بسم لله الرحمن الرحيم بين سودان الوهم...ونوباتيا الأسطورة محمد عبد المجيد أمين ( عمر براق)+ [email protected] ( نص مسرحي للقراءة فقط ) الزمان : مع سدول الليل المكان : من داخل المتحف القومي وقد أغلقت أبوابه. ( يفتح الستار علي قاعة تشبه في تفاصيلها قاعة متحف السودان القومي . في صدر القاعة تتوسط صورة ضخمة لعالم آثار أجنبي ينقب داخل حفرة بينما أربعة من العمال المحليين يظلونه بملاءة كبيرة تحميه من حرارة الشمس . بعد قليل يدخل شاب من يمين القاعة تتبعه إضاءة رأسية وهو ينظر من حوله علي قطع الآثار المتناثرة هنا وهناك . يتوقف قليلا ويتمعن في اللوحة ثم يضج بالضحك وهو يضرب كفا بكف موجها حدثيه لجمهور القراء. الشاب : ( يشير إلي الصورة ) جاءوا ليفسروا لي تاريخ أجدادي... أما نحن ... فنقوم بواجب الضيافة .... نحميهم من لهب الشمس حتى لا تقطع عليهم حبل أفكارهم. ( يدور حول القطع المعروضة كأنه يبحث عن شيء ما ) أين العرب هنا ... أين الشملة والشماق ؟ أين الغطرة والعقال ؟ أين المئزر والفوط...أين الصدار؟ وينك ياشيخ العرب ..وينك يالنشام؟ . لماذا لا توجد معلقات ... اين شعر امرؤ القيس؟. ... أين شعر المتنبي ؟ لماذا يتداخل التاريخ هنا ثم يتقاطع هناك ؟ ( يشير إلي الخارج). هل هذا أضغاث حلم..!! أن يكون بلدي مجرد \" وهم\"؟!. لماذا سموك بهذا الإسم ...المشبع بمعاني السخرة والعبودية؟ ولماذا يمسك الجنجاويد بالسياط.!! يلهبون بها أجساد الضعفاء؟ يا جون .. يا دينق ... يا شول يا موسي : أقبل ولا تخف هذه أرضكم.... لا تفرطوا فيها لا تدعوها لحكومة النخاسة ... سارقي الثورات وإرادة الشعوب قاطعي الطرق... مفرقي القبائل والجماعات زارعي الفتن... الصادين عن سبيل الله أحثوا علي وجوههم التراب علهم يبصرون... أن للباطل جولة... وأن للحق المآل. كلهم يخدعوكم...سيدك وشيخك ومولانا ويحكم ... إن كان الله ربكم أن تقعوا في هذا الشرك أليس إبليس \" يتعنتظ\"؟ هؤلاء أيضا.... \" يتعنتظون\" ما لكم... كيف تحكمون؟ تمعنوا في هذه الحجارة كل هذه العظمة... لم تغني من الله شيئا أسطورة أجدادي : الملوك السود كاشتا وبعانخي...وشابكا وترهاقا وتوت أماني...وأمينرداس ... والأسد القابع... أبداماك أحجار تنتصب هنا.. وهناك... حقيقة ... أفضل بكثير من هذا الوهم ... الدائر بالخارج هذا تاريخي... أين تاريخ جعل ...وشايق ؟ أين أنت يا نوباتيا ؟ وأسماء الخرطوم كلها نوبية لماذا لا تبوحي بأسرارك لماذا الصمت والي متي ؟ فالعار .. عاري وليس عارك ألست هناك ..لننظر في حجرك.. في تماثيلك... في تلك الحلي والآواني المزركشة... لنعتبر ونتعظ .... كيف كانت عاقبة الأولين؟ ليتك نظرت إلي حالي... ومآلي قولي أن الأغراب إقتحموك افسدوا أرضك نهبوك.. جعلوا من دين الله القيم ستارا ونوحا يصرخ في البرية ربي : لا تذر علي الأرض من الكافرين.. ديارا....