يتحدث السيد وزير الثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم عن إقامة مدينة إعلامية في السودان. السؤال الذي يدق مزلزلا على الأذهان: إذا كان المواطن السوداني ما يزال رهينة لسوء العذاب الذي تسومه إياه حكومتنا "الرشيدة"، فكيف ستوفر الحكومة المستحقات اللازمة لإنجاز هذا المشروع الذي يتطلب قبل كل شئ مساحة واسعة من الديمقراطية والشفافية والطهر، وكلها صفات غابت في يوم نحس اسمه 30 يونيو 1989. (2) مهما هم تأخروا، فإنهم يأتون! (3) أقامت التشكيلية التونسية آمال الزعيم مؤخرا معرضا عن "عقدة الكرسي" انتهى يوم العاشر من مارس الجاري، وتألف المعرض من عشرين عملا فنيا يتناول عقدة الكرسي من زوايا متباينة. لديّ الرغبة في استضافة هذا المعرض في بعض الدول الشقيقة، أخصُ منها بالذكر السودان، فهل من مُساعد؟! (4) مؤخرا، أصبحتُ لا أجدُ سببا واحدا يمنعني من اعتناق نظرية المؤامرة، ولعل من الخطل –في رأيي- إسناد الوقائع اليومية إلى عنصر المصادفة، أو الفعل ورد الفعل، أو التكتيكات قصيرة الأجل. خلاصة القول، الدول المتسمة بصفة التفكير الاستراتيجي لا تعمل –في أغلب الأحيان- بتلك الطرائق، ولذا فالحديث عن نظرية المؤامرة منطقي، ولعل الحرص المفرط أسلم من السذاجة الحالمة! (5) طلب العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز عدم مخاطبته بلقب ملك، وعدم تقبيل يده! خطوة رائدة بلا شك، وتطور محمود إلى الأمام. ترى، هل سنرى خطوات مماثلة في السودان؟ نعلمُ بالطبع أن تلك الممارسات لم تسد يوما في السودان، ولذا فإننا بالتساؤل نعني طبقة المثقفين الخونة التي باعت شرف الفكر، وعُذرية الحرف، بثمن بخس؛ دراهم معدودات، ومناصب زائفة، وحفنة زائلة من التكريم والأبهة! (6) إثر المظاهرات التي اندلعت في 21 مارس 2011، أعلنت حكومتنا الرشيدة على لسان المؤتمر الوطني (هذا الخلط الشنيع سنتناوله في سياق آخر) أنها ستضرب بيد من حديد على أيدي المخربين والعملاء وهلماجرا من اكليشيهات الدوغمائية التي تختزنها ذاكرة الإنقاذيين المهترئة. سؤال يؤرق مضجعي منذ سمعتُ هذا الخبر: ألا يتعلمون!! ألا يدركون أن إرادة الشعوب أقوى من جبروتهم الذي فيه يعمهون! ألا يتذكرون أن تشاوسيسكو وشاه إيران وماركوس وغيرهم كانوا يفوقونهم طغيانا، ثم في لمحة بصر شعبية، انتقلوا إلى مواقعهم الطبيعية في أعماق مزبلة التاريخ! أيها السادة اللئام، كراسيكم محجوزة لوج، ولم يتبق إلا أن تتوجهوا إليها، فهلا انطلقتم؟! (7) الحالة الليبية تركت الكثيرين تنطبق عليهم المقولة: قلوبهم مع علي، وسيوفهم مع معاوية. وفي رواية أخرى، بين هياط ومياط، أو إذا شئت، في حالة اختلاط الحابل والنابل، والله المستعان، وإليه الشكوى. (8) اليوم العالمي للشعر في 21 مارس مرّ علينا مختئبا في خنادق المعارك، خائفا من نتائج القصف، ومتحرزا من الموت. هل ستعلو وشوشة الزهور على نعق البنادق؟ لربما.. وأتمنى! moutassim elharith [[email protected]]