظير خداعه للشعب السوداني .. حينما نصّب البشير رئيسا وذهب الي كوبر.. ولا زال فيها حبيسا.. يبدو أن الرئيس .. يسعي ليلعب في خانة الشيخ كعراب للنظام وهو دور لن ينجح فيه البشير الذي يحاول الآن الدخول بين الفريقين كحجاز يفتقر الي عكاز الدهاء ودرقة المكر الترابية.. هذا فضلا عن أنه أي البشير محسوب علي تيار نافع ولن يرضي عنه من هم علي شاكلة خاله العنصري الطيب مصطفي ..الا اذا حسم الصراع لصالح فريق أم دلدوم وليس مقبولا منه حتي امساك العصا في منتصفها..خشية من شماتة باقان..وعرمان.. حينما انقسمت الصين بعد ثورة ماوتسي تونغ الي صينيين ..شعبية...وأخرى...وطنية .. انتجتا للعالم خلافا مفيدا علي مستوي تطوير الصناعات والارتقاء باقتصاد اسيا ووفرة الكوادر الفنية المبدعة ..واستطاعت ايا منهما أن تقيم دولة عليها القيمة.. الان الكثيرون يهللون فرحا .. لبوادر الانقسام ..القبلي و الاختلاف السياسي بين اهل الانقاذ..ووصلوا الي حد الدعاء بان يجعل الله كيدهم في نحرهم..وأنا اتفق مع الدعاء طبعا..واتحفظ علي الفرح لاختلافهم..لانني أري لا في انقسامهم رحمة ولا في اتفاقهم منفعة.. فاذا انتصر جناح البشير ..نافع.. فتلك مصيبة.. وان كان الفوز لفريق علي ..وقوش فالمصيبة مركبة.. وان اتفقوا من جديد فالمصيبة مصيبتان علي بقية السودان.. فخلاصة .الأمر ان تعويل المؤملين في أن يكون من اختلاف الكيزان..جدوى.. كما في انقسام الصين.... فذلك (..كعشم طالبان في قبة الفاتيكان.. ) فهو من قبل قد اضاع الجنوب..واشعل دارفور .. ويزحف ناحية كردفان الآن.. ولعله لو تصعد هذه المرة .. فسيحيل الشمالية الي صين شايقية.. وصين جعلية ولكن بدون منافع انقسام صين بكين .. وصين تايبيه.. بالطبع. مع احترامنا الزائد للقبيلتين .. واذا كانت الأممالمتحدة قد خصصت للصينيتين مقعد ا واحدا يتسع لنفر واحد منهما ..فلا بأس ولا يهم من سيجلس عليه ..طالما ان كليهما مكتسبة لشرعيتها كدولة .. وخلافهما فيه فائدة لمواطنيهما ..تتعداهما الي بقية العالم.. ولان مقعد القصر الجمهوري عندنا أيضا لا يتسع الا لراكب واحد يكون أهلا له بارادة الشعب الحقيقية.. فالرحمة والفائدة هي في ذهابهم مجتمعين.. فقد قرفنا..و لتطير خيمة شؤمهم مع رياح التغيير التي تطرق ابواب حدودنا من كل الجهات وتنتظر من يفتح لها الممرات علي اتساع شارعنا الصابر الذي لا ينبغي أن يصدق نية فريق منهم في الاصلاح فيتخدر علي وسائد الانتظار...فالتاريخ الطويل الذي مكسوه علي أنفاسنا والجغرافيا.. والديمغرافيا التي تأذت من سكاكين تقسيمهم للوطن والمواطنين.. كلها شواهد تقول .. اختلفوا أم اتفقوا سياسيا ..ونبعد من المثل هنا القبيلتين الكريمتين ..فالثعلب .. داخل حزبهم وحكومتهم ..ابن عم البعشوم.. أعانك الله عليهم شعبنا .. مختلفين أم متفقين وعجل برحيلهم بربطة المعلم مذلولين ..مثلما أذلوا كرامتنا.. ..انه المسستعان .. وهو من وراء القصد..