ربي : ( منفعلا) \"إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً \" ( فترة صمت) ولسان حالي يئن ويشكو... يا رسول الله : أهؤلاء حقا ...عربا؟ لهم المزية ... كزعم بني إسرائيل لما قالت: نحن أولياء الله وأحباؤه؟ وأنا الأعجمي ...شهدت بأن الله الإله الحق..لا إله إلا هو.. واحد أحدا؟ من أين أتت هذه الشرذمة ؟ أهم عربا...أم أعرابا؟ فلكل منهما مدخلا .. وبابا أم هم فاقدي هوية يدعون ما ليس لهم؟ لماذا لا يلقوا بهذه الترهات بعيدا ويقولوا قول الحق أم أنهم... فيه يمترون يا ويحي..!! إن إنا فتحت كتاب الترهات فهي لا تعد.. ولا تحصي وستدخل حتى الرئيس في أظافره يا لكم من جبناء ... تخشون الناس ولا تخشون الله أجدر أن تموتوا هكذا والخزي يلاحقكم إن لم تستطيعوا أن تحكموا أنفسكم كما يحكم الرجال. إن لم تتفقوا... كما يتفق الرجال إن لم تعدلوا بينكم كما أمركم الحق فلا كريم عيش لجبان وخسارة ذلك الهواء الذي تتنفسونه إن لم تكسروا هذا الحاجز.. ذلك الوهم الذي صنعتموه في هذا البلد... بصمتكم المطبق ...عن الباطل وإرادتكم الهشة....وبطولاتكم المزيفة أليس أحمركم وأزرقكم وأخضركم عبادا لله إخوانا؟ فلم هذا الشقاق؟ وأنتم تعرفون أن المنافقين.... لكم سادر وإن لم تقدروا عليهم... فالله قادر وقادر ( الاضاءة تغمر القاعة فجاءة ويدخل من كل جنباتها رجال أمن بزي مدني يشهرون أسلحتهم في وجه الشاب ويجبرونه علي الركوع) رجل أمن 1: ( للشاب) الجابك هنا شنو؟ رجل أمن 2 : من وين جاي؟ رجل أمن3: إرهابي؟ رجل أمن 4: معارضة الشاب : ( يجيب بارتجاف ) أنا طالب رجل أمن 2: تبع وين ؟ رجل أمن 4: فيس بوك رجل أمن 1: أسفيري والا كيبورداوي ؟ الشاب : أنا طالب في كلية الدراما رجل أمن 2: أهه... الشاب : إستأذنت من خالي \" الخفير\" أنو اشتغل في جو مسرحي حقيقي رجل 3: تابع الشاب : عندي إمتحان \" إرتجال \" بكرة رجل أمن 5: إرتجال يعني شنو؟ الشاب : ( متحيرا) يعني تمثيل ...حر .... ترتجل الكلام كده ...منولوج...بدون نص... يعني تخلي مخك يشطح . ( رجال الأمن يشحنون أسلحتهم ويوجهونها إلي وجه الشاب ) (بصوت واحد) : معانا والا معاهم ؟ الشاب : إنتو مع منو؟ رجال الأمن : نحنا مع النظام الشاب : أنا مع السودان رجل أمن 3 : ما قبيل سمعينك بتقول أنو وهم؟ الشاب : أنا ما بقصد السودان ذاتو .....( يشير بيديه من حوله ).... أنا بقصد الوهم اللي عيشنو هسي رجال الأمن : ( بصوت واحد).. ما فاهمين؟! الشاب : ( باستغراب) دحين .... أنتو الحكومة وما \" ناقشين\" أي حاجة... ياهو ده ذاتو الوهم ( الشاب يزيحهم بعيدا ويشكل منهم دائرة ) الشاب : ( لرجال الأمن) أعيد ليكم المشهد تاني. ستار. ملحوظة من الكاتب : أحب كل أهلي بكل قبائلهم وأعراقهم في الله...ومن هذه المحطة فقط يكون الإخاء. الدمازين في : 2011/04/29م. محمد عبد المجيد أمين(عمر براق) [email protected]