حديث المدينة أولاد .. إسرائيل..!! عثمان ميرغني والي الخرطوم .. د. عبد الرحمن الخضر.. أعاد تأكيدات نائب رئيس الجمهورية بأن (لا) رسوم دراسية في التعليم العام (طبعاً الحكومي).. ومع ذلك انتظروا معي بداية العام الدراسي.. وتنهال شكاوى المواطنين من أنهم يدفعون عن يد وهم صاغرون.. الجزية التي تحددها إما ادارة المدرسة .. أو مجلس الآباء.. أو حتى مجلس الأمهات. حسناً .. أدرك تماماً أن القصة مملة.. كل عام الحكومة تنهى وتأمر وتهدد المدارس.. وكل عام المدارس (مثل كتائب القذافي) تدحر تهديدات الحكومة.. و لا يجدي الأنين .. لهذا لا أريد أن أبكى مع الآباء قبل بداية العام الدراسي لكني أريد أن أحاكم (المنطق) الرسمي. مدارس الحكومة (شينة) .. وفقيرة.. و بائسة ومزدحمة.. وأصلاً لا يقربها إلا مضطر.. تلميذاً كان أو معلماً.. ألا يستحق من يخلي مقعده – بكامل طوعه- ويتحمل تكاليف الرسوم الدراسة في مدرسة خاصة. ألا يستحق التكريم. لأنه (وفر) على الحكومة .. وعلى مدارسها مقعداً يستفيد منه غيره.. بالضرورة كل التلاميذ الذين يتركون مدارس الحكومة ويذهبون إلى المدارس الخاصة.. هم أفاضل تبرعوا بمقاعدهم لغيرهم من المحتاجين لها.. وبالضرورة تصبح المدارس الخاصة ذاتها استثمارات لمواطنين كرام يساعدون الدولة في سحب أكبر عدد من التلاميذ من المدارس الحكومية حتى لا يرهقوا الدولة بتكاليف تعليمهم. وبهذا الفهم.. فالواجب أن تعتبر الحكومة كل صاحب مدرسة خاصة.. مواطناً يستحق التكريم. وكل ولي أمر تلميذ في المدارس الخاصة .. هو مواطن صالح قرر أن يحمل على عاتقه تكليف تعليم أبنائه نيابة عن الحكومة.. ولكن ..!!! وما أفجع لواكن هذا الوطن..!! الواقع عكس ذلك تماماً.. الحكومة تنظر للمدارس الخاصة نظرة العرب لليهود.. تعتبرهم بغاة جباة يأكلون التراث أكلاً لماً.. فتحاربهم حرب الرئيس (علي صالح) لأهل اليمن .. تفرض عليهم رسوماً على كل (رأس).. و علاوة على الجبايات الأخرى.. تلزمهم بدفع رسوم الامتحان بقيمة أعلى مما يدفعه زملاؤهم في المدارس الحكومية.. بعبارة أخرى الحكومة تعاقب الأسرة التي تقرر بمحض إرادتها توفير مقعد مدرسي.. وليت الأمر يقف عند هذا الحد. تضع الحكومة عراقيل كبيرة لمنع تحويل التلاميذ من مدارس الحكومة إلى المدارس الخاصة. بل ولتأكيد (فهم الحكومة) سمعت بعض كبار المسؤولين في التعليم يقولون: إن المدارس الخاصة تحاول اختطاف التلاميذ النوابغ من المدارس الحكومية... وأنها أحياناً تغريهم لينتقلوا إليها.. من باب الصيت والدعاية للمدرسة الخاصة عندما تنجح في تلميع (النتيجة) بالمتفوقين من تلاميذها.. و للتمتع بالدهشة (أمتع نفسي بالدهشة ) على قول الشاعر عمر الدوش.. هب أن مدرسة خاصة اجتذبت تلميذاً متفوقاً من مدرسة حكومية.. إلى أين سيذهب هذا التلميد.. إلى محلية (تل أبيب) يدخل جامعة أورشليم.. ويتخرج ليعمل في الجيش الإسرائيلي؟؟ كل تلميذ يخلي مقعده في المدرسة الحكومية.. يمنح المدرسة فرصة التركيز على عدد أقل فترفع (المستوى العام) للتعليم.. إلا إذا كانت الحكومة نفسها (دخلت السوق) وتفترض إدارات المدارس الحكومية أنها أيضاً تنافس في تلميع مدارسهم .. وهنا تصبح المصيبة.. كارثة ولا أفجع.. التيار