[email protected] خسر السودان خلال اليومين الماضيين عدد من ابنائه فى الشمال والجنوب، وللأمانه هذا التعبير صرح به من قبل الشهيد الأستاذ محمود محمد طه، حينما سمع بأن 13 فردا قتلوا أثناء الحرب التى كانت مشتعله بين أبناء الجنوب والجيش الحكومى فى السودان! وللأسف الجيش السودانى خلال فترة الأنقاذ لا يسعى لأداء دور وطني يحترم وهو يضع نفسه مطية لتحقيق مطامع وأهواء حاكم فاسد متغطرس ومتجبر .. وكيف يفعل ذلك وقد أطلع بالأمس القريب المثقفين السودانيين على المخصصات والحوافز والبدلات (لمدير مؤسسة الأوراق الماليه) فى دولة (الصحابه)، فكيف تكون مخصصات قادة الجيش أرتضوا (مرمغة) شرف الجنديه السودانيه فى التراب وهم يحاربون شعبهم بالوكاله عن نظام فاسد جاثم على صدرهم ؟ ومن يظن بأن (المؤتمر الوطنى) قد خرج منتصرا فى معركة (ابييى) بالتصريح الذى أدلى به أحد قادته وقال فيه ان جيشهم قد طرد قوات (العدو) فى ابيى، فهو واهم ولا يعرف فى السياسه ولا يجيد قراءة المستقبل. فبهذه المعركه الخاسره بدأ الأستقطاب وجر (المؤتمر الوطنى) المجتمع الدولى لهذه المنطقه وحقق له مراده بالكامل، مثلما حقق له انفصال الجنوب بالأصرار على الدوله (الدينيه) بدلا عن المدنيه. ومن يتهم قوات (الحركه الشعبيه) بالبدء فى المعارك يفتقد للأمانه الأخلاقيه وللنزاهه والموضوعيه، (فالبشير) هدد بالدخول فى هذه الحرب منذ أن ذهب داعما (لأحمد هارون) المطلوب مثله للعداله الدوليه وللمحكمه الجنائيه فى لاهاى، والمؤتمر الوطنى قرر الدخول فى هذه الحرب منذ أن تنكر لبرتكول ابيى ولقرار محكمة لاهاى الذى فرحوا به فى البدايه قبل أن يفهموه ثم تنكروا له بعد أن صدمتهم (الحقيقه) واقحموا المسيريه حينما أكتشفوا انه لم يحقق لهم ما يريدونه، فالوقوف عند (ابييى) يعنى هزيمة المشروع الحضارى كما صرح (عبدالرحيم حمدى) الذى قال ان ذلك المشروع حدوده (كيب تاون) فى جنوب أفريقيا. ومما يثير السخريه والضحك والغثيان أن (مصطفى عثمان اسماعيل) مستشار (البشير) صرح فى القاهره قائلا : بأنه \" يستبعد امكانية تجدد الحرب بين الشمال والجنوب على منطقة ابيى المتنازع عليها .. والا مصلحة للشمال والجنوب فى العودة للحرب وأن هناك عقلاء فى الطرفين يعلمون ذلك\". فى وقت خرج فيه البيان الرسمى عبر التلفزيون الحكومى ليقول (بأن الجيش السودانى سيطر على البلده الرئيسيه فى ابيى وطرد العدو)! للأسف (العدو) المقصود هم أهل البلده الأصليين، والعدو المقصود هم احفاد البطل (على عبداللطيف) وكلمنتو امبورو و(ابيل الير) والعدو هم ابناء واخوان (جون قرنق) وفرنسيس دينق وايزاك ايلى ويور وريتشارد وادورد جلدو وأتير توماس ... وعدد ضخم من ابناء السودان الأعزاء. وللأسف بعض الشماليين العنصريين المصابين باللوثه (الأسلامويه) لا يهمهم فساد النظام ونهبه لخيرات البلاد وتقسيمها وتجزئتها وضعفه امام العدو الخارجى، والذى يخدعهم بثوب الأسلام الذى يلتحفه وهو عار من اسفله، فتستمع اليهم يرددون دون خجل أو حياء عبارات عنصريه تدعو للكراهيه ، منتشين (بانتصار) متوهم، فى حقيقته هزيمه كبرى للأخلاق وللقيم السودانيه ويعبر عن تنكر للعهود وللمواثيق والبرتوكولات وأحكام القضاء التى لم يحترمها النظام فى يوم من الأيام. وبعد هذه المعركه المفتعله التى دخلها (المؤتمر الوطنى) لكى يغطى على أثار الأزمه الأقتصاديه وأنخفاض قيمة الجنيه السودانى ومشاكله الداخليه العديده والأنشقاقات التى بدأت (بصلاح قوش) ولن تنتهى به .. أصبح واجب على (الحركه الشعبيه) أن تضع يدها مع الشرفاء فى الشمال لأجتثاث هذا النظام القبيح من جذوره ورميه فى مذبلة التاريخ، فكفايه مواقف وسطيه وتشاحنات وخلافات تعقبها مهادنات، فالجنوب لن يرتاح والشمال لن يرتاح طالما بقى هذا النظام مسيطرا على السلطه من خلال شرعيه زائفه وأنتخابات مزوره وأستفتاءات أشرفت عليها كوادر (مايويه) تعشق الحكم الشمولى الديكتاتورى. آخر كلام:- صرح (رئيس المؤتمر الوطنى) عمر البشير بأنه لن يفكر فى فترة جديده فى الحكم وأن 26 سنه تكفيه.. ما بدرى يا (حليفه) !!