إليكم ......................الطاهر ساتي غزوة ذات البلوفة الكبرى...!! ** ومن لطائف كتب التاريخ، يحكى بأن رجل من أهل العراق جاء إلى إبن عمر - رضي الله عنهما - في الحج بعد مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، سائلا : يا أبا عبد الرحمن، ما حكم من قتل البعوض للمحرم ؟.. فسأله إبن عمر : ممن أنت ؟، فأجابه الإعرابي : من أهل العراق..فصاح فيه : ( قاتلكم الله يا أهل العراق، تستبيحون دم الحسين في الشهر الحرام وتسألون عن دم البعوض ؟).. وهكذا أبان إبن عمر للإعرابي بأن سؤاله ذاك محض تنطع..إذ ليس من الدين ولا التدين أن ترتكب الكبائر - بلا إحم أو دستور - ثم تستفتي الناس عن الصغائر بمظان أنك تخاف غضب الله ثم الناس، أوهكذا الدرس الذي تعلمه ذاك الإعرابي من ذاك الإستفهام الإستنكاري ..!! ** و صحف أول البارحة أيضا سألت مدير عام هيئة مياه ولاية الخرطوم إن كانت لديه الرغبة في تقديم إستقالته لوالي الخرطوم طوعا وإختيارا، بعد عجزه عن حل أزمة المياه بعاصمة البلد..إستمع سيادته الي سؤالهم ثم فكر بعمق وقال : لا، لن استقيل من منصبي، لأن الاستقالة تعني التولي يوم الزحف.. فتأملوا بالله عليكم هذا التنطع الذي لم يجد صحفيا فقيها - كما إبن عمر - في قاعة المؤتمر الصحفي، ولو وجده لصاح فيه : ( كفى تنطعا يا مدير، لم يخيفك عطش الناس، وتخيفك الإستقالة ؟)..أي لم يؤرق مضاجعكم آثار عجزكم الذي جفف مواسير الناس، فكيف يؤرقكم آثار إعترافكم بهذا العجز عبر إستقالة تحفظ لكم ماء وجهكم ثم تمنح الناس الأمل في (ماء الشرب) .؟. أوهكذا السؤال الذي يفك طلاسم هذا التنطع ..!! ** ثم من الذي أحاط هذا المدير علما بأن إستقالة غير القادر على العطاء هي بمثابة ( تولي يوم الزحف)..؟.. فالتاريخ الإسلامي والإنساني يضج بأدب الإستقالات والإقالات، بل يوثق أيضا أدب رفض تولي المناصب زهدا فيها أو إيمانا ب( رحم الله إمرء عرف قدر نفسه ).. ومع كل ذلك، لم تصف كتب التاريخ صحابيا رافضا للأمارة أو للولاية - أو أقيل عنها أو إستقالة منها- بأنه تولى يوم الزحف..لم تصفهم كتب التاريخ بذاك الوصف، لأن الإقالة من المناصب والإستقالة منها والإعتذار عن قبولها، كلها آداب تجسد قيم المحاسبة والمراجعة، أو فلنقل : تجسد قيم الجرح والتعديل، أوكما يسمونها - البدريين - حاليا في دهاليز الحزب والدولة.. ما الذي يمنع مدير المياه عن تدوين إستقالته في دفتر ( الجرح والتعديل)، بدلا عن التنطع بتدوينها في دفتر ( التولي يوم الزحف) ؟..ثم السؤال المهم جدا، هل فقه ( التوجس من التولي يوم الزحف) هو النهج الذي يدير به هذا المدير دولاب العمل بهيئة مياه الخرطوم ..؟؟ ** أي، وصلا لذاك السؤال، هل كل الذي يعملون تحت إدارته بكل محليات الخرطوم يخطئون ويتكاسلون ويهملون، ولايحاسبون أنفسهم بالإستقالة ولايحاسبهم مديرهم بالإقالة، عملا بفقه ( التولي يوم الزحف) ؟.. يبدوا الأمر كذلك، ولو لم يكن كذلك لما جفت مواسير عاصمة البلد، تارة لتهالك الشبكات وأخرى لإنقطاع التيار وأحيانا بتبرير( المعارضة قفلت البلوفات)، ولانسمع خبر إقالة مهندس ولا إستقالة عامل، لأن مديرهم العام ينتهج في مراقبة الآداء العام للهيئة نهج ( عدم التولي يوم الزحف )..أي ليس مهما أن تعطش عاصمة البلد بسوء الإدارة وليس لقلة المياه في عاصمة مقرن النيلين، فالمهم هو ألا يتولى أي مهندس بالهيئة - أو عامل - يوم العطش، عفوا يوم الزحف، أوهكذا نهج المدير العام.. وهنا نسأل، ليس المدير العام ولكن النهج العام، سؤالا فحواه : الى متى هذا الدجل والنفاق وإحتزال دين الله الحنيف في ( شهوتي السلطة والجاه ) ..؟ ..على كل، يجب أن يحسم والي الخرطوم أمر هذه الإدارة المهترئة كما شبكاتها والملوثة كما مياها .. و إلى ذلك الحين، نقترح لمدير المياه بأن يعقد مؤتمر صحفي يصيح فيه بأعلى صوته مناديا الخضر وكتائب مندور: ( يا خيل الله أركبي، لاشوارع لكم بعد اليوم يا أهل المدينة، لقد أغلقتها العصبة الفاجرة، فلنسرج الخيول ونمتشق السيوف ونلبس الدروع ونقتحم بطحاء بري والفتيحاب وكل الأحياء العطشى، لنقضي على مظاهرات الكفار ومسيرات المشركين، ونفتتح الشوارع ونرفع راية الإسلام .. ثكلتك أمك يا إبن أبي بلوفة )..أوهكذا يجب أن تدوي صيحة التنطع و( المزايدة المكشوفة)....!! ....... نقلا عن السوداني