(6) معتصم الحارث الضوّي [email protected] (1) نظرتُ إلى تصريح السيد حسن الترابي مؤخرا بأن \"الشعب السوداني متخلف نسبيا\"، فلم استنكر ترهاته، بل تعجّبتُ لأننا لم نفطن في الوقت المناسب إلى ضرورة حظر المحافل الماسونية. (2) أغلق آخر مصنع لإنتاج الآلات الطابعة في العالم أبوابه مؤخرا في مدينة مومباي الهندية، وبذا انتقل إلى رحمة التاريخ مع رصفائه وأقرانه من التلغراف والتلكس والهاتف ذو القرص الدائري.. إلخ، وحسُن أولئك رفيقا. رمزٌ آخر لرومانسية حالمة يختفي من حياتنا المتخمة إلكترونيا. (3) منذ ما ينيف على ثمانين سنة، أطلقها الشامخ علي عبد اللطيف، فأجاب قائلا: \"أنا سوداني\"، رافضا بشكل قاطع الإشارة إلى قبيلته، لذا فمن المثير للقرف أن نرى خانة القبلية تعود إلى استمارات التقديم للوظائف الحكومية، وإلى المعاينات الشخصية التي تليها. مالكم كيف تحكمون؟! (4) حين يهوي المبدع من شاهق: انظر دريد لحام. حين انطلقت -قبل أشهر قلائل- مسرحيته المسماة \"السقوط\" ، لم يكن أحدٌ يدري بأنها كانت نبوءة أن الفارس سيترجل.. لتغوص قدمُهُ في الوحل! (5) في تصريح لكين ليفينغستون، العمدة السابق لمدينة لندن، قال \"إن تصفية أوباما لأسامة بن لادن تجعله أشبه برجال العصابات\". نكتفي بحديث هذا الشاهد من أهلها، فالبعض يفرح لأن القطب الأوحد قد طبّق شريعة الغابة! (6) اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو)، انقضى علينا في السودان كغيره من الأيام الكالحة في ظل النظام المستبد، ولا عزاء للحرية في وطن أصبحت فيه رقعة كرامة الإنسان لا تُرى بالعين المجردة. (7) عندما يعتدي أحد العسكر على طبيبة أثناء أداء عملها، فإن سابقة خطيرة وقعت. أولا، لأن الاعتداء حدث أثناء تنفيذ عملها، مما يتنافى مع الحق الأصيل في الشعور بالأمان، وثانيا، لأن المعتدي احتمى –كديدن الجبناء- خلف زيه العسكري ليبطش بشخص مدني، أما ثالثة الأثافي، فالمُعتدى عليه امرأة! وهذا فيه ما فيه من إخلال مروّع بقيمنا السمحة. (8) طفحت الخلافات داخل حركة حق، فاستنشق العالم من روائح الفردية والديكتاتورية ما أزكم الأنوف، وفُجع الجميع بالضربات المتبادلة تحت حزام العقل، وخارج حدود المنطق. ربّاه، ماذا حلّ بالطليعة المستنيرة؟! (9) قررت كاترينا هوبس، المريضة البريطانية التي تقضي أيامها الأخيرة في الدنيا الفانية إثر إصابتها بسرطان استفحل ثم استشرى، أن تترك لابنتها البالغة من العمر ثلاثة سنوات، عددا من بطاقات التهنئة بأعياد ميلادها، ونصائح مكتوبة تُعينها في مراحل عمرها المختلفة، ورقاعا للتهنئة بنجاحها في امتحانات المدرسة، وبمناسبة زواجها، وكذلك إنجابها. كما سجّلت أيضا عددا من الأفلام لتشاهدها ابنتها بين الحين والآخر. إلى هنا انتهى الخبر، وهنا أضعُ قلمي جانبا، إذ تغيبُ السطور بين قطرات دموعي.