ظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن السودانيين كلهم شعباً وحكومة ومعارضة يقفون مع الشعب السوري في ثورته ضد النظام القمعي الدموي المجرم الحاكم في سوريا. ظهر لي جلياً في المقابلات الطيبة التي وجدها وفد العلماء السوريين الذين دعيناهم وكذلك من ردود الفعل والترحيب الواسع والتجاوب الواضح الذي وجدوه من المواطنين في لقاءاتهم مع الوفد السوري الذي زار البلاد مؤخراً. إن الشعب السوداني ظل يقف مع كل الثورات ضد الديكتاتوريات والكبت والظلم والطغيان والفساد في العالم خاصة ثورات الربيع العربي مؤخراً ولذلك يطالب الشعب السوداني من الحكومة السودانية موقفاً قوياً وحاسماً تجاه ما يحدث في سوريا من قتل النظام لشعب أعزل ما نقموا منه أي أنه يطالب بحقوقه الأساسية التي جاءت بها الأديان والمواثيق الدولية من حرية وكرامة.. أنه يطالب بسحب سفيرنا من دمشق وطرد السفير السوري وطاقمه من السودان ويطالب بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري ويريد دعم الثورة السورية بكل ما نستطيع، فالشعب السوري الآن تتعرض الحرائر فيه إلى الخطف والاغتصاب والقتل على يد شبيحة النظام ويتعرض أطفاله وشيوخه ورجاله إلى امتهان كرامته فأقل ما نفعله هو الضغط على النظام السوري لوقف نزيف الدم بل التخلي عن السلطة لحكومة وطنية تدير الدولة وتمكن الشعب السوري من اختيار نظامه وحكومته بحرية لا ليتسلط حزب واحد ظل في الحكم لما يقرب من نصف قرن احتكر السلطة والثروة وفسد وأفسد وزوّر إرادة الشعب.. يدعي مواجهة إسرائيل وأنه من دول الممانعة ولكنه في حقيقة الأمر يواجه شعبه بالسلاح والدبابات والصواريخ التي تنسف البيوت والمساجد ولكنه عجز أن يوجه طلقة واحدة نحو إسرائيل ليحرر الجولان المحتلة فهو في حقيقة الأمرممانع لأي مواجهة أو مقاومة تنطلق من الحدود السورية منذ أن استلم حزب البعث السلطة حتى صارت الجبهة السورية أكثر الجبهات هدوءاً مما جعل الكيان الصهيوني يركز على الجبهات الأخرى خاصة داخل الأرض في غزة والضفة بل قتل النظام السوري من شعبه أكثر مما قتلت إسرائيل في غزة.. لقد قربت شمس النظام السوري أن تغيب وسيسقط حتماً وقريباً جداً.. هكذا تدل التحليلات ومواقف الشعب السوري وصموده ومواقف دول وشعوب العالم خاصة بعد مؤتمر أصدقاء سوريا حالياً في تونس فخير لحكومتنا أن تبادر الآن بموقف قوي فلا تلحق بالآخرين بعد فوات الأوان.. يجب أن تستجيب لنبض ورغبة الشعب السوداني وتحترم رغباته اليوم قبل الغد. إنني استغرب كذلك وأعتب على صحافتنا السودانية وكتابها الراتبين ضعف اهتمامهم بما يجري في سوريا من انتهاك لحقوق الإنسان وللجرائم التي يرتكبها النظام البعثي التي ترقى لجرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بل كنت أتوقع من كل حادب على العدل والحرية والديمقراطية أن يقول رأيه بصراحة ويقف مع الشعب السوري ذلك أن قضية الحرية ومحاربة الظلم واحدة فالأزدواجية في المواقف غير مقبولة. وهناك شكر لحركة حماس التي أيدت الثورة السورية ولكن ثمة عتاب لحزب الله اللبناني الذي وقف معه الشعب السوري عندما واجه إسرائيل في الجنوب اللبناني فهل جزاءه جزاء سنمار؟ أصبح حزب الله – كما النظام الإيراني – متنكراً لمبادئه الإسلامية وأداة فاعلة ضد الثورة السورية فأرسل المقاتلين ليقتلوا الثوار السوريين مثلما ترسل إيران السلاح بالسفن وفي ذلك يقف في الموقف الخطأ مثل روسيا والصين اللتين من المؤكد ستبيعان النظام السوري عندما تتغير المصالح مثلما فعلتا مع القذافي.. الصين وروسيا تعرفان أن المصالح هي الدائمة وليست المبادئ.