تراسيم.. مقتل بن لادن ..هل تدفع الخرطوم الثمن؟ !! عبد الباقي الظافر زار الشاب الايطالي اسرائيل سائحا ..توقف في القدسالشرقيه وهاله الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون ..من ذلك التاريخ اصبح فيتور اريجوني مناصرا للقضية الفلسطينية العادلة .ركب البحر في عام 2008 ليكسر الحصار علي غزة ..اصبح الناشط الايطالي وجها مألوفا في غزة ..يضع على ساعده وشما يحمل كلمة مقاومة ..وعلى قميصه كلمات توحي بحبه الى المدينة المحاصر اهلها . جماعة متشددة اختطفت الضيف الكريم ..طلبت من حكومة حماس الافراج عن بعض سجنائها والا قتلت الرجل ..نفذت الجماعة تهديدها وشنقت عاشق فلسطين ..مخابرات حماس كادت تتمكن من منفذي العملية ..وصلت الى قلعتهم الآمنة ..أحد المطلوبين قتل زميله ثم نفسه حتى لا يقع في أسر حماس . بعد اغتيال اسامة بن لادن في باكستان .. سرت في الخرطوم رعشة تعاطف مع الاسلام المتشدد ..نواب البرلمان علت هتافاتهم التي تمجد الشيخ بن لادن ..منبر السلام العادل ضم الى صفوفه كتائب جهادية تحمل اسم بن لادن ..الشيخ الترابي كان يستمع بانصات الى مؤيديه وهم يهتفون (ٌقائدنا ترابي أكبر ارهابي ..في الحق مابيحابي )..فيما سمحت الخرطوم الرسمية التي آثرت الصمت ان تسمح لأنصار القاعدة باقامة صلاة الغائب على الشيخ بن لادن في ميدان المولد الفسيح . ليس صحيحا ان العلاقة بين الانقاذ والجماعات الجهادية سمن على عسل ..الخرطوم فكرت يوما في تسليم الشيخ اسامة بن لادن ..ولكن لم تجد طرفا آخر يتحمس للصفقة ..وفي نهاية المطاف اوحت له بأن يخرج بعد أن اصبح ضيفا ثقيلا ..وقتها غضب بن لادن و رفض وداعا رسميا ..ذهب الى ادغال افغانستان وترك لرجال من حوله الجمل بما حمل ..واصبحوا رفاق بن لادن من اثرياء المدينة . الخرطوم ذاتها نالت نصيبا من عنت المتشددين ..الخليفي هجم على مركز شرطة ثم راح في الناس قتلا وجرحا ..فيما اختار متشدد اخر صلاة التراويح ليمارس اراقة الدم بين أهل السودان ..آخر المواجهات حين تمكنت مجموعة من قتل مواطن أمريكي ومرافقه السوداني في ليلة رأس السنة ..ثم تمكنت ذات المجموعة من اجتياز اسوار سجن كوبر العالية بسلاسة خلفت بها أكثر من سؤال يحتاج الى اجابة ..المجموعة الهاربة قتلت شرطيا في مشارف امدرمان . الخرطوم تحتاج ان تضبط مشاعرها الغاضبة من مقتل بن لادن ..إن لم تفعل سيكون ذلك بمثابة اشارة خضراء تسمح للتطرف بالتمدد في السودان .وستبدأ الانقاذ نفسها في دفع الثمن .كثير من الجماعات الاسلامية ترى في الانقاذ عدوا فرط في الدين ومقارعته واجبة شرعا. ولكن الثمن الاكبر سيكون مواجهة جديدة مع المجتمع الدولي ..بلادنا في طريقها للخروج من القائمة السوداء التي تصنف السودان كدولة راعية للارهاب ..اي مظاهر غضب تفوق المعقول سيجعل العالم يعيد فحص سجلاتنا في مضمار الارهاب ..كلمة خارج نص خطاب رسمي ربما تعيدنا الى المربع الاول ..مربع العزلة الدولية . التيار