مراكش ..المدينة الأسطورة !! جعفر عبد المطلب [email protected] هي ثالث أكبر مدن المغرب بعد الدارالبيضاء والرباط . عاصمة الجنوب المغربي، لا أدري إن كانت تتكأ علي تخوم جبال الأطلسي أو كانت جبال الأطلسي تتخذ من بساتينها الخضراء وسادة وثيرة ! إرتباط بين الجبل والسهل قلما تراه في بلاد أخري فعلاً هي المدينة الحمراء ، بل قل هي المدينة \" الطوبية \" ، أم هي مدينة النخيل ، ولكن كل مدائن المغرب يزينها نخل باسق فيه وسامة وأناقة .سميت كذلك لأن مؤسسها السلطان يوسف ابن تاشفين أرادها عاصمة لدولته دولةالمرابطين في عام 1062 ميلادية. أتفق الرحالة كافة في وصفها بأنها : المدينة الحمراء ،الفسيحة الأرجاء،الجامعة بين حر وظل ظليل ،وثلج ونخل.ذكرها صاحب معجم البلدان فقال: مراكش أعظم مدن المغرب وأجلها . وصفها أيضا إبنها البار المؤرخ أبن المؤقت فقال:مدينة لم تزل من حيث أسست دار فقه وعلم وصلاح ،هي قاعدة بلاد المغرب وقطرها ومركزها وقطبها ،فسيحةالأرجاء، صحيحة الهواء ،بسيطة الساحة ومستطيلة المساحة، ما يزال الحديث لأبن المؤقت : كثيرة المساجد ، عظيمة المشاهد ،جمعت بين عذوبة الماء ، وإعتدال الهواء ،وطيب التربة ، وحسن الثمرة ،وسعة الحرث،وعظيم بركته .مراكش لاتكل ولاتمل ، منذ 800 سنة وهي تصحو عند الفجر والليل لم يلمم أطرافه بعد ! علي صوت المئذنة العتيقة من علو يبلغ طوله 70 مترا حيث ينطلق صوت مؤذن من صومعة الكتيبة ، المنارة الروحية لمراكش التي أصبحت رمزاً للمدينة مطلية بلون الفيروز. يتدفق الناس في الطرقات والأزقة الضيقة الذين لايسعهم مسجد الكتيبة ، يتجهون صوب مسجد إبن يوسف الملاصق للمدرسة وهي أحد أهم المعالم التاريخية في المدينة. عبقرية المدينة تتجلي في طرازها المعماري الفريد ،والزخارف ، والفسيفساء الخرافية ،والرسوم والنقوش .يخيل لك أن الناس في المدينة إما حرفيون مهرة ومبدعون في حرفهم ، أو سواح ينظرون اليهم في متعة ودهش ، وهم ينكبون يدقون الصخر وينحتون الرخام ويصهرون الحديد وينقشون الذهب والفضة ويزخرفون الجلد ويرسمون لوحات ولوحات علي سجاد ، تقف تتاملة وتستخسر أن تطأه الأقدام أياً كانت مثل هذا الجمال البديع .مثلما تكتظ المدينة بالمساجد التاريخية التي يحتاج كل مسجد منها الي وقفة من التامل أو لقطة من الكاميرا . ولكن من أين لنا بالوقت لنغطي كل ذلك ، الحدائق المصنوعة بعبقرية فلاحية مغربية لاتراها إلا هنا في بلاد المغرب . تستقطب المدينة بتنوعها وتفردها في الفلاحة والمناخ والصناعات اليدوية ملايين السواح من كل أنحاء الدنيا، تزدحم بهم الطرقات والأزقة القديمة والمطاعم والمقاهي التي تسهر حتي الفجر.لاحظت كثيرا من الأوربيين لا سيما الفرنسيين والإنجليز والأمريكان وغيرهم اشتروا بيوتا علي الطراز الأندلسي واستقروا في المدينة بعد تقاعدهم. وهذا هو الخيار الأفضل لمن في مثل ظروفهم ، إذ ان المدينة لاتترك لك مجالاً إلا ان تكون جزءاً منها، حتي وإن لم تكن إبنها بالميلاد ! تميزت مراكش بأرثها الحضاري الغني والمتنوع فضلا عن ما يتوفر لها من بنية تحتية سياحية قوية وشاملة ، مما جعلها مركزاً عالميا مرموقا للمؤتمرات لاسيما الثقافية منها حيث يعجب السواح نمط العيش في مراكش وأزياء اهلها المزركشة كما هي مبانيهم من الفسيفساء. تزخر المدينة خلاف مدن الدنيا الأخري ،بالأزياء التقليدية ، فنون الطهي ، الصناعة اليدوية الشديدة الأتقان والفن .أما فن العمارة فهو عبقرية قائمة بذاتها ، الأمر الذي جعل منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تصنف المدينة بكاملها تراثاً للإنسانية في العام 1985 .الحديث عن مراكش حديث ذو شجون لا ينتهي ولكن ينتهي ما افردناه لها من حيز علي الورق ، حتي نلتقي في ساحة فيها أقل ما توصف به بأنها واحدة من ليالي ألف ليلة وليلة ،تلك هي ( ساحة جامع الفنا ) الساحة التي حّيرت اليونسكو في تصنيفها ! القاكم في ذات المقهي الذي فجرته القاعدة قبل أيام ريثما ترفع عنه الأنقاض .