تراسيم.. ضربة قوش.. إياكم أعني!! عبد الباقي الظافر قبل أربع سنوات من الانتخابات الأخيرة وفي المؤتمر التداولي للحزب الحاكم قام شيخ كبير بتسمية الرئيس البشير مرشحاً للرئاسة.. موجات التهليل والتكبير لم تسمح لكائن ما من الصدح بصوت آخر.. تعجيل تسمية الرئيس كان إشارة واضحة أن الرئيس راغب في الاستمرار في السلطة.. الآن الرئيس أعرب أكثر من مرة أنه لا يرغب في مدة إضافية في الحكم . التصريح غير الرسمي بنية المغادرة أشعل المنافسة بين أتراب المؤتمر الوطني.. معسكر يرى وجوب مغادرة الرئيس الذي سيكمل ربع قرن من الزمان في القصر بحلول الانتخابات المقبلة.. بدأ هذا الفريق إعداد نفسه إلى ذاك اليوم.. الفريق صلاح قوش الذي تمت إقالته يمثل أحد رموز هذه الرؤية. المعسكر الآخر يرى في بقاء البشير في القصر ضمانا للاستقرار وتأكيدا لاستدامة نفوذ بعض رموزه.. لن يجد الدكتور نافع يده مبسوطة في الحزب والدولة من غير وجود الرئيس البشير.. وربما يغادر الفريق عبد الرحيم محمد حسين المقاعد الأمامية إن وصل الرئاسة وجه جديد. معسكر قوش لم يعلن صراحة عن نيته في خلافة الرئيس.. ولكن بدأ عملياً في حالة استعداد.. الفريق قوش بعد أن أجبر على خلع بزته العسكرية بدأ يعد لمسيرته كسياسي مدني.. دخل البرلمان بعد أن نال المباركة من مرشد الطائفة الختمية.. ولأنه رجل ذو خلفية أمنية رجع إلى مركز المعلومات عبر مستشارية الأمن.. ومن ذات المستشارية بدأ في التواصل مع الأحزاب المعارضة.. المستشار قوش أدرك أن الرئيس القادم لا يصنعه المؤتمر الوطني وحده.. بل ربما لعبت الأحزاب المعارضة والمجتمع الدولي دوراً في اختياره.. في ذات الوقت كان قوش يمسك بملف حساس في أمانة الحزب الحاكم .. إذ يشغل منصب أمين الفئات.. وصديقه الوفي اللواء حسب الله عمر هو نائب الأمين السياسي للحزب الحاكم. فريق آخر عنوانه الصامتون .. أبرز رموزه الأستاذ علي عثمان محمد طه.. طه اعتاد أن يرفع صوته بعد أن يفرغ الجميع من الحديث.. ولكن كثيراً من أهل الحزب الحاكم تعلموا من حكمة شيخ علي في مفاصلة الإسلاميين.. وأدمنوا الصمت إلى أن يتبينوا الخيط الأبيض من الأسود. القرار الجمهوري الذي أصدره رئيس الجمهورية وقضى بإقالة صلاح قوش من منصبه كمستشار رئاسي يعني إطلاق الرصاص على فكرة التغيير وذلك باستبعاد أقوى المرشحين لخلافة الرئيس البشير من دائرة الفعل.. وكانت هذه الإقالة الثانية لرجل الإنقاذ القوي.. من قبل تم خلع قوش من قيادة جهاز الأمن القومي ..وقد امتص الفريق صلاح صدمة الإقالة بهدوء الذي يرى هدفاً واضحاً يسعى من أجله. قراءة خبر الإقالة يؤكد أن الرئيس البشير غير راغب في مغادرة المسرح السياسي السوداني.. كل تصريحات الرئيس المؤكدة للمغادرة تريد أن تتبين الرؤوس التي ينبغي جزها.. وفي نهاية الأمر سيجد المشير البشير من يقول له هذا لفطورك وهذا لغدائك وهذا لعشائك.. سيتعلم الكثيرون من ضربة قوش المخطط لها بعناية تامة. التيار