مساء ليلة أمس غادر على عجل البروفيسور ابراهيم غندور (قصر القيروان) حيث..تم ابلاغه بالحضور فوراً لاجتماع في المؤاتمر الوطني . وبموجب التعديلات الجديدة، اصبح ابراهيم غندور الامين الاعلامي للحزب الحاكم. وكان غندور من قبل يشغل منصب الامين السياسي للمؤتمر الوطني ..التغييرات كانت أشمل من ذلك.فقد حل قطبي المهدي رئيساً للقطاع السياسي والدكتور الحاج أدم اميناً سياسياً ..والدكتور مطرف صديق اميناً للمنظمات ..والبروفسير الامين دفع الله اميناً للعاملين ..فيما غادر الامانة العامة بشكل نهائى كل من مولانا أحمد ابراهيم الطاهر و الفريق صلاح قوش والاستاذ فتح الرحمن شيلا ..مولانا الطاهر ابعاده لا يمثل خسارة شخصية لسيادته ..مولانا ما زال يحتفظ برئاسة البرلمان والتى تكفل الرئاسة بالوكالة في حالة خلو منصب الرئيس لأى سبب طارىء..إلا ان بعض القراءات تقول ان القيادة السياسية لم تكن راضية عن تناوله لملف النواب الجنوبيين بالبرلمان ..فقد رفض الإمتثال لرغبة الرئيس البشير واركان حربه الذين كانوا يرغبون في تسوية سياسية للملف فيما اصر مولانا الطاهر على مراعاة الدستور عند معالجة الملف .. الفريق أول قوش كان يشغل امين أمانة العاملين وخلفه عليها البرفيسور الأمين دفع الله ..ابعاد قوش كان متوقعا منذ القرار الذى صدر باقالته من منصب مستشار الرئيس للشئون الامنية..وتبدو كل الحياكة الحالية مستهدفا بها اخراجه بأعجل ما تيسر من ردهات الحزب الحاكم بصورة تحفظ ماء وجهه.. حاولت (التيار) الاستماع الى وجهة نظر الفريق قوش الا انه لم يرد على اتصالنا الهاتفي معه . ..فيما كان خروج شيلا اقرب الى المفاجأة ..شيلا من الوافدين إلى الحزب ..وقد كان قبل ذلك رقماً صعباً في الحزب الاتحادي اليدوقراطي (الأصل) وابعاده بمثل هذه الطريقة ربما يمثل اشارة سالبة في وجه الانفتاح واستصحاب الاخر .ولكن فتح الرحمن شيلا بدأ متفهما للتغيير الذي جز رأسه وقال في تصريحات خاصة ل(التيار) انه دائما يدعو للتغيير ..وانه راض عن ما قدمه في الفترة الماضية الا ان عملية الجمع بين اكثر من موقع مرهقة للغاية. و كان شيلا يشير الي منصبه كنائب في البرلمان ورئيس للجنة الاعلام ..شيلا يتوقع ان يشمل التغيير لاحقاً قيادات عليا في الحزب لم يرغب في تسميتها، الا انه اشار ان الرئيس البشير كرر اكثر من مرة زهده في المناصب ..ونفى شيلا أن يكون التغيير قصد به التمويه في ابعاد المستشار قوش وقال ان هنالك لجنة حزبية كلفت بتقييم اداء الامانات توطئة لرفعها للمؤتمر التنشيطي العام المزمع عقده في سبتمبر المقبل الا ان أمين الاعلام السابق لم يستطع تقديم افادات مقنعة ادت الى تعجيل هذه الخطوة التي من المفترض أن تحدث في سبتمبر المقبل عقب انفضاض المؤتمر العام . الدكتور (الفريق) قطبي المهدي المستفيد الاكبر من التعديلات ..قطبي المهدي الذى عاش جزءاً من حياته في كندا وأمريكا وبعض من افراد اسرته مازالوا يقيمون في تلك الأرجاء ..قطبي عمل في الخارجية سفيراً في ايران. ثم تولى قيادة جهاز الامن الداخلي ..ابتعد كثيراً من دائرة اتخاذ القرار في الحزب الحاكم وبدأ في توجهاته اقرب الى اطروحات منبر السلام العادل الذى كان يكتب في منبره الاعلامي عموداً ثابتاً ..قطبي المهدى عاد الى الاضواء عبر تصريحات صاخبة تبشر بخروج الجنرال صلاح قوش من من مناصبه القيادية في الحزب الحاكم ..قطبي الذي تمت ترقيته من امانة المنظمات الى رئيس القطاع السياسي بالحزب الحاكم أكد في تصريحات خاصة ل (التيار) ان التعديلات في الحزب قصد بها الاصلاح ..ونفى ان يكون المستهدف صلاح قوش الا انه اكد ان صلاح قوش بات الآن لايشغل اى منصب رسمي في الحزب وانه مجرد عضو عادي . الدكتور الحاج آدم الوافد الجديد لامانة الحزب .. عاد آدم اميناً للشئون السياسية في الحزب الحاكم ..الدكتور آدم المتخصص في الهندسة الزراعية شغل مناصب قيادية في الحزب الحاكم حيث كان والياً للشمالية ثم وزيراً للزراعة ..بعد المفاصلة الشهيرة بين الاسلاميين قدم الحاج ادم استقالته وآثر الالتحام مع الشيخ حسن الترابي في حزب المؤتمر الشعبي ..الا أن الحكومة اتهمته لاحقا بتدبير انقلاب عسكرى وصدرت بيانات منشورة للقبض عليه باعتباره المتهم الأول. لكنه نجح في الفرار إلى اريتريا ..ثم عاد لاحقا ونافس على منصب والى جنوب دارفور بأسم حزب المؤتمر الشعبي في الانتخابات السابقة ..ولكن الحاج ادم اختار العودة الى حزبه الاول (المؤتمر الوطني) والذى احتفى بعودته ..ويأتي تعيينه أميناَ سياسياً لبث الثقة فيه ..الا أن بعض المراقبين يعتبرون هذا التعيين يقلل حظوظ الحاج ادم في الدخول الى القصر الرئاسي ممثلا لدارفور. تعيين د. مطرف صديق في امانة المنظمات يأتي اقراراً لريادته في ملف العمل الانساني حيث يشغل مطرف منصب وزير الدولة بوزارة الشئون الانسانية ..الا أن مصادر رجحت ان يتم دمج هذه الوزارة الانسانية في وزارة جديدة تحت مسمى التخطيط الاجتماعي وتعيين مطرف في الامانة العامة يأتي في اطار تدبير وظائف لعدد من الكوادر وكان الناطق باسم الحزب سابقا قد اشار الى عدد من كوادر الحزب تنتظر في الرصيف .. ذات الاشارة يمكن التقاطها في تعيين البروفسورالامين دفع الله في امانة العاملين ..دفع الله ربما يغادر التشكيلة الوزارية في يوليو المقبل . يبدو ان البروفسور إبراهيم غندور لم تتأثر مكانته بهذه التغييرات ..غندور الذى عرف بهدوئه في اصدار التصريحات وتجانسه مع الوسط الاعلامي ربما نال الخانة التي يريد في تشكيلة الحزب القيادية . الا ان مجمل القراءات تقول ان التغييرات التي تنتظر تصديق المكتب القيادي انما تستهدف الجنرال قوش ..حيث ان توقيتها جعلها تسبق المؤتمر التداولي العام للحزب الحاكم ..كما انها جاءت في صالح الفريق الذي يناوىء قوش الذي بعد هذه التعديلات كل نقاط ارتكازه ولم يتبق له الا البرلمان ..ولكن ذات المقعد البرلماني ربما يكون تحت مرمى النار..المادة 87 جعلت للمجلس حق اسقاط عضوية اى من اعضائه . التغييرات الجديدة لم تنصر فصيل الشباب الذى بح صوته مطالباً بالتغيير فقد احتفظت التعديلات بذات الشيوخ بعد ان عدلت من مقاعدهم في ديوان اتخاذ القرار . التيار