زار الشاب الايطالي إسرائيل سائحا .. توقف في القدسالشرقية وهاله الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون .. من ذلك التاريخ أصبح فيتور اريجوني مناصرا للقضية الفلسطينية العادلة. ركب البحر في عام 2008م ليكسر الحصار على غزة .. أصبح الناشط الايطالي وجها مألوفاً في غزة .. يضع على ساعده وشما يحمل كلمة مقاومة .. وعلى قميصه كلمات توحي بحبه الى المدينة المحاصر أهلها. جماعة متشددة اختطفت الضيف الكريم .. طلبت من حكومة حماس الإفراج عن بعض سجنائها وإلا قتلت الرجل .. نفذت الجماعة تهديها وشنقت عاشق فلسطين .. مخابرات حماس كادت تتمكن من منفذي العملية .. وصلت إلى قلعتهم الآمنة .. أحد المطلوبين قتل زميله ثم نفسه حتى لا يقع في أسر حماس. بعد اغتيال أسامة بن لادن في باكستان .. سرت في الخرطوم رعشة تعاطف مع الإسلام المتشدد .. نواب البرلمان علت هتافاتهم التي تمجد الشيخ بن لادن .. منبر السلام العادل ضم الى صفوف كتائب جهادية تحمل اسم بن لادن .. الشيخ الترابي كان يستمع بإنصات إلى مؤيديه وهم يهتفون (قائدنا ترابي أكبر إرهابي .. في الحق ما بيحابي) فيما سمحت لأنصار القاعدة بإقامة صلاة الغائب على الشيخ بن لادن في ميدان المولد الفسيح. ليس صحيحاً أن العلاقة بين الإنقاذ والجماعات الجهادية سمن على عسل .. الخرطوم فكرت يوما في تسليم الشيخ أسامة بن لادن .. ولكن لم تجد طرفا آخر يتحمس للصفقة .. وفي نهاية المطاف أوحت له بأن يخرج بعد أن أصبح ضيفاً ثقيلاً .. وقتها غضب بن لادن ورفض وداعا رسمياً .. ذهب إلى أدغال أفغانستان وترك لرجال من حوله الجمل بما حمل .. وأصبحوا رفاق بن لادن من أثرياء المدينة. الخرطوم ذاتها نالت نصيباً من عنت المتشددين الخليفي هجم على مركز شرطة ثم راح في الناس قتلا وجرحا .. فيما اختار متشدد آخر صلاة التراويح ليمارس إراقة الدم بين أهل السودان .. آخر المواجهات حين تمكنت مجموعة من قتل مواطن أمريكي ومرافقه السوداني في ليلة رأس السنة .. ثم تمكنت ذات المجموعة من اجتياز أسوار سجن كوبر العالية بسلاسة خلفت بها أكثر من سؤال يحتاج إلى إجابة .. المجموعة الهاربة قتلت شرطياً في مشارف امدرمان الخرطوم تحتاج أن تضبط مشاعرها الغاضبة من مقتل بن لادن .. أن لم تفعل سيكون ذلك بمثابة إشارة خضراء تسمح للتطرف بالتمدد في السودان. وستبدأ الإنقاذ نفسها في دفع الثمن . كثير من الجماعات الإسلامية تري في الإنقاذ عدوا فرط في الدين ومقارعته واجبة شرعاً. ولكن الثمن الأكبر سيكون مواجهة جديدة مع المجتمع الدولي .. بلادنا في طريقها للخروج من القائمة السوداء التي تصنف السودان كدولة راعية للإرهاب .. أي مظاهر غضب تفوق المعقول سيجعل العالم يعيد فحص سجلاتنا في مضمار الإرهاب .. كلمة خارج نص خطاب رسمي ربما تعيدنا إلى المربع الأول مربع العزلة الدولية. نقلاً عن صحيفة التيار 5/5/2011